لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

آمال مُعلقة على "كام شير".. قصص من "تريند" الفيسبوك

03:49 م السبت 16 سبتمبر 2017

SHARE

 

كتبت- دينا خالد وشروق غنيم:

في البدء كانت مُزحة، ثم تحوّلت إلى وسيلة لتحقيق أمنيات مختلفة؛ من هاتف محمول وعربية إلى شقة وأدوات منزلية أو تجميلية، والطريقة تكمن في استخدام خاصية المشاركة "Share" في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الذي يبلغ رواده 2 مليار شخصًا حول العالم.

لاحظت سمر هشام اتجاه –تريند- "كام شير" وكيف تطلب إحدى الشركات عدد معين من المشاركات حتى تمنح إحدى خدماتها مجانًا لهذا الشخص "وفي ناس بتكسب"، فكرت في تجربة الأمر، فهو لن يضر على أية حال، فتمّنت تفصيل فستان زفافها المرتقب مجانًا "يمكن الحظ يساعدني".

أرسلت هشام إلى صفحة أتيليه: "كام شير وتعملولي فستان فرح زي ده"؟ فجاءها الرد: "5 آلاف شير في اسبوع"، قبلت الفتاة العشرينية التحدي، احتفظت بنسخة مصورة من الكلام "سكرين شوت"، وبدأت تنضم إلى مجموعات مختلفة على "فيسبوك" من أجل مطالبتهم بمشاركة المنشور.

1

ويقول الحسيني محمد، المتخصص في التسويق الإلكتروني إن ثمن الحصول على 5 آلاف شير قد يكلف صفحة الشركة حوالي ألف دولار تدفعه لإدارة فيسبوك، لذا يعتبر عصام محمد، المتخصص في التسويق الإلكتروني، أن هذه الطريقة توفّر على الشركات المبلغ المراد دفعه من أجل الإعلانات المدفوعة، والتي لا تضمن الوصول إلى الجمهور المستهدف.

كما أن فكرة "كام شير" تُزيد من تعريف رواد "السوشيال ميديا" بالعلامة التجارية، ويضيف المتخصص بالتسويق الإلكتروني أن هناك شركات تطلب رقما كبيرا لـ"Share" للتعجيز، وفي حالة عدم تحقيقه تظفر بالترويج المجاني لها.

خلال يومين وصل منشور هشام إلى ما يزيد على 2000 مشاركة بمساعدة أصدقائها وعائلتها. احتل الأمر مساحة كبيرة من يوم الفتاة العشرينية "بصحا من النوم فجأة بس عشان أعمل شير في الجروبات"، فيما تأمل أن تحصل على الرقم المطلوب حتى تتسلم فستان الزفاف، والذي يُكلف تفصيله في هذا الأتيليه 5 آلاف جنيهًا.

منذ بداية تصاعد "التريند" تابعه خبير مواقع التواصل الاجتماعي، خالد عبدالقادر، والذي لم يكن الأمر غريبًا عليه، حيث اشتعل هذا التريند على "تويتر" منذ عدة أشهر، حينما أرسل المراهق الأمريكي "كارتر ويلكرسون" تغريدة على حساب مطاعم الوجبات الأمريكية الشهيرة "ويندي" يسأل فيها عن عدد إعادة التغريد "الريتويت" اللازمة لحصوله على وجبات دجاج مجانية لمدة عام، ورد المطعم برقم ضخم 18 مليون. قبل كارتر التحدي وطلب المساعدة من مستخدمي تويتر، ووصل لرقم تعدي 3 مليون و700 ألف مشاركة.

يشرح عبدالقادر أن هناك مصطلح في التسويق على مواقع التواصل، يُسمىhijacking أو "ركوب الموجة"، وهو أن تبني الشركة حملة دعائية معتمدة على تريند موجود، اجتماعي أو اقتصادي أو سياسي أو رياضي، لتضع نفسها في سيل المشاركات على الموقع وأيضا تجذب اهتمام الشرائح المستخدمة.

وفي حالة تريند "كام شير" يقول إن بعض الشركات تستطيع الوصول لرقم هائل من العملاء "رأيت بعض الحالات وصلت لأكثر من 20 ألف شير، ويمكننا أن نقول أن الشركة وصلت لأكثر من 10 مليون مستخدم بهذه الطريقة".

لم تأبه الفتاة العشرينية للسخرية من الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي "في النهاية ده تبادل منفعة بين أي شركة والشخص"، فيما تُعِد أن ما يحدث معها "تجربة حلوة، في هدف عاوزة أوصله وبسعى ليه". وفي حالة عدم وصولها إلى المشاركات المطلوبة، لا تعتقد أنها ستشتري الفستان من نفس الإتيليه "بسبب الظروف المادية".

انجذبت رنا الديب أيضًا إلى التريند، لم تتمنى الحصول على شيء مادي، بل قفز في ذهنها رغبة حضور ورشة لتعلم اللغة الإنجليزية مع "Harvest British College"، والتي تُكلّف 1500 جنبهًا. اتبعت الديب ما رأته على صفحات "فيسبوك"، وأرسلت لهم أمنيتها "كام شير وتدوني الكورس؟".

2

يتوقف تحقق رغبة الديب على 3 آلاف مشاركة، لم تجنِ منهم سوى مشاركات هزيلة 49، وهو نفس ما جرى مع أسماء فتحي حينما عقدت اتفاقًا مع "مركز ماس للعيون" على إجراء عملية الليزك بحصولها على 10 آلاف مشاركة، لكنها لم تصل إلا لقرابة 500 فقط.

 

يوضح عبدالقادر أنه ليس في كل حالات التريند يأخذ المستخدم الذي طلب الشير جائزته، إذ هناك ما وصفه بـ"المشاركات الدعائية وبعضها يتم بالاتفاق بين المستخدم والشركة على جزء من هذه الجائزة إذا تم تحقيق الرقم المطلوب، فالمهم أن يتداول المسخدمون اسم الشركة أو المنتج في مشاركاتهم على موقع التواصل".

أصبح أرباب منشورات "كام شير" بمثابة دائرة دعم لبعضهم البعض، إذ أخذت كل من هشام، الديب، وفتحي، في نشر منشورات تحمل طموحات مختلفة عنهم "بنساعد بعض"، فيما لم يتأثر الثلاثة من استهزاء البعض بالأمر "لو في كوميك بنضحك عليه عادي، لكن بنضايق من الناس اللي بتعتبر إن دي شحاتة" فيما يرى عبدالقادر "في كل الأحوال، سيأخذ التريند وقته الذي يكون قصيرًا عادة، وينتهي، كحال أي تريند".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان