بالفيديو: من "مصر بتفرح" لـ"مصر بتقترض".. عام على افتتاح القناة
كتبت – شُروق غنيم ويسرا سلامة:
قبل عام، ارتفع صوت الاحتفالات عاليًا خلال عبور أول سفينة في قناة السويس الجديدة، كانت وسائل الإعلام تحتفل بالفرحة القادمة والخير الوافر الآتي بسواعد من شقوا القناة الجديدة، تحديدًا من الكيلو متر 61 إلى الكيلو متر 95 (طبقًا للترقيم الكيلو متر للقناة)، المشروع الذي صمم رئيس الجمهورية على تنفيذه في عام واحد بدلًا من ثلاثة أعوام، تكلف بحسب تصريحه 20 مليار جنيه لكي تتم في هذا المعدل الزمني القصير، وفي ذلك كان وجهان أولهما إتمام المشروع لكنه استنفذ من الاحتياطي النقدي لمصر، وفي هذا التقرير نرصد مظاهر الاحتفال التي كانت منذ عام، ومظاهر اقتراض مصر للأموال على مدار هذا العام.
احتفالات غمرت البلاد
في ظهر السادس من أغسطس، لعام 2015، خرج الرئيس عبدالفتاح السيسي، ببدلته العسكرية يلوَّح من على متن يخت المحروسة، مُعلنًا افتتاح "قناة السويس الجديدة"، على أنغام أوبريت أطفال مصر "تحيا مصر"، في طقوس احتفالية غمرت البلاد.
العمارات الشاهقة يتدلى منها علم مصر، الطائرات الحربية تُحلق ملوّنة السماء بالعلم، الجدران تحمل مُلصقات دعائية للقناة، إجازة رسمية من الدولة للموظفين، أبواب القطارات، مترو الأنفاق، أتوبيسات النقل العام، مفتوحة للمواطنين دون رسوم، شركة الأهرام للمجمعات الاستهلاكية التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، توزّع عصائر مجانية، مسارح الدولة، أندية المهن التعليمية، والأهرامات، كلها مجانية حينها.
سفينتان متقابلتان في القناتين القديمة والجديدة، يتوسطهما مفتاح الحياة، صورت رُسمت على طابع بريدي جديد، يفصله 59 عامًا على أول طابع بريدي صدر وقت تأميم القناة، واستمرارًا للاحتفالات، فإن العملات المعدنية التي لا تبرح أيادي المواطنين، طُبع عليها القناة الجديدة.
شاشات التلفاز مُتخمة بالأغنيات التي صدرت عن القناة الجديدة، والأفلام الوثائقية التي صدرت خصيصًا لهذه المناسبة، الخبراء يحللون المشهد، الفنانون يحتفلون، المحافظات تنبض بالاحتفالات، كانت أجواء احتفالية يجدها المواطن أينما ذهب.
ومن 30 دولة، وما لا يقل عن 90 وفدًا، قدم رؤساء وملوك ومسئولي الدول لحضور حفل الافتتاح، يصطفون على المقاعد، أمام أوبريت "أجيال"، يُدندن "القناة مصرية، بإيدين مصرية، بفلوس مصرية، بعقول مصرية"، وبين الحضور، يعود الرئيس السيسي في بدلته المدنية.
ومن فندق ميركيور في محافظة الإسماعلية، بدأ الحفل المسائي للاحتفالية، على مزيكا الموسيقار الكبير، قدّم خلاله مجموعة من ألحانه، تبعه العرض الأوبرالي "عايدة"، والذي كانت قد كٌتبت خصيصًا للاحتفال بافتتاح قناة السويس بعام 1869.
تكلفة قناة السويس الجديدة
"القناة الجديدة تكلفت 20 مليار جنيه.. وبفضل الله دخل القناة زيادة، معدل مرور السفن زاد من 45 سفينة إلى تقريبا 63 سفينة يوميا، وإذا ان على الـ20 مليار جنيه إحنا جبناهم".. كلمات ذكرها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بالندوة التثقيفية للقوات المسلحة في أغسطس الماضي، بعد أن تواترت أنباء عن قلة حركة السفن بالقناة الجديدة، مضيفا أن القاهرة ستجني ضعف تكلفة مشروع القناة الجديدة خلال 7 سنوات فقط.
ورغم حديث الرئيس، ووفقًا لبيانات صادرة عن هيئة قناة السويس خلال الشهر ذاته، تراجعت إيرادات القناة بـ9%، مقارنة بالعام الماضي خلال نفس الفترة، وقت أن أعاد خبراء الأمر إلى إنه شئ طبيعي وفقا لحركة التجارة العالمية، فإن إيرادات قناة السويس بلغت خلال أغسطس الماضي 462 مليون دولار، مقارنة مع 510 ملايين دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، وبلغ التراجع في سبتمبر الماضي فقط 13 مليون دولار.
وأكد رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، أن الهيئة تعد تقريراً مفصلاً عن أسباب التراجع لعرضه ومناقشته، مشيرًا إلى أن الهيئة حققت إيرادات على مدار الأشهر السابقة نحو 206 ملايين جنيه أى ما يعادل 26 مليون دولار.
عدد من خبراء الاقتصاد أكدوا أن أزمة الجنيه المصري أمام الدولار سببها التكلفة العالية لقناة السويس الجديدة، وهو ما أكده محافظ البنك المركزي هشام رامز في تصريح في أكتوبر الماضي أن حفر القناة تكلف مبلغ كبير بمليارات الدولارات، وفي المقابل وضع المصريين أموالهم بالجنيه المصري وليس بالدولار، وذلك خلال مكالمة هاتفية لبرنامج 360 درجة على قناة القاهرة والناس، والتي كانت الأخيرة قبل إقالته وتعين طارق عامر بدلا منه.
مصر في "دوامة" القروض
ورغم تصريح الرئيس عن زيادة إيرادات القناة، إلا أن مصر خاضت عدة اتفاقيات للقروض خلال فترة العام منذ افتتاح القناة الجديدة، حيث طلبت مصر رسمياً في نهاية يوليو الماضي اقتراض 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولى، حيث قال وزير المالية، عمرو الجارحي إن الحكومة ستقترض 4 مليارات دولار من الصندوق سنوياً لمدة 3 سنوات كمرحلة أولى.
كما وقعت وزيرة التعاون الدولي اتفاقية تمويل من الكويت في مايو الماضي بقيمة 100 مليون دولار، وقالت سحر نصر إن الاتفاق هو تمويل ميسر، بسعر فائدة تبلغ 2% سنوياً، وفترة سماح 5 سنوات، وسداد على مدة 25 عاما، حيث قدم الصندوق قرابة 40 قرضا لمصر وذلك بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 720.6 مليون دينار كويتي.
وفي نفس الشهر، وقعت مصر على قرض آخر مع الجانب الروسي بقيمة 25 مليار دولار لإنشاء محطة نووية، ووفقا للجريدة الرسمية، فإن أجل القرض يبلغ 13 عاما خلال المدة الزمنية من 2016 وحتى 2028، بفائدة 3% سنويا.
وفي يناير الماضي، وقعت مصر قرضا بين وزارة الاسكان وأحد الشركات الصينية لبناء شبكات صرف صحي بمنطقة الدلتا، حوالي 260 قرية، القرض تبلغ قيمته مليار دولار، وأوضح وزير الاسكان أن الحكومة المصرية ستقوم بسداد قيمة القرض إلى البنك الحكومي الصيني بفائدة 1% على مدار 5 سنوات.
فيديو قد يعجبك: