لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من "الأربعاء الأسود" إلى مايو 2016.. الأمن يستبيح والصحافة تضع شارة سوداء

12:55 م الإثنين 02 مايو 2016

اقتحام نحو 50 فرد من قوة أمنية مبنى نقابة الصحفيين

كتبت - إشراق أحمد:
24 يوم و11 عاما.. الفارق الزمني بين يومين، يحملوا وصف "يوم أسود في تاريخ الصحافة المصرية"، اختلف الزمان وفداحة الحدث، وظل الأمن طرف في الواقعة التي شهدها يوم الأربعاء 25 مايو 2005، ومساء أمس الموافق الأول من مايو 2016، باقتحام نحو 50 فرد من قوة أمنية مبنى نقابة الصحفيين، والقبض على الصحفيين عمرو بدر رئيس تحرير "بوابة يناير" الإلكترونية، ومحمود السقا المحرر الصحفي بالموقع ذاته، فضلا على الاعتداء وترويع الصحفيين المتواجدين بالنقابة وفقا لنقيب الصحفيين يحيي قلاش.

أمام نقابة الصحفيين في مايو من عام 2005 فيما عرف بـ"الأربعاء الأسود"، أقامت حركة كفاية وغيرها من الأصوات المعارضة تظاهرة للتنديد بتعديل المادة 76 الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية وذلك بالتزامن مع الاستفتاء على تعديل المادة، وهو ما قوبل بالرفض، إذ تعرض نحو 46 شخص بينهم 19 فتاة وسيدة للاعتداء الجسدي من قبل "بلطجية" براعية أمنية كما وصف الشاهدون للواقعة، وفقا لبلاغ حركة "كفاية" حينها.

يحكي الصحفي محمد طعيمة في كتابة "جمهوركية آل مبارك" عما حدث في هذا اليوم من عام 2005 قائلا "في المشهد مراسلات وكالات أجنبية ورموز سياسية ومهنية وأكاديمية وفي التالي لواءات يشيرون نحو المتظاهرين، ليصنع كرودونا سريعا، يختلط داخله الجميع كهدف مشترك لبونيات وشلاليت وضربات عصي وشتائم من المتنقي".

تحدث "طعيمة"، الذي سجل ما شهده "الأربعاء الأسود" في مقالات له بجريدة العربي، عن الصحفية إيمان طه، التي أصيبت بنزيف حاد وشرخ في الحوض، بعد أن زاد "البلطجية" من ضربها مكان مرضها بورم ليمفاوي، كلما اشتد صراخها، وعن نوال محمد التي توجهت للنقابة في هذا اليوم لحضور دورة تدريبية بالنقابة، فكان المصير الاعتداء عليها بالضرب وتعريتها من ملابسها، فقد سجل ذلك اليوم اعتداء متعمد على الصحفيات من الجرائد والوكالات الأجنبية، ويعبر "طعيمة" عن ذلك اليوم قائلا "لن نتحدث عن طحن المتظاهرين الذكور بعد خطفهم إلى جراج النقابة وعن دماء سالت بمعناها الحرفي"، واصفا ما حدث بـ"سياسة الاستباحة".

أما ما حدث الأمس مايو 2016، قبل 24 ساعة من اليوم العالمي لحرية الصحافة، فتراه حنان فكري -عضو مجلس نقابة الصحفيين- رغم ذلك "كارثي"، مستنكرة اقتحام المبنى "ده حتى محصلش حتي في 2005 أن الأمن دخل النقابة"، موضحة أن قوة أمنية ما بين 40-50 شخص يرتدون زي ملكي، دخلوا المبني شاهري السلاح معترضين مَن يتصدى لهم بالاعتداء "ضربوا بتوع المقاولين العرب" في إشارة للأمن النقابة الخاص المتواجد على بوابة الدخول، ثم قاموا بالقبض على الصحفيين.

انتشرت قوات الأمن في الدور الأرضي لمبنى النقابة، ساد الذعر المكان "كانوا بيفتشوا حتى الحمامات ونزلوا الجراج" حسب قول "فكري"، التي طالبها الأمن حينما أرادت دخول النقابة بإظهار عضويتها رغم معرفتهم الجيدة لرؤيتها بشكل يومي حسب قولها، لكن الرد جاء "طلعي الكارنيه هو أنت سعاد حسني عشان نعرفك".

يتوافد عدد من الصحفيين منذ إعلان نبأ اقتحام مقر النقابة، تقول "فكري" أنه لا سبيل غير المطالبة بإقالة وزير الداخلية، فلا معنى بالنسبة لها عما حدث سوى "محاولة لتركيع نقابة الصحفيين ووأد أي صوت أو حتي مشروع محتج"، لافتة لما يشهده المقر منذ 25 إبريل المنصرف، من حصار ومنع لأعضاء النقابة من الدخول، وهو ما لم "قلعة الرأي" منذ إنشائها عام 1941.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان