ملتقى الدراسة بالخارج.. "الباب الخلفي" لهجرة الشباب من مصر
كتبت – يسرا سلامة:
بداخل أحد الفنادق الشهيرة بالقاهرة، اصطحب "أشرف محمد"، ابنته "مي" إلى ملتقى لاستقبال الطلاب والخريجين، اللذين يبحثون عن فرصة للدراسة في الخارج، الذي أقامته شركة "ريتش" للدراسة بالخارج، يقول أشرف مشيرا لابنته "تروح تدرس في أي حتة حتى لو إسرائيل".
لأسباب مختلفة ومتنوعة، دخل العشرات من الشباب إلى الملتقى، الذي سمح لهم بالدخول بشرط التسجيل المسبق عبر الإنترنت، فقبل الحدث بأسبوعين روجت الشركة لليوم عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، انعكس ذلك في الحضور المكثف من الشباب للملتقى، الذي يجلس فيه مجموعة من ممثلي الجامعات بالخارج، بحسب تعريف الملتقى، للحديث عن فرص الدراسة بجامعتهم.
يفسر أشرف، الذي يعمل مدرسا وجهة نظره "نفسي بنتي تروح أي بلد تتعلم كويس، تفيد البشرية، في بلد بتقدر العلم"، مي التي لا تزال في عامها الأول من كلية علوم الحاسب جامعة حلوان، لا تجد البحث عن فرصة للدراسة في الخارج في عامها الأول مبكرا، بل تتابع "أنا ممكن ابتدي كل حاجة من برة"، فيما يستكمل الأب "أنا اتعلمت واشتغلت مدرس لحد ما تعبت وجالي خشونة في ركبي، ومرتبي 2150 جنيه، أكيد أتمنى ليها مستقبل أحسن مني".
يوم الثلاثاء الماضي عشرات من الطلاب والخريجين حضروا إلى المكان، الزحام كان سيد الموقف، فيما رفض المسؤول عن الشركة الحديث للصحافة، أو الإدلاء بأي معلومات عن الملتقى، الذي شهد حضور ممثلين من عدة دول وهى "روسيا، ماليزيا، ألمانيا، كندا، بريطانيا، أمريكا، أستراليا".
مكتب مخصص لكل دولة، يميزها العلم الخاص بها، وفيه يتواجد ممثل لأحد الجامعات، أو ممثل لعدة جامعات معا، مثل الجزء الخاص بتركيا، المتحدث باللغة الإنجليزية عرض على الطلاب جامعة في أقصى شمال قبرص "جامعة شرق البحر المتوسط"، مضيفا أن تكاليف الدراسة بالسنة 6 آلاف يورو، بالإضافة لتكاليف المعيشة في السنة وهي 10 آلاف يورو.
لم تجد "أسماء رضا" ضالتها في الملتقى، اشتكت مما أضافه زوار آخرين لـ"مصراوي" عن سوء التنظيم، والزحام الشديد، مضيفة إنها بالسنة الأولى بكلية الطب جامعة الأزهر تحلم أن تستكمل دراستها في ألمانيا، وتقول ابنة المنصورة "نفسي أسافر وأفيد بلدي لكن واضح أن السفر مش متاح للجميع".
زحام شديد وجده المكتب الخاص بأمريكا داخل الملتقى، فتاة حسناء بجانبها مترجم وزحام مكتظ يسأل عن فرص السفر، تحمل "سمير عادل" الزحام لكنه خرج يجر أذيال الإحباط، متابعا "ملناش نصيب يا أمريكا"، يفسر الشاب إنه بالسؤال حول السفر لأمريكا لم يجد أي فرص تتلاقى مع دراسته الحالية للتجارة، ويقول "طالبين سن ودرجة قبول معينة". لا يحلم الشاب القادم من كفر الزيات بالغربية والطالب في الصف الأول بمعهد للغات والعلوم الإدارية إلا بالسفر أيضا لأقارب له هناك، قبل الخروج من الملتقى يقول "إحنا في مصر معندناش تعليم كويس، ولا حد بيدرسلنا، عشنا كدة كل دول عايزين يسافروا".
"لا أعرف هذه الشركة ولا أعلم إن كانوا حاصلين على ترخيص أم لا".. بهذه الكلمات رد مساعد وزير التعليم العالي لشئون العلاقات الثقافية والبعثات وشئون الجامعات حسام الملاحي لـ"مصراوي"، مضيفا أن الوزارة لا تعطي أي تراخيص لأي جهة ترخص الدراسة بالخارج.
باللغة الإنجليزية فقط، تحدث المسؤول من ماليزيا، من جامعة Inti هناك، لا تعرض الجامعة سوى دراسة الإدارة فقط، ولمدة ثلاثة أشهر أو ستة أشهر، وفي القسم البريطاني لم يكن متاحا سوى إعلانات للجامعات المتواجدة هناك، وبسؤال محررة مصراوي عن دراسات للإعلام، لم يكن متاحا هناك أي جامعات للاستقبال.
بإحدى القاعات، توقف أحد مسؤولي الشركة يدعى "وائل"، استقبل أسئلة الحضور حول الدراسة والسفر إلى ألمانيا، لا شيء مجاني في الدراسة بالخارج كما أوضح، حتى الجامعات التي تتيح تمويل الدراسة بالخارج كاملا، يكون في مرحلة الدكتوراة، بشروط محددة، أهمها موافقة أحد أساتذة الجامعات الأجنبية للإشراف على الرسالة، ولا تتضمن تكلفة المعيشة التي سيتحملها الطالب، فيما يضيف وائل أن من عليه التقدم للدراسة يقدم تلك الأوراق إلى الشركة لتسهيل المهمة.
جاءت الشقيقتان أماني وآمال منصور معا، خريجتا آداب حلوان يسعيان للبحث عن دراسة اللغة الإنجليزية بالخارج. تعمل أماني بقسم الموارد البشرية بإحدى الشركات "مفيش أي تدريب للغة وحاسة إن كل اللي درسته على قلة فايدة"، فيما تدفع آمال الرغبة في السفر إلى ألمانيا، سجلت الفتايات بيانتهما في دولة ماليزيا، وقالوا الدراسة 3 شهور، لكن لسة منعرفش أي تفاصيل أو الفلوس المطلوبة".
"نفسي أسافر وأخد الجنسية في استراليا واستقر هناك ".. يقولها عبد الرحمن سليمان، الطالب بالسنة الثالثة بأكاديمية القاهرة لدراسة الاقتصاد، يقول "كنت عايز أروح هولندا في البداية، لكن غيرت القرار لإني ملقتش هولندا في الدول هنا". يعزم الشاب أن يبحث وراء التفاصيل لتلك الشركات، إلا إنه اشتكى كذلك من الأسئلة التي لم يرد عليها أحد "بيقولوا إني لازم اشتغل عشان أدرس برة وأغطي تكاليف إقامتي، لكن معرفتش هشتغل إيه وإزاي".
شهد قائد، الطالبة بالدبلومة الأمريكية، يمنية فلسطينية تدرس بمصر، حضرت وتحلم بفرصة للدراسة بإحدى الجامعات بالخارج عقب حصولها على الدبلومة "مش عايزة أحمل أهلي كمان تكاليف الدراسة الجامعية"، تقولها الفتاة في إشارة للدبلومة المكافئة للثانوية العامة، بعد عدة تساؤلات وجدت من يساعدها "دلوني على جامعة باستراليا"، لا تجد زميلتها "لمياء أحمد" التخصص الذي حلمت بدراسته وهو علم النفس، معلقة على الملتقي "كل جامعة بتروج لنفسها، أحسن حاجة إنك تشوف الحاجات بنفسك".
وجه مسؤول البعثات والدراسة بالخارج النصيحة للباحثين، بأن يتوجهوا إلى موقع وزارة التعليم العالي لمعرفة جديد المنح والفرص الدراسية، مشيرا إلى أن إدارة البعثات بالوزارة لديها كل التفاصيل. نصيحة أخرى قالها الملاحي أن يتوجه الطلاب إلى المراكز الثقافية التابعة لتلك الدول، مثل المركز الثقافي الروسي والألماني والصيني وغيرهم "المراكز الثقافية يكون بها كثير من التفاصيل عن المنح الدراسية بالخارج".
فيديو قد يعجبك: