"على روسيا رايحين".. مصريون يستعدون لكأس العالم من الآن

كتب- محمد مهدي:

كان الهم يملأ قلوب عشاق الكرة في مصر، بعد مباراة الذهاب للمنتخب القومي مع أوغندا، قبل أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب ويعود الفريق لصدارة المجموعة في مباراة العودة، ثم يحسم بطاقة التأهل لكأس العالم بروسيا 2018 بعد مباراته الأخيرة مع الكونغو.هذا دفع عدد من المصريين إلى اتخاذ خطوات نحو السفر إلى موسكو، سواء لدعم وتشجيع الفريق أو التواجد في الحدث العالمي.

كان عمرو فوزي، موظف بأحد البنوك، يُفكر في السفر إلى روسيا، كونه ينطلق بشكل دائم إلى الدول الأوروبية لزيارة الأماكن السياحية، لم يقُرر الموعد المناسب للذهاب إلى موسكو قبل أن يُحدثه صديق عن وجود المنتخب المصري بطولة كأس العالم "مبحبش الكرة، بس حسيت إنه توقيت مناسب للسفر".

في 14 يونيو القادم ستشهد روسيا حضور آلاف من المشجعين أصحاب الجنسيات المختلفة، يراها فوزي فرصة جيدة للتعرف على أكبر قدر من الثقافات المختلفة "عشان كدا تحمست للفكرة وبدأت أحجز بدري" وبالفعل تمكن من خلال أحد المواقع الشهيرة للسفر من حجز غرفة في فندق بموسكو له وزوجته.

لم يتمكن من الحصول على تذاكر السفر بَعد "لأن مفيش طيران مباشر بين مصر وروسيا"، هذا يعني الانتقال بين أكثر من مطار "هأروح دبي ثم المنامة ثم موسكو" وهو ما سيكلفه الكثير من الأموال "التذكرة هتوصل لـ 11 ألف"، لذا يتابع عن كثب ما يُنشر عن اقتراب عودة الطيران المباشر بين البلدين "هيخفف كتير في الفلوس".

خلال استعداده للسفر، اكتشف فوزي حاجته لدعوة من شركة سياحة روسية للحصول على "الفيزا"، تُرسل له لتقديمها في السفارة للحصول على موافقة بالسفر "دي حاجة مبتطلبهاش أمريكا ولا باقي دول أوروبا".

كونه لا يهتم بتشجيع الكرة، لم يكن ينوي حضور مباريات كأس العالم، لكنه في حالة تأهل منتخبنا القومي "هأخد بالي طبعًا وهحأول أحضر مع إن التذاكر مش رخيصة"، حيث علم أن الحد الأدنى من ثمن التذاكر لا يقل عن 120 دولار.

8 أيام سيمضيها "فوزي" في موسكو، مع بداية فاعليات المونديال "عشان يكون فيه شعوب كتير"، لأنه مع مرور الوقت سيرحل عدد من المشجعين بعد خسارة فرقهم.

على قَدر الشغف، يأتي الحذر "بسبب الزحمة طبعًا لأن موضوع السرقة دا دمه تقيل في أوروبا كلها"، من خبِرته عبر السفر في دول مختلفة سيتخذ فوزي احتياطاته "منها مبأخدش فلوس كاش كتير، وبخلي بالي طول الوقت من الكريدت كارد".

على العكس تمامًا، يأتي إسلام محمد من خلفية كروية، يستعد للذهاب إلى روسيا، بعد حجز منتخبنا القومي تذكرة التأهل "هالغي سفرية رأس السنة لتركيا وهأحوش وأروح روسيا".

بعد المباراة التاريخية لمصر والفوز في الدقيقة الأخيرة، انتفض قلب إسلام من السعادة، شعر حينها أنه لابد من التواجد في المحفل العالمي لتشجيع المنتخب "فكرت في واحد صحبي عايش هناك وممكن أقضي السفرية عنده"، بعث برسالة إلى صديقه المصري بروسيا ليسأله عن مزيد من التفاصيل عن البلد الباردة.

من الآن يضع إسلام خطته لتدبير الأموال اللازمة للسفر "وهيبقى عندي وقت كافي أجهز كل احتياجاتي"، يعتقد الشاب العشريني إنها فرص لا يمكن تفويتها أبدًا.

يتفق معه "محمد نوفل" الشاب الذي اشتهر مؤخرًا بسفره إلى كأس الأمم الأفريقية في الجابون بـ "عجلة"، من أجل تشجيع المنتخب المصري، يرغب نوفل-وفق حديثه لمصراوي- لتكرار التجربة ذاته، حيث ينوي الذهاب وراء الفريق إلى روسيا بدراجته.

"تجربة الجابون كانت مؤشر عظيم، وكان لازم تتكرر في حدث أهم" يروي نوفل مبررات أمنيته الجديدة مؤكدًا أنه سيشعر بالسعادة لسفره إلى بلد مختلف والتعامل مع طبيعة شعب مغايرة "التجربة هتكون ثرية، غير إني في المقام الأول مشجع ودا حلم إننا نتواجد في كرنفال عالمي زي دا".

في حالة تنفيذ خطته للذهاب إلى روسيا، سينطلق في فبراير من العام القادم "هأقدر أقطع فيهم المسافة بينا وروسيا بالعجلة"، وضع عدد من الخطط جميعها آمنة، غير أنه سيضطر إلى المرور على دولة سوريا أو العراق خلال انتقاله بين البلدان للوصول إلى الدولة المستضيفة لكأس العالم "في الأغلب هتكون سوريا هي الآمن".

حلم نوفل بالسفر لكأس العالم يقف ورائه عدد من الشباب المتحمسين للفكرة "احنا فريق وبنجهز كويس، ويارب نحقق حلمنا"، أيضًا التقى بوزير الشاب الذي تحمس للأمر، ووعد بتسهيل العقبات لتحقيق رغبته.