إعلان

أردوغان والسوشيال ميديا: "اللي متحتاجش لوشه النهاردة بكرة تحتاج قفاه!"

03:44 م السبت 16 يوليه 2016

أدروغان

كتبت – رنا أسامة:

فجّر الحديث حول محاولة الانقلاب العسكري في تركيا مواقع التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، ليشغل الجانب الأكبر من اهتمام روّادها، على الرغم من تقييد وصول المُستخدمين الأتراك إلى مواقع فيسبوك وتويتر ويوتيوب خلال الساعات الأولى من الانقلاب.

يبدو هذا الأمر طبيعيًا إلى حد كبير، فهكذا تجري العادة على مِنصات الشبكات الاجتماعية بعد وقوع حدث جلل مُماثل لمحاولة انقلاب عسكري في تركيا، لكن الغريب هذه المرة هو اتخاذ الرئيس رجب طيب أردوغان من مواقع التواصل الاجتماعي "مِنبرًا" لتوصيل رسائله، بالرغم من علاقته غير الطيّبة وعدائه الشديد لوسائل الإعلام الاجتماعية.

عداء "أردوغاني"

اعتادت الحكومة التركية في عهد أردوغان على التحرّك لحجب وسائل الإعلام الاجتماعية في فترات الأزمات وحالات عدم اليقين السياسي.

ومنذ القمع العنيف للتظاهرات في 2013، هاجم الرئيس التركي أردوغان مِنصات التواصل الاجتماعي، واصفًا إياها بـ "الوسائل المظلمة التي تسعى للنيل من بلاده".

كانت حكومة تركيا، قد حجبت موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، في الفترة التي سبقت الانتخابات المحليّة في مارس 2014، بعد ساعات من التهديدات التي وجهها رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان بحظر الموقع، وفقًا لوسائل الإعلام التركية.

وهدّد أردوغان بمحو "تويتر" بعد أن بث مجهولون عددًا من التسجيلات الصوتية على الموقع، قيل إنها تكشف عن الفساد في أوساط رئيس الوزراء، فيما رفعت المحكمة الدستورية الحظر عن تويتر في بداية أبريل من العام نفسه، معتبرة أن هذا القرار يحمل انتهاكًا لحرية التعبير وهو ما انتقده أردوغان بقوة.

وفي أبريل من العام 2015، طالت سياسة الحجب مُجدّدا موقعيّ تويتر ويوتيوب في تركيا، بعد قرار محكمة صدر بناء على شكاوى مُقدّمة من أفراد/ تُفيد بعدم التزامهما بقرار قضائي يتضمن حذف الصور والمشاهد الخاصة بحادثة الهجوم على "القصر العدلي" في اسطنبول، والذي أسفر عن مقتل المدعي العام، محمد سليم كيراز، إضافة إلى المهاجمين.

تصالُح قد لا يدوم

ساهمت مُحاولة الانقلاب العسكري التي قام بها عسكريون الليلة الماضي، في تحسين العلاقة بين أردوغان ومواقع التواصل الاجتماعي؛ فلم يجد وسيلة أفضل تُمكّنه من توصيل رسائله إلى الملايين بسرعة وسهولة كما الشبكات الاجتماعية، وخاصة موقع التدوين المُصغّر "تويتر"، سارع من خلالها إلى دعوة المواطنين الأتراك للخروج للشوارع والسيطرة على الميادين والمطارات، في استراتيجية نجحت في قمع محاولة الانقلاب.

من بين التغريدات التي كتبها أردوغان على حسابه الرسمي على تويتر:

"أدعو أمتنا للتوجّه إلى المطارات والساحات للحصول على ملكيّة ديمقراطيتنا وإرادتنا الوطنية".

"مع وجود ملايين الأتراك في الشوارع بعد منتصف الليل، فإن شرفي كمواطن تركي يحتم علي أن أقول: إن الشعب التركي واحد".

"هذه العصابة مُكوّنة من مجموعة من الجيش والشرطة، تكره الشعب التركي وتأخذ أوامرها من الكيان الموازي".

"هذه محاولة تمرد تستهدف الوطن التركي، وأقولها بصراحة: سيدفعون الثمن غاليًا على هذه المحاولة الآثمة".

"إننا نتحدّث عن حكومة مُنتخبة، لكنهم إن لم يكونوا راضين عن رجب طيب أردوغان فهذا شأنهم".

"هذا التمرد جاء بعد اجتماع مجلس الشورى العسكري؛ لأن بعضهم خشي من بعض القرارات التي كانت ستصدُر".

وهكذا رأى أردوغان كيف نجحت تكنولوجيا التواصل الاجتماعي الذي يكِنّ لها عدائية شديدة؛ ظنًّا أنها تتبنى أجندة معادية لتركيا، في إحباط عمليات المتآمرين ضده والمُناهضين لسياسته.

وحتى الآن لا يُمكن التكهّن بإجابة على السؤال: "هل يمكن أن تنقلب حالة السلام والتصالح التي عقدها أردوغان مع الشبكات الاجتماعية إلى كُره وعداء مُجدّدًا؟!"، لذا فمن الأفضل أن نترك الأمور تسير على طبيعتها دون إصدار تكهّنات مُسبقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان