إعلان

في يوم اليتيم السوري.. "ادونا السلام واعطونا الطفولة"

08:31 م السبت 09 أبريل 2016

يوم اليتيم السوري

كتبت- هدى الشيمي:

تصوير- دعاء الفولي:

في مساحة فارغة تجمع عدد من الأطفال الصغار يصرخون ويضحكون ويلعبون، لا يدركون ما يحدث حولهم، ولا يعلمون إنهم ضيوف احتفالية مؤسسة "حمزة الخطيب" بيوم الأيتام السوريين، الذين فقدوا ابائهم بعد اشتداد الحرب في بلادهم، فتوفى البعض، واعتقل اخرين، وهناك من لا يمكن العثور عليه.

وقفت مجموعة من الفتيات على المسرح، ترتدين ملابس بيضاء، تشبهن الملائكة، يغنين "طلع البدر علينا"، ليتذكروا النبي "محمد" الذي وُلد وعاش يتيما مثلهم، وفي كل مكان لافتات تحمل صورة الشهيد الصغير "حمزة الخطيب" الذي خرج للبحث عن بعض المعتقلين في بلدته درعا، فعاد محمولا على الأعناق جثة هامدة ممثل بها، لا تخلوا من اثار التعذيب، والضرب المبرح.
12939680_10209075307630442_924069574_n
 
أقامت مؤسسة حمزة الخطيب أكثر من احتفالية في مناسبات متعددة لأيتام السوريين، ولكن الاحتفالية التي أقيمت يوم الجمعة، تعد الأولى التي تعني بالأيتام المسجلين بها، والذين وصل عددهم حوالي 500 سوري في مختلف المناطق داخل مصر، مثل القاهرة، ودمياط، و6 أكتوبر، والعبور، بالإضافة إلى عدد من الايتام السوريين داخل سوريا، تبدأ أعمارهم من يوم حتى 14 سنة، وتشمل رعاية البنات حتى انتهاء تعليمهن أو الزواج، والأولاد حتى الانتهاء من تعليهم أو العثور على عمل، وتقول نسمة الكسيبي، ابنة رئيس الجمعية، إنهم يرسلون المساعدات إلى سوريا نقدا لأشخاص يشتروا لعائلات الأيتام ما يحتاجوه.

يزداد عدد الأيتام مع تفاقم الأزمة، ولكن المشكلة الرئيسية التي تواجه العائلات هي الحصول على تصاريح إقامة داخل مصر، بحسب الكسيبي، والتي تشير إلى أن أكبر مشكلة تواجه المؤسسة هي صعوبة حصولهم على التحويلات النقدية من البنك حتى المبالغ القليلة، "لينا تحويل دلوقتي بقاله سنة ونصف ماتصرفش".
12957177_10209075307790446_1416388062_n
 
جاءت فكرة إقامة مؤسسة ترعى الأيتام، من رغبة القائمين عليها في تقديم شيء يخدم بلادهم، فوجدوا أنسب شيء لفعله هو رعاية اليتيم، وتقول الكسيبي "أكبر كارثة حدثت منذ بدء الثورة هي زيادة عدد اليتيم".

كثير من الحالات الصعبة ترددت على المؤسسة منذ بداية العمل بها عام 2011، إلا أن أكثرها صعوبة، كان الأيتام الذين فقدوا ابائهم في مصر، سواء بعد اصابتهم بمرض، أو تعرضهم لحادث مرور، وهناك بعض الأطفال المصابين بأمراض نتيجة لأحداث الحرب التي وقعت في سوريا، والتي تحتاج لمبالغ كبيرة من أجل علاجها، أو إجراء عمليات جراحية وليس لديهم أي إمكانيات مادية لذلك.
12966264_10209075307910449_2046780730_n

تستمر الاحتفالية ويعلو صوت السيدة فيروز بكلمات سعيد عقل "شامُ يا ذا السَّـيفُ لم يِغب، ياكَـلامَ المجدِ في الكُتُبِ"، والأطفال يصعدون على المسرح، خلفهم صور لمجموعة من الشهداء الصغار الذين قتلوا في الحرب، ويبدأون في تقديم مشهد تمثيلي لتعرض منطقتهم للقصف، فتجري سيدة تحمل فتاة صغيرة على ذراعها، ويندفع صبي إلى أخر المسرح يمسك في يده وسادة، ثم يخرج مجموعة من الصبيان حاملين "شهيد" على الأعناق، وتعلو أصوات السيدات الحاضرات "حسبنا الله ونعم الوكيل.. الله لا يوفقهن".
12966413_10209075307870448_1787906541_n

تواجدت في الاحتفالية السيدة رانيا، الإدارية في مؤسسة الوطن التعليمية، وتشارك ابنتها وابنة شقيقتها في العروض، بالإضافة إلى عدد من طلاب مؤسستهم التعليمية، "بنحضر للحفل منذ حوالي شهرين أو ثلاثة أشهر، بنعمل بروفات وتدريبات مرتين في الاسبوع"، تقول السيدة السورية، التي جاءت من العاصمة السورية دمشق برفقة ابنيها، عام 2013 على متن طائرة من العاصمة بيروت إلى القاهرة.

ما يزال زوج رانيا في دمشق، لا يستطيع الخروج ومغادرة بلاده بعد إغلاق الحدود، "اتسكرت الحدود وصعب كتير كتير الخروج من دمشق"، ولكنهم يتواصلون هاتفيا بصورة شبه نادرة، بسبب سوؤ الأوضاع والطقس وانقطاع الكهرباء.

تؤكد رانيا أن الأوضاع في العاصمة دمشق أفضل من درعا، أو حمص، فلا يوجد قصف هناك، ولكن حملات الاعتقال شرسة جدا وعنيفة.

لا يتذكر الأطفال ما حدث في سوريا، "كانوا صغار كتير"، ولكنهم يسألون على ابيهم باستمرار، ويتحدثون معه عبر الهاتف، وبفضل مساعدات والدتهم استطاعوا التأقلم مع الأوضاع، والتناغم مع المجتمع المصري.
 12966550_10209075307750445_1262662175_n

عند المقاعد الأمامية في القاعة، وقفت طفلة صغيرة تتمايل مع نغمات أغنية "سوريا الموجوعة.. عم تنزف دموعها"، لا تستطيع استيعاب ما حدث في بلادها، وكيف تشردت العائلات وخرجوا من منازلهم وتحولوا إلى لاجئين، ومهاجرين يبحثون عن الأمان والاستقرار.

ومن بين المشاركين في فقرات الاحتفالية، محامي الائتلاف السوري فراس الحاج يحيي، الذي أشاد بمجهودات المؤسسة، ورئيسها الاستاذ أحمد كسيبي، وعملهم لحوالي أربعة أشهر متواصلة، لتدريب الأطفال الأيتام، وأطفال المدارس والمراكز التعليمية السورية، لكي يوصلوا رسالة بهذا العمل إلى المجتمع المصري الذي احتضن السوريين، وفتح له أبوابه، وقلوبه وبيوته.

يقول الحاج يحيي حمزة الخطيب طفل مات جراء التعذيب، وهو معروف للسوريين ولأحرار العالم جميعا، وفي نفس الوقت نؤكد حقوق هؤلاء الأطفال بالحياة، حيث أنهم حرموا من أبسط حقوقهم، أكثر من نصف مليون يتيم سوري مشتتين في العالم الآن، يعيشون في معاناة كبيرة.
12968707_10209075307950450_5458464_n

من مدرسة بناة الحضارة السورية في 6 أكتوبر، شارك عدد كبير من الطلاب في الاحتفالية، فكان أغلب المنظمين المتطوعين من المدرسة، وشارك أربعة منهم في المرحلة الثانوية بفقرات أساسية، أما رنيم الجوبي، والتي شاركت في تقديم فقرات الحفل.

على شاشات العرض الكبيرة التي تواجدت في القاعة، عُرض مجموعة من المشاهد، لأطفال يبكون بشدة، تبدو عليهم علامات الدهشة، وأم وأب يودعون ابنائهم الثلاثة الذين فقدوهم بسبب القصف الجوي، وظهرت صورة للطفل السوري إيلان الكردي، الذي توفي بعد غرقه في بحر إيجة، وعُثر على جسده ملقى على الساحل التركي .
12980552_10209075307470438_1270799458_n
تجمع عدد كبير من الأطفال، أغلبهم من الفتيات، على المسرح وقاموا بغناء أغنية "أعطونا الطفولة"، مطالبين بحقهم في الحصول على السلام، والأمان الذين فقدوه دون اقتراف أي ذنب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان