إعلان

"ولسَه".. كيف للفن أن يعالج العنف ضد المرأة؟

02:24 م الجمعة 25 نوفمبر 2016

العنف ضد المرأة (1)

كتبت - هاجر حسني:

منذ 14عامًا اتخذ جون إنسان قراره بأن يكون الفن وسيلته لمحاربة العنف الذي تتعرض له النساء، وباحترافه الإخراج المسرحي بعد تخرجه من كلية الفنون التطبيقية جعل فكرة تأسيس فرقة مسرحية لتقديم عروض يطرح من خلالها قضايا التحرش والاغتصاب والضرب، تلوح أمامه وهو ما كان نتاجُه فرقة "ولسَه للفنون".

العنف ضد المرأة (4)

اختيار جون للمسرح ليكون وسيلته في عرض قضايا العنف نبع من إيمانه بأن لا يوجد أي شخص يختلف على الفن "الفن مفيهوش تمييز لا ديني ولا عرقي وبيكون من السهل إن كل الناس تتقبله"، العروض المسرحية المصحوبة بالغناء والرقص شكل أساسي في عمل الفرقة وبحسبه فإن خروج العروض بهذا الشكل تكون أسرع في توصيل رسالتهم "الإنسان من خلال الفن بيحس إنه عايز يعتنق الأفكار دي".

بدأ مخرج "ولسهَ" في تكوين فرقته حتى أصبح العدد الإجمالي للفريق 28 ما بين ممثلين وقائمين على التوعية، وبعد اختيار المكان المستهدف تمارس المجموعة القائمة على التوعية دورها بينما يعمل جون وفريق التمثيل على استخلاص الكلمات والمواقف والجمل المختلفة لاستخدامها في العرض "بننزل أماكن عشوائية وناخد من كلام الناس ونشتغل بيه في العروض". تشرع الفرقة بعد ذلك في تحديد البقعة التي سينطلق منها العرض وهنا تكون الإمكانيات طرف ثانوي في عمل الفريق "بنشوف لو المكان ينفع يتعمل فيه مسرح أو لأ، ولو ينفع بنبني المسرح، ولو مفيش إمكانية بيكون العرض على الأرض".

العنف ضد المرأة (2)

العلاج بالفن هو المصطلح الأقرب إلى قلب جون، فهو يحاول تغيير عادات ومعتقدات راسخة في أذهان الكثيرين فهو أقرب إلى العلاج النفسي، وما يلمسه من نتائج تكون دليل على فعالية العلاج "في ستات بعد ما شافت العرض بتاعنا اتشجعت وطلبت الطلاق بعد ما كانت بتتضرب لأكثر من 14 سنة"، التفاعل مع الناس أمر مهم بالنسبة للفريق ومن خلال تواجدهم في أماكن مختلفة يحاولون إشراك الجمهور في عروضهم وخاصة من الفئات الأكثر اتهامًا بالتحرش بالسيدات. "اشتغلنا مع سواقين التكاتك مثلا وبعدها هم بنفسهم عملوا مسرحية وبدأوا يلزقوا استيكرات فيها توعية على التكاتك بتاعتهم".

ويحتفل العالم الجمعة، باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وهو اليوم الذى حددته الأمم المتحدة للاحتفال بمناهضة العنف ضد الإناث حول العالم.

وبحسب مسح التكلفة الاقتصادية للعنف القائم على النوع الاجتماعي 2015 والذي أصدره المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع صندوق الأم المتحدة للسكان، فإن 2 مليون ونصف إمرأة عانين من أشكال مختلفة من التحرش الجنسي في الشوارع، ومليون و700 ألف تعرضن للتحرش الجنسي في المواصلات العامة خلال نفس العام، إلى جانب مليون إمرأة تركت منزل الزوجية نتيجة تعرضها للعنف على يد الزوج.

العنف ضد المرأة (3)

التجاوب مع العروض كان ملموسًا أكثر في الأماكن التي تضم أشخاص ذوي مستوى ثقافي وتعليمي أقل وهو على عكس المتوقع فيقول "في الأماكن العشوائية والبسيطة الناس فيها كان عندهم مخزون ثقافي أكبر من المتمدنيين والمتعلمين وده خلاهم يستقبلوا أسرع"، ومن خلال عروض تطرح أفكار حساسة مثل الزفة البلدي والختان استطاع جون أن يستخلص هذه النتائج "الناس في الأماكن اللي فيها مستويات عالية كانوا بيقلولونا منقدرش نشوف حاجة زي دي، على العكس لقينا تفاعل في الأماكن البسيطة".

"احنا بنحاول نعيد إحساس الست بقوتها، وإنها انسان ليه حقوق ولازم تقاوم العنف"، يقول جون مُلخصًا هدف الفرقة التي تعمل شهرياً على فكرة جديدة، ومن خلال ردود الفعل التي يتلاقها الفريق يزداد إيمانه بما يقدمه "في الواحات كان في ستات عندها 50 و 60 سنة بيقولولنا انتوا قولتوا اللي جوانا".

ويشير مسح التكلفة الاقتصادية إلى أن معظم النساء في الفئة العمرية من (18 ـ 64) سنة أجبر 11% منهم على الزيجة الحالية أو الزيجة الأخيرة، ومن بين كل 10 نساء في الفئة العمرية (18 ـ 64) هناك تسع تعرضن للختان، وما يزيد عن ربع النساء المصريات في ذات الفئة العمرية تزوجن قبل بلوغهن 18 سنة".​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان