"الهجمات المرُبكة".. بدأت في 11 سبتمبر فهل تتوقف بعد بروكسل؟
كتبت - إشراق أحمد:
في تمام الساعة العاشرة وأربعة وعشرين دقيقة بتوقيت جرينتش، أكدت الأنباء وقوع تفجيرين بمطار بروكسل، فيما مرت الساعة، ليقع انفجار ثان بمحطة مترو مايلبيك قرب مقر الاتحاد الأوروبي، وفي غضون 21 دقيقة كان التفجير الأخير أيضا في محطة مترو بروكسل.. لم يكن منطق الهجمات المتتالية بمكان واحد، الذي وقع بالعاصمة البلجيكية هو الأول من نوعه، بل استخدم تنظيم الدولة هذا الأسلوب في أحداث باريس، التي وقعت قبل 5 أشهر، وتكرر الأمر بعدد من الأماكن، وهذا خلاف ما كان متعارف عليه من تنفيذ عملية واحدة، عبر شخص أو أكثر أو بأي وسيلة تلحق الأذى بتجمع واحد في وقت محدد.
ستة مواقع بباريس تعرضت للهجوم مساء الجمعة 13 نوفمبر 2015، ما بين تفجير انتحاري، وإطلاق نار، واحتجاز رهائن، نجم عنه مقتل 130 شخص وإصابة نحو 368 شخص، وبالعراق أول مارس الجاري، كانت منطقة الأنبار وسدة سامراء على موعد مع هجمات انتحارية وإطلاق النار من قبل تنظيم الدولة لاستهداف الجيش العراقي، وفي لبنان لم تتوقف العمليات الإرهابية منذ عام 2012، ما بين هجمات تستهدف أكثر من مكان بوقت متزامن، كما حدث في هجمات طرابلس "شمال لبنان" أغسطس 2013 التي اسفرت عن مقتل نحو 45 شخص، وإصابة أكثر من 500 في التفجيرين اللذين استهدفا مسجدي التقوي والسلام، فضلا عن التفجيرات يعرف بـ"المزدوج" –انفجار متتابع للنقطة ذاتها"، كما حدث ف19 نوفمبر 2013، في عملية استهدفت السفارة الإيرانية في لبنان، أسفرت عن مقتل 23 شخص، بينهم الملحق الثقافي الإيراني وجرح نحو 150 شخص.
تعدد الهجمات المتزامنة أو "التفجيرات المربكة" كما وصف أحمد بان، الخبير بشؤون الحركات الإسلامية، هي محاولة من تلك التنظيمات مثل "داعش" لتأكيد قوتها حسب "بان"، ورغبة في بعث رسالة مضمونها "أنه لا زال قادر على تهديد أمن تلك الدولة بوصوله إلى مناطق هامة وحرجة في توقيت متزامن".
وقال "بان" إن الهجمات المتعددة في "بروكسل" جاءت بعد التضييق الذي فرضته أوروبا نوعا ما على تنظيم "داعش"، لذا كان لابد له من "التكشير عن أنيابه"، والتعبير عن أن محاولة تطويقه لن تنجح، وأن لديهم قدرات كبيرة وخلايا كثيرة، معتبرا أن استخدام أسلوب الهجمات المربكة خاضع لاجتهادات التنظيمات وتطور الصراع وقدرات هذه المجموعات ذاته.
وأضاف خبير الحركات الإسلامية أن الهجمات المربكة بدأت منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 قائلا "القاعدة في تراثها حققت مثل هذه الأعمال لمحاولة إرباك الخصم وتشتيت قوته وإشعاره أنه أمام خصم قوي"، فاستغلال الفجوات من التناقضات بين الدول، والمصالح وعدم التنظيم المشترك، هو ما تعتمد عليه التنظيمات الإرهابية في تنفيذ عملياتها بشكل عام، والمتزامنة بشكل خاص حسب "بان".
ويرى الخبير بشؤون الحركات الإسلامية أن أوروبا ذاتها رغم كونها قارة واحدة، لديها فجوات بالتنسيق، لذلك يعتبر أن الاصطفاف أمام استراتيجية واحدة لمحاربة الإرهاب، واستبعاد تحويل كارت الإرهاب لورقة تحقيق المصالح، هو السبيل للحيلولة دون تحقيق هذه الجماعات لأهدافها.
فيديو قد يعجبك: