إعلان

تعليم الأهالي قبل التلاميذ.. حلم سارة في MATHMATICAL ME

02:26 م الأربعاء 04 أكتوبر 2017

سارة محسن

كتبت- دعاء الفولي:

منذ حوالي عام انتقلت سارة محسن للعمل في إحدى المدارس التجريبية، لم تعرف مدرسة الرياضيات حينها حجم التحديات التي تواجهها، أرادت تسهيل المناهج للتلاميذ من المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ورغم استجابة وجدتها منهم، غير أن أزمة أخرى قابلتها؛ حيث كانت تساؤلات أولياء الأمور لا تنقطع "عايزين يعرفوا المناهج بتتذاكر إزاي لولادهم"، ومع استمرار الأسئلة قررت سارة عمل صفحة على موقع فيسبوك لتبسيط المعلومة للآباء والأمهات.

mathematical me هي اسم المبادرة التي بدأتها سارة مطلع 2017 "في الأول كان كام سؤال بسيط بيجيلي من أمهات إنه عايزين نشرح لولادنا من غير ما نضطر ندي دروس"، احترمت سارة ذلك التفكير "إنه الأهل يتعبوا عشان يساعدوا ولادهم بأقل الإمكانيات"، كانت المُدرسة ذات الخمسة وعشرين عاما تُقابل العديد من الأمهات عقب انتهاء اليوم الدراسي "قلت هعمل لهم جروب على الواتس آب أشرحلهم فيه مبادئ يقدروا يقربوا بيها المنهج لولادهم".

1

كان استخدام تطبيق الواتس آب مُريحا لأولياء الأمور ومُرهقا لسارة "إني أتعامل مع كم الأسئلة دي كان صعب عليا"، لذا قررت أن تبدأ الصفحة على موقع فيسبوك "بحط فيها رسومات وأشكال بسيطة للمناهج وكيفية شرحها".

بأدوات بسيطة تعتمد على التكنولوجيا وبرنامج "الباور بوينت"، تُلخص سارة المنهج. صار التفاعل مع ما تقدمه أكبر "الناس بقت تقولي ربنا يبارك لك على اللي بتعمليه"، رغم المجهود المُضني لكن خريجة كلية التربية عين شمس تسعد بما تتلقاه، قبل أن تجد نفسها مُشاركة في مسابقة أفضل مُعلم في مصر التي نظمها الائتلاف المصري للتعليم.

منذ أكثر من شهر ورد اتصال لسارة من أحد القائمين على الائتلاف المصري للتعليم "سمعوا عن الصفحة وقالولي قدمي مش هتخسري حاجة"، ترددت المعلمة لكنها أرادت خوض التجربة.

في السادس عشر من سبتمبر الجاري، أعلن الائتلاف المصري للتعليم للجميع، التابع للمؤسسة الأهلية "مصريون بلا حدود" عن مسابقة أفضل معلم في مصر، والتي تنبثق عن مسابقة "أفضل معلم في العالم" التي تقيمها مؤسسة "فاركي فاونديشن" البريطانية، برعاية دولة الإمارات ويتم إعلان نتائجها في دبي مطلع عام 2018، لتجد سارة نفسها في المركز الرابع.

2

خطوات عدة اتبعتها سارة للحاق بالمسابقة "كان لازم نكتب عن مشروعنا وأهدافه وليه اشتغلنا عليه ورؤيتنا ليه فيما بعد"، حضرت الشابة الاختبارات التي شارك فيها عشرات المدرسين على مستوى الجمهورية "واتفاجئت إني وصلت للـ12 الأوائل"، وقتها استأنفت خطوات المسابقة القائمة على مقابلة شخصية مع خبراء التربية ورجال الأعمال "كان عندي أمل إن مشروعي يلاقي شخص يتبناه"، ومع منتصف سبتمبر الماضي "عرفت إني أخدت المركز الرابع"، لتستطيع بذلك المنافسة تمثيل مصر ضمن الخمسة الأوائل في المنافسة العالمية.

تيسير المناهج للأهالي ليست أسلحة سارة الوحيدة، إذ تسعى لاستخدام الرسومات والألعاب مع طلابها أيضا "عشان يقدروا يواصلوا معايا الحصص"، حتى أنها حصلت على ماجستير في علم النفس بجامعة عين شمس "عشان حابة أعرف أكتر عن سيكولوجية الولاد"، فيما دخلت برنامج التعليم اولا وهو برنامج مدعم من جامعة أتلانتيك فلوريدا عن التعلم النشط و الفروق الفردية و التقيم و التقويم .لا تُحب الشابة العشرينية اللجوء للشدة "بالراحة وبالكلام كله بيبقى أحسن"، تضحك إذ تذكر حال تلاميذها حين تنفعل قليلا "بيقولولي العصبية مش لايقة عليكي يا ميس".

لسارة أفكار كثيرة؛ تحتاج لتفرغ تام وتمويل جيد وإمكانيات أكبر؛ تتمنى أن تُشرف يوما ما على ما يُسمى بأولميبياد الرياضيات "بتبقى مسابقة بين الطلاب في المادة بأشكال مختلفة وبتتعمل سنويا في دول زي اليابان والصين"، تتمنى رؤية شبيها لها في مصر "الولاد هيحبوا الرياضة أكتر وهتحفزهم خاصة لو فيه جوايز".

3

مازال حلم المُعلمة صغيرا، تأمل بجانب أوليمبياد الرياضيات أن يُصبح لها مكان خاص يُقدم شروحا مبسطة لمادة الرياضيات دون مقابل للطلاب والأهالي "بدل مصاريف الدروس الفظيعة اللي الأهالي بيدفعوها ممكن هما يذاكروا لولادهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان