إعلان

بالفيديو والصور- أول رصيف مُتاح.. انطلاق حلم متحدي الإعاقة في مصر

06:33 م الثلاثاء 18 أبريل 2017

أول رصيف مُتاح في مصر لذوي الإعاقة البصرية والحركي

كتبت- شروق غنيم:

تصوير- محمود بكار وعمر جمال:

عبر عصا مُخصصة مُزيّنة ببالون، تتلمّس نبيلة يحيى، أول رصيف مُتاح في مصر لذوي الإعاقة البصرية والحركية، بمحيط جامعة القاهرة. على مدار 4 أعوام تطوّعت الفتاة العشرينية بمؤسسة حلم، صاحبة ذاك المشروع. والأسبوع قبل الماضي كانت تتحرك بفرحة على أول خطوة في طريق حلم طويل يراود كافة متحدي الإعاقة "إننا مش منسيين".

لأول مرة تستطيع يحيى التحرك دون احتياج مساعدة من أحد، تعرف اتجاهها أثناء السير، كيف تتحرك ومتى تتوقف، تتنهد فيما تتذكر مُعاناة كبيرة تصاحبها أينما ذهبت، ويطرق ذهنها حكايات أكفّاء تضررت حياتهم بسبب عدم تمهيد الطُرق لهم.

1

"مش بس الشوارع"، تحكي يحيى أنها تتمنى تعميم تجربة أول مسار مُهيّأ لمُتحدي الإعاقة في كافة شوارع مصر، فضلًا عن المترو "في ناس ماتوا أو أصيبوا في حوادث لإنهم مش عارفين إن ده نهاية الرصيف"، لكن كل تلك الآمال لا تثنيها عن الاحتفاء بالرصيف "في حد ذاته إنجاز عظيم".

بالصدفة، علمت والدة الطفلة إسراء وحيد، عن احتفالية مؤسسة حلم بافتتاح أول رصيف مُتاح لمُتحدي الإعاقة، السبت قبل الماضي، فلم تتردد في أن تشارك رِفقة صغيرتها "الخطوة دي حسستني إن المجتمع فاكرهم".

2

مُذ ولدت الصغيرة وهي تعاني التهاب في الأعصاب الطرفية فألزمها بالجلوس على مقعد مُتحرِك. ومنذ ذلك الوقت عرفت الأم كل صنوف المُعاناة؛ أغلقت مدارس حكومية وخاصة الأبواب في وجه ابنتها "عشان رافضين تلاميذ بإعاقة"، وحينما بدأت إسراء الدراسة، جاءت أزمة الصعود إلى الفصل الدراسي، المشي في الشوارع، وحتى في المستشفيات تواجه الأم والابنة صعوبة بالغة في الوصول إلى دور الطبيب.

إلى جانب ذلك؛ ينتاب الأم شعور بالإحباط من عدم وجود توعية للمدرسين أو الأهالي تجاه أصحاب الاحتياجات الخاصة، ومعاملتهم بطريقة أدنى "بيحسسوها دايمًا إنها عبء عليهم"، فيما تتمنى أن تندمج فتاتها في المجتمع "نفسي تتعامل كإنها طفلة طبيعية".

تتصفح والدة إسراء الإنترنت "برة كل حاجة مؤهلة لمتحدي الإعاقة، غير الاهتمام بسلامتهم النفسية"، لكن رغم الإحباط من عدم وجود ذلك في مصر، تزرع في نفس صغيرتها أنها "مش أقل من حد، صحابك ليهم رجلين، وإنتِ عندك أربعة".

3

على مدار شهرين، عملت مؤسسة حلم على تنفيذ هذا الرصيف بالتعاون مع مؤسسة فودافون مصر، وتشرح آمنة الساعي، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، اختيار مكانه بجانب جامعة القاهرة، إذ يوجد حوالي 1500 شخصًا ذي إعاقة بالجامعة.

آمال مؤسسة حلم لا تنتهي، إذ يأتي إقامة أول مترو مُتاح لمتحدي الإعاقة في أولوية أفكارها بعد الرصيف، فيما يصرح محافظ الجيزة، اللواء محمد كمال الدالي، بأنه سيشرع في إنشاء رصيف مماثل بطريقي العروبة والمنصورية بالمحافظة.

4

حين علم أحمد السيد، عن إقامة أول رصيف مُتاح، كاد يقفز من كرسيه المُتحرك لسعادته بهذا المشروع، لم يكتفِ بالسماع عنه على الإنترنت وقرر خوض التجربةـ التي ستخفف عليه "اللّف" بالكرسي الكهربائي ثقيل الحجم، وسيوفر عليه مشقة صعود الأرصفة العالية.

لا يأمل خريج الحقوق فقط تعميم ذلك على شوارع مصر، بل في المحاكم أيضًا، إذ أن صاحب الـ49 عامًا لم يتمكن من مزاولة عمله كمحامي لأنه "مفيش كود إتاحة في المحاكم"، إذ لا يوجد مصاعد كهربائية فضلًا عن ضيق قاعة المحكمة وغرف الموظفين، وهو ما يحول دون وجوده بالكرسي الكهربائي، فيما يأمل السيد أن يتم مراعاة الكود الهندسي خلال إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، أو إقامة أي مبنى جديد.

5

"7بطولات في الكارتيه" لم تُجنّب اللاعبة إيمان مُراد، نظرات الشفقة والتهميش لإصابة أقدامها بعطب، وملازمتها لكُرسي مُتحرك. وبمجرد سماعها عن الرصيف المُتاح قررت المشاركة باعتباره "نقطة انطلاق". 

رغم أن شارع الجامعة المُتاح والأوحد من نوعه في مصر، لا تمر من خلاله مراد في طريقها، إلا أن صاحبة خبرة العامين والنصف في رياضة الكاراتيه، تشعر بارتياح كبير إزاء تلك الخطوة "لازم تطبق في كل مصر، والمجتمع يآمن بينا"، تأمل إيمان أن تتحقق الإتاحة المكانية والثقافية في مصر لمتحدي الإعاقة دون تفرقة.

6

أما رانيا رشدي، منسقة مشروعات بمؤسسة الحسن لدمج القادرون بالاختلاف، قررت المجئ لاختبار الرصيف بنفسها، ومعرفة إذا كان سيتطابق مع المقاييس التي يحتاجها مُتحدو الإعاقة أم لا.

تراود الفتاة العشرينية آمال كثيرة لدمج متحدي الإعاقة في المجتمع "عاوزة أبقى ماشية في مكان زي باقي الناس، وأقدر اتحرك لوحدي من غير مساعدة أي حد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان