إعلان

بين مقتول ومخلوع.. ما حكاية الصورة الأشهر لرؤساء أربع دول عربية؟

04:47 م الثلاثاء 05 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:
منذ سبعة أعوام كان خالد دسوقي، المصور الصحفي بالوكالة الفرنسية Afp يُغطي المؤتمر العربي الأفريقي، بمدينة سِرت الليبية. كانت الأجواء عادية، والحدث على وشك الانتهاء، حين رفع الرئيس الراحل معمر القذافي يديه، واضعا إياهما على كتف الرئيسين السابقين محمد حسني مبارك، وعلي عبدالله صالح. لم تستغرق اللقطة سوى ثوان معدودة سجّلها دسوقي بالكاميرا ليتم نشرها، غير أن صاحبها لم يعلم أنه سيتم استدعائها مع كل حدث يخص الثورات العربية.

بالأمس قُتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بعد ترصد ميليشيات الحوثي بسيارته، وبالتزامن عادت صورة دسوقي للظهور مرة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، والحديث عن أنها الصورة التي جمعت أربعة رؤساء؛ قُتل اثنان منهم، والآخران تم تنحيتهما عن الحكم. عودة الصورة للحياة لم تُبهر صاحبها، إذ يوقن أن "المصور الصحفي دوره يسجل اللحظة بغض النظر عن اللي هيحصل بعد كدة" حسبما يقول.

حين سجّل دسوقي المشهد، وقف بجانبه العشرات من المصورين، لكن "ملقتهاش اتنشرت في مكان تاني". حازت وقت نشرها في أكتوبر 2010 صدى جيد "بس كان الأمر مرتبط بهزار القذافي"، لكن ما أن اشتعلت الثورة التونسية في يناير 2011 وهرب الرئيس زين العابدين بن علي "الناس بدأت تنشر الصورة تاني"، ومع تكرار التظاهرات في مصر ثم ليبيا واليمن، أدرك دسوقي أنها اللقطة الأخيرة التي تجمع الرؤساء الأربعة.

يحكي مصور الوكالة الفرنسية، أن استخدام الصورة بدأ قبل عزل الرؤساء العرب "كان النشطاء مع كل ثورة بتحصل بيعملوا إكس على وش الرئيس اللي مشي"، وفي كل مرة كان يتأكد دسوقي من أهمية مهنته.

على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الصورة أيقونة، لاسيما مع مقتل القذافي في 2011، وعبدالله صالح أمس، وفي المقابل تفاوتت تعليقات روّاد فيسبوك، بين وصفها بالصورة "التاريخية"، أو الحديث عن مصير الرؤساء الآخرين، بينما ظل دسوقي محافظا على عهده "إني منجرّش لأي سجال سياسي أو تعليق ليه علاقة برأيي الشخصي". يتعامل المصور المخضرم مع ذلك المبدأ بصرامة، لا يُفصح عن آرائه السياسية عبر صفحته حتى، في المقابل لا يعتبر التعليقات التي يتداولها الناس مع الصورة تمسه بشكل شخصي "مقدرش أقولهم قولوا إيه أو متقولوش إيه".

لكن بعض ردود الفعل التي تأتي لدسوقي بسبب الصورة تثير الضحك، أبرزها عندما يكتشف أصدقاؤه المقربين أنه من التقطها عقب سبع سنوات.

لا يعتبر دسوقي ما فعله أمرا خارقا، يتعامل مع جملة مثل "انت صورت كل الرؤساء اللي اتشالوا أو اتقتلوا" برد واضح "انا مصور صحفي وبس"، يعتريه شعور بالفخر حين يراها مرارا على فيسبوك، ليس لمجد شخصي، بقدر اعتزازه بالتصوير.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان