بروفايل- أحمد عبد اللطيف المُرشح للبوكر.. كاتب يواجه الهواجس
كتبت- رنا الجميعي:
كانت هواجسه هي موضوع حكاياته، تلك الظُنون المُسيطرة على تفكيره مسببة له التعاسة، في سنّ صغير عوّدته والدته على قصّ أحلامه، فقرر حكي هواجسه، وصار كاتبًا. يوم أمس انتظر المهتمون بالأدب القائمة الطويلة للجائزة العربية للرواية لعام 2018، فكان اسمه ضمن 16 كاتبًا مُرشحون للفوز بالبوكر.
جاءت "حصن التراب"- العمل الخامس لعبد اللطيف- لتُصبح تميمة حظّه التي أدخلته القائمة الطويلة، تُركّز الرواية على تاريخ الأندلس غير الرسمي، عبر حكاية أفراد عاديين يُواجهون خطر التهجير أو التخلي عن الدين، هاجس الهوّية هو المُسيطر بالعمل الأدبي، فيما يعتمد عبد اللطيف على تكنيك روائي جديد، يعتمد فيه على الشاعرية عبر الفيديو والموسيقى.
تحتوى جُعبة عبد اللطيف على الكثير من الهواجس، الهوّية أيضًا كانت عماد رواية "إلياس"-العمل الرابع-، عبر حكايات إلياس التي تحكي عن تاريخ القاهرة وغرناطة.
ركّز عبد اللطيف مع الشخوص أكثر، إلياس كان بطل لقصته، وكما كان النحّات في "كتاب النحات"، الذي فاز بجائزة ساويرس الثقافية، عام 2015، ففي جزيرة مُنعزلة يعيش نحّات متوحد، يصنع تماثيل من الطين تتنّفس، يتساءل البطل في حكاياته الخاصة عن المسافة بين الإله والمُبدع.
أما في "صانع المفاتيح" كان تساؤل البطل يدور حول الحواس البشرية؛ السمع والبصر، عن المعرفة التي تجلب التعاسة أكثر، وتضيق مساحات السعادة، فلِم لا يتم صنع مفتاح للبصر وآخر لإغلاق حاسة السمع، طالما كانت الفانتازيا هي العالم الذي يعيش فيه أبطال عبد اللطيف، كما فازت الرواية على جائزة الدولة التشجيعية، عام 2010.
كما كانت هواجس تلك الشُخوص هي مُتكأ عبد اللطيف في كتابته، أفرد مساحات لأسئلة أبطاله، كما في "عالم المندل"، التي يُعبر فيها عن خيالات وأحلام بطلته الأنثى، حيث تقول "أتأمل شكل غرفتي في صمت وأنا جالسة في منتصفها. ليست إلا أربعة حوائط، هناك حائطان لا يمكن اختراقهما، يشبهان الحياة والموت، وحائط يقطعه باب يؤدي إلى الصالة، إلى الأمان المفترض، هو صورة طبق الأصل من الحياة التقليدية، طاعة وخضوع وضعف، وزوج وزوجة وأبناء، وأثاثات صامتة، أما الحائط الرابع فيقطعه باب شرفة تطل على شارع لأصل إليه يجب أن أقفز بكل قوتي، مجازفةً بسلامتي، على يقين تام أن جزءاً مني سيتهشم، وأنني سأسير بعدها عرجاء لوقت غير معلوم، لكن حتماً سأكون أكثر سعادة رغم ألمي لأنني اخترتُ ما أردتُ".
حصل عبد اللطيف على ليسانس في اللغة الإسبانية من كلية اللغات والترجمة، صار مُترجمًا لأكثر من 20 كتاب من الإسبانية إلى العربية، فيما لاقت هواجسه المتناثرة عبر أعماله الخمس خاضعة لحسّ المترجم الصارم، فيتمكن من قراءتها قراءة نقدية، ليحذف منها كما لو كان شخصًا آخر.
فيديو قد يعجبك: