إعلان

"الكايرو رينكونيرا".. زاوية إسبانيّة في حيّ الدقي

12:53 م الثلاثاء 07 يونيو 2016

الكايرو رينكونيرا

كتبت- شروق غُنيم:

منذ عام وشهر، عكف 13 طالبا في الفرقة الثانية بكلية الألسن، على إعداد مشروع خاص بهم، يبلور ما تلّقوه في الكلية نظريًا، إلى مشروعٍ عمليّ، وفي السابع والعشرين من إبريل 2015، خرجت "الكايرو رينكونيرا" “El Cairo Rinconera"إلى النور، كأول مجلة إسبانية في مصر، تستهدف كل مهتم بالثقافة الإسبانية، سواء كان مصريًّا، أو يتحدث اللغة.

بدأ الجورنال بمجهود 13 طالبا وطالبة بداخل الكلية، لكن بعد مرور ثلاثة أشهر تقلص العدد إلى تسعة أفراد، نتيجة خروج الباقي لظروفٍ مختلفة، استمرت الجريدة في الصدور كل شهر، وتمكنت من حصد نجاحًا داخليًا بين محيط طُلاب الكلية أنفسهم، وخارجيًا في المراكز الثقافية، وأكشاك الجرائد، لذا قرر الفريق فتح باب الانضمام إلى الجريدة في ديسمبر من العام الماضي.

"رينكونيرا" والتي تعني "رُكنة" بالعربية، تهدف في الأساس إلى أن تكون مَنفذ لـ22 دولة تتحدث الإسبانية عن مصر، لذا حرص الفريق على إدراج أقسامًا مختلفة بالجريدة، وصلت إلى ستة؛ سياسة، اقتصاد، فن، رياضة، مجتمع وثقافة، بالإضافة إلى استحداث باب "القارئ" لإرسال موضوعات كتبها إلى الجريدة لتنشرها، لكن الفريق يعتبر أن آخر قسمين وَتد الجريدة، فيقول إبراهيم محمد، رئيس تحريرها، لـ"مصراوي": "إحنا دايمًا بنحاول نقدم الحاجة الجديدة المختلفة، باب الثقافة والمجتمع، بيهتم بالثقافة والشخصية المصرية بعيدًا عن الأهرامات وأبو الهول، إحنا جسر ثقافي وفكري بين العالم العربي عمومًا ، وشعوب أمريكا اللاتينية وإسبانيا".

التحدي كان كبيرًا أمام طلاب يستهلون مشوارهم الجامعي بمشروعٍ كبير، خصوصًا أن التجربة الصحفية نفسها جديدة عليهم، ولم يتعرفوا عليها خلال دراستهم، لكن الفريق حاول تطوير نفسه من خلال "كورسات صحافة وجرافيك، عرفنا الفرق بين الفنون الصحفية، وعندنا زمايلنا في كلية الإعلام بيساعدونا، ومن هنا قررنا إن الصحيفة تكون متخصصة بالتقارير، تقدم وجبة صحفية بالإسبانية، بدون انحياز لأطراف دون غيرها، بنقدم الحاجة اللي الناس بتحب تقرأها، وبمنتهى الموضوعية".
وخلال رحلة "الكايرو"، تعثروا في مشكلات عِدة، كان أبرزها الدعم المادي الذي يتكبّده فريق الجورنال دون مُساعدة من الكلية، أو جهة ترعى المشروع، "أوقات مكنش معانا فلوس نطبع العدد بس كنا بنتصرف، دخلنا جمعيات، وعرفنا نوّقف الجورنال، ونبيعه بسعر رخيص، 3 جنيه بس، وبقى بيتوزع في المركز الثقافي الإسباني، و22 سفارة تتحدث الإسبانية، والقنصليات التابعة لها، بالإضافة للأكشاك"، من ناحية أخرى عَنى بالنسبة لهم الدعم المعنوي، والذي كان بعض الدكاترة سببًا فيه من خلال "التحفيز، ومراجعة الأخبار معانا، ومساعدتنا في استخراج التصاريح من الكلية، للسماح بالوقوف بالجورنال في الكلية".

امتلاك اللغة، والمَلكة الصحفية، مكنتهم من إعداد تغطية مُختلفة لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى إسبانيا، "تناولنا في العدد تحركاته ومراسم استقباله، وكيفية تعامل البلد معاه، وتواصلنا مع مصريين هناك على خلفية الزيارة، ورصد تعامل الصحف الإسبانية مع الزيارة، حاولنا نكون في زاوية مختلفة بعيدًا عن الاتفاقيات أو الأمور الذاتية".

أجرى الفريق مُقابلات مع نجوم فنية وكرويّة، مثل أحمد حسام ميدو بسبب احترافه في إسبانيا لفترة من الوقت، بالإضافة لحوار مع مدير أكاديمية ريال مدريد هنا في مصر، كما تحدثنا عن فن الأندرجراوند في مصر، كي يتعرف عليه الشعب اللاتيني، والذي يمتلك فرقًا عظيمة أكثر من المطربين أنفسهم، وشارك معنا الكاتب عُمر طاهر بمقالٍ، قمنا بترجمته إلى الإسبانية".

كَبِر حلم نشر الثقافة الإسبانية بالنسبة للفريق، وبعد مرور عامٍ من إصدار الجورنال، احتضنه مقرًا بحي الدقي، تتزيّن جدرانه بمُلصقات للأدباء والشعراء والفنانين والعلماء، وفي زواياه أرفف يستقر بها كتبًا إسبانية، وعربية، مُقسّم المكان إلى ثلاث زوايا، "الأولى خاصة بقسم صحافة المسئولة عن تحرير الجورنال، وقسم كورسات إسباني بنشاطاته، وأخيرًا مساحة عمل لمن يريد المذاكرة، أو ميتنج روم".

ويرى إبراهيم أن ما يُميّز "كورسات الإسباني" في "الكايرو"، "أسعار أقل بكثير من المركز الثقافي الإسباني أو المراكز الأخرى، ووجود مدرسين من إسبانيا وأمريكا اللاتينية، ومن كلية الألسن، بالإضافة إلى إننا كلنا طلبة، وعارفين إيه اللي ناقصنا وإيه محتاجينه، وإيه اللي الطلبة برة بتشتكي منه، وهنراعي ده في الكورسات".
مع كل مرحلة يتخطاها الفريق بنجاح يطمح في الأكثر، لذا يعمل على إطلاق أول موقع إسباني، وراديو عربي إسباني، لمخاطبة الطرفين بلغتهم، ويختتم إبراهيم: "نتمنى المكان يوصل للمتلقى الثقافي اللي بنحلم بيه، لو حد مكنش اقتنع باللي بنعمله كان ممكن ده ميحصلش، لو أهلنا لم يثقوا فينا، وساعدنا ماديًا ومعنويًا، كنا ممكن نوقّف المشروع، لكننا وقفنا، وعيلة الكايرو هتكبر، والحلم هيتحقق بينا" .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان