إعلان

"لن نفرط".. حملة تتمسك بمصرية "تيران وصنافير"

03:22 م الأربعاء 14 يونيو 2017

مشهد مطل على جزيرة تيران

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:
تصوير- روجيه أنيس:

مساء الأحد الماضي، علم محمود الحنفي ببدء مجلس النواب مناقشاته لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، من خلال منشور على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". أصابت الصدمة عقل ابن مدينة شربين بمحافظة الدقهلية، عارض بكتابات غاضبة موقف ممثل الشعب من اتفاقية حسم أمرها حكم بات من المحكمة الإدارية العليا، قبل أن يوقع صاحب الـ 38 عاما باسمه في منشور داخل صفحة عنوانها "لن نفرط"، يرفض فيها الشاب تنازل مصر عن حقها التاريخي في "تيران وصنافير".

أول يونيو الجاري، دشن الكاتب الصحفي جمال الجمل حملة "لن نفرط" على فيسبوك، بعد أن ورد إلى علمه شروع مجلس النواب في مناقشة ما عُرف إعلاميا باتفاقية "تيران وصنافير"، رغم حكم نهائي بمصرية الجزيرتين في الـ 16 من يناير الماضي.

في البداية لم ينضم إلى الحملة الكثير من الأفراد "كان في استبعاد لإقدام البرلمان على مناقشة الاتفاقية وسط انشغال الناس بأجواء رمضان"، يقول الجمل، قبل أن تبدأ اللجنة التشريعية بمجلس النواب مناقشتها للاتفاقية، صباح الأحد الفائت، وهو ما أضاف إلى "لن نفرط" الآلاف من داعمي مصرية الجزيرتين، حتى وصل عدد المشاركين على صفحة الحملة على فيسبوك إلى ما يزيد عن 11 ألف متابع، والأعداد في تزايد مستمر.

منذ توقيع الحكومة المصرية اتفاقية تعيين الحدود البحرية مع السعودية في 9 أبريل 2016، شغلت القضية عقل مصطفى حمدي، إذ تابع المحامي الثلاثيني تطوراتها لحظة بلحظة ككثير من المصريين الآخرين.

إيمان ابن محافظة مرسى مطروح بتبعية الجزيرتين إلى مصر، دفعه للبحث عن وثائق تدعم موقفه. "دورت على جلسة الأمم المتحدة اللي ادعى فيها مندوب إسرائيل عدم ملكية مصر للجزيرتين، لكن اتأكدت من رد مندوبنا إنها مصرية مليون في المية" هكذا يقول.

يضيف الجمل أن قيمة الأرض عند المصري لم تغب يوما عن تراثه "في أفلامنا، وحواديتنا الشعبية".

إذ يوثق الجمل تلك الثقة؛ بمشهد يعتقد أنه يلتصق بذهن المصريين؛ "زمان لما الباشا كان يعوز يشتري أرض الفلاح الغلبان عشان يكمل عزبته، الفلاح كان يفضل متمسك بيها حتى لو هددوا بالقتل، والشعب اللي أتربى على حكاية محمد أبو سويلم عمره ما يسيب أرضه بالساهل".

"توحيد الجهود"
التمسك بالأرض حتى النهاية، هو الإحساس الذي سيطر على عقل وافي نصر، بمجرد أن وصلته تكهنات تشير إلى نية الحكومة التنازل عن الجزيرتين خلال الأيام المقبلة.

يتحدث ابن محافظة قنا عن القضية التي تشغل الرأي العام، بينما يدور بعقله ذكريات حفظتها عائلته على مدار سنوات طويلة "قريبي استشهد في حرب 67 اللي أشعلها إغلاق عبد الناصر لمضيق تيران، وأخواتي الاتنين؛ واحد شارك في 67 والتاني انتصر في 73".

"لذلك وجد صاحب الـ 52 عاما في مشاركته بالحملة فرصة في "توحيد الجهود عشان نوصل صوتنا لرئيس الجمهورية ومجلس النواب.

سلطة المواطنة هي ركيزة "لن نفرط" الأساسية، حسبما يقول الجمل. الذي يضيف أن هدف الحملة هو: "الدفاع عن حقوق الناس والتعريف بواجباتهم تجاه الوطن، فالحملة لا تقتصر فقط على الدفاع عن مصرية تيران وصنافير، ولكنها تُرسخ لمبدأ حق المواطن في المشاركة باتخاذ القرار كونه مصدر السلطات وصاحب الحق".

ويردف الجمل أنه: "لا يمكن اعتبار الخلاف حول تبعية الجزيرتين مصريا سعوديا. فالغرض من نقل الجزيرتين إلى السعودية هو التوسع في اتفاقية كامب ديفيد ووضع أمور منطقة الشرق الأوسط في يد إسرائيل. ومن ثم إتمام الاتفاق المصري السعودي يُسبب اختلالا في ميزان الأمن القومي العربي".

نفس الأمر عبر عنه الكاتب الصحفي أيمن الصياد في مقاله "ما هو أبعد من (الجزيرتين).. حقائق الأمن القومي"، المنشور في صحيفة الشروق يوم الأحد الماضي، وجاء في إحدى فقراته: "إذا ظلت الجزر على حالها (مصرية)، فإن هذا الممر يظل مياها داخلية مصرية. ويظل لمصر (العربية) جميع حقوق السيادة على الممر. وعلى الرغم من أن اتفاقية السلام مع إسرائيل وبقواعد القانون الدولي تفرض حرية المرور (البريء) بالمضيق. (أكرر: البريء)، فإن هذا المبدأ يجري تعطيله زمن الحرب، ليصبح لمصر (العربية) الحق المطلق في فرض ما تريد من قواعد للمرور (أو منع المرور) في المضيق. أما في حال أصبحت الجزيرتان سعوديتين (بغض النظر عن الأسباب) فإن الممر يصبح تلقائيا ممرا (دوليا) بالتعريف، لا تملك مصر (ولا السعودية) قانونا أي سلطة عليه، لا في زمن السلم، ولا في زمن الحرب".

ويرى الجمل أن "تيران وصنافير هما حجر الزاوية في خطة تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط لصالح قوى خارجية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان