بالصور- ربيع شتوي.. من السينما المستقلة إلى مهرجانات العالم: "نحن هُنا"
كتب- محمد مهدي:
داخل صالات العرض المختلفة في أنحاء العالم، يُسمع صوت تصفيق الجمهور في نهاية كل عرض للفيلم المصري "ربيع شتوي"، ثمة بصمة تُترك في قلوب المشاهدين ولجان التحكيم خلال رحلته الطويلة بمهرجانات الأفلام القصيرة، قبل أن يتمكن من حصد عشرات الجوائز، أخرها الجائزة الكبرى بمهرجان "فوتوجراما دورور" بإيطاليا، ولا زال العمل يدور في فلَك النجاح، لا تتوقف حركته، رغم مرور نحو عامين على الانتهاء من تصويره "بالتأكيد حصول الفيلم على الجوايز ليه دور في الدعم النفسي والاحساس بالتقدير" يقولها تامر عبدالحميد، مؤلف الفيلم.
دارت العجلة في مارس 2011، جلسات عدة جمعت المؤلف تامر عبدالحميد والمخرج محمد كامل، للوقوف على تفاصيل فيلمهما الطويل، الذي يحوي مجموعة من القصص المختلفة، غير أن الأمور الانتاجية لم تمنحهما الفرصة لخروجه إلى النور، لحظات يأس مرت بالرجلين لكنهما قررا اختيار إحدى القصص وتحويلها إلى فيلم قصير "اشتغلت على القصة من جديد، كتبت النسخة الأولى من الفيلم، وبدأت مع محمد نشتغل على مستوى الدراما والحوار عشان نوصل للنسخة النهائية".
القصة التي شكّلها "تامر" من جديد في فيلم قصير، ترصد فترة حرجة في حياة مراهقة تعيش وحدها مع والدها، حيث تنضج وتتحول إلى امرأة، لم يلتقِ المؤلف الشاب بنماذج مشابهة لشخصيات العمل لكنه استدعى مخزونه الشخصي وخياله "مابكتبش وأنا عارف إيه اللي هيحصل، أنا بحط فرضية وبأشوف شخصياتي اللي بابنيها دي هتتصرف إزاي، وبمشي وراها".
بعد الانتهاء من الكتابة مرت 3 سنوات قبل التصوير "لأنه كان محتاج إنتاج"، تقدما إلى منحة المورد الثقافي وحصلا عليها فضلا عن المشاركة بأجورهم "واحتاجنا وقت في صناعة الفيلم نفسه من معاينات وكاستنج وبروفات" مضى الوقت في تجهيز العمل للخروج بأفضل صورة ممكنة "المخرج أخلص في الفيلم بشكل كبير ودا خلى النتيجة تبقى كويسة".
داخل منزل بالإسكندرية مُطل على البحر، مضى العمل على قدم وساق للانتهاء من تصوير الفيلم خلال 5 أيام، لعب الفنان "أحمد كمال" دور الأب، وأمامه الممثل الشابة "إيمان مصطفى" لشخصية الابنة "كنا بنتناقش كتير في الشكل البصري اللي المخرج متخيله، وتقريبًا كنت قادر أشوف الفيلم هيطلع إزاي"، بعد مغادرة الإسكندرية انهمك المخرج في أعمال ما بعد التصوير ليصبح الفيلم جاهزًا للعرض في نهاية عام 2014.
فرحة علت الوجوه، عندما تلقى صناع "ربيع شتوي" دعوة من مهرجان "كلاريمون فيران" الفرنسي للمشاركة في المسابقة الرسمية "وجوده في المهرجان الأهم للأفلام القصيرة في العالم اختصر شوط كبير في التعبير بالفيلم وبصناعه دوليًا"، ردود فعل جيدة من الجمهور والصحف والنقاد "فيه مقال اتكتب في الصحافة الفرنسية عن مجموعة من الأفلام من بينها ربيع شتوي" كانت شرارة الانطلاق للفيلم في مهرجانات العالم.
أكثر من 60 مهرجان دولي في أنحاء العالم، دفعوا بـ "ربيع شتوي" في صالات العرض المختلفة، على مدار عام ونصف، ليشاهده الآلاف من الجمهور من جميع الجنسيات، لينجح في اقتناص عددا من الجوائز أخرها الجائزة الكبرى بمهرجان فوتوجراما دورو الإيطالي، كأحسن فيلم وأفضل ممثل "حصلنا قبل كدا على الجايز التانية لأحسن فيلم من مهرجان لي كور نو تين بفرنسا، والجايزة الكبرى من المهرجان الدولي للفيلم الأفريقي بمدينة كان بفرنسا، و3 جوايز من المهرجان الدولي للسينما والبحر بميرللفت بالمغرب"، فضلا عن جائزة أحسن فيلم بمهرجان طرابلس بلبنان.
في مصر، عُرض "ربيع شتوي" مرتين، الأولى في مهرجان لقاء الصورة بالمركز الثقافي الفرنسي، والثانية في فبراير الماضي بقاعة سينما كريم في إطار عروض مهرجان زاوية للأفلام القصيرة "في المرتين الناس كانت متفاعلة مع الدراما والشخصيات، تحديدًا الستات لإن الموضوع حساس وبيلمس فترة شديدة الخصوصية بيهم" تلك اللحظات منحت سعادة لمؤلف العمل أكثر من الحصول على أية جائزة "قولت إن الجوايز ليها دور طبعًا.. بس اللي بيبسطني إني أعمل فيلم يشوفه ناس كتير ويتفاعلوا معاه".
رحلة الفيلم لم تنتهِ بعد، يستكمل طريق النجاح، في مهرجانات العالم، ويعود قريبًا إلى القاهرة مرة أخرى للعرض على الجمهور المصري، فيما ينهمك كلا من صناعه في الإعداد لأعمال جديدة على النسق ذاته من الصدق والاجتهاد والإبداع "بجهز حاليًا لفيلمي الأول كمؤلف ومخرج، وبكتب للتلفزيون مسلسل لرمضان الجاي مع السيناريست محمد إسماعيل أمين".
فيديو قد يعجبك: