إعلان

بالصور: معرض الصناعات اليدوية.. أنامل مصرية تبحث عن نافذة

06:29 م الثلاثاء 22 نوفمبر 2016

معرض المشغولات اليدوية

كتبت – يسرا سلامة:

على أرض المعارض بالقاهرة، توافد العديد من المواطنين من 14 محافظة بمصر، تحمل صناعة يدها، مشغولات يدوية من الاكسسوار للسجاد وإلى الملابس والاخشاب، تعددت المجالات وبقى الحلم واحد، أن يجد منتجهم المصري اليدوي سوقا لأبناء بلدهم، يعرضون ما تعلموه لعدة سنوات من أمهات وآباء، واستخدموا فيه أدوات الطبيعة حولهم، ليعيدوا تدويرها بمنتجات صالحة، تنتظر الترويج في الداخل قبل الخارج.

المعرض الدولي الأول للصناعات اليديوية، كان فكرة في ذهن القائمين على إدارة المعارض بوكالة الأهرام للإعلان منذ عام، حتى رأت النور في 18 نوفمبر الجاري، وإلى 25 من نفس الشهر، تتاح المنتجات بجانب صحبة من الفقرات التراثية والثقافية، مثل حفلات لأوركسترا النور والامل، وعروض لمسرح العرائس للأطفال.

1

زينب وفاطمة.. البلدي يوكل

بزي أسواني أخضر، تجلس "زينب جمعة" في مساحة صغيرة أمامها ما صنعته أيديها من اكسسوارات "بعمل حلقان وعقود بإيدي"، من الجلد الطبيعي من مدينتها مرسى علم بالبحر الأحمر بدأت السيدة منذ ثماني سنوات، حتى بدأت بتعليم عدد من بنات بلدتها، لتعرض منتجاتهن اليوم بالمعرض، تذكر "حاجتنا مش هتلاقيها في أي حتة في القاهرة".
2
توجس الخوف من "فاطمة إدريس" قبل المجيئ إلى القاهرة؛ بسبب قلة الإقبال الذي تزامن مع معارض سابقة، لم تتوقع الإقبال المتزايد في هذا المعرض "ندمت إني مجبتش حاجات أكتر"، تخرج السيدة منتجاتها من خوص النخيل، تفخر "أسوان بلد المليون نخلة.. بنجيب العرجون أو الخوص ونلونه"، طورت السيدة من مهنتها بإدخالها في حقائب نسائية تناسب مستهلكين مصريين وأجانب.

3

أكثر من باب طرقته فاطمة من أجل تسويق منتجاتها –التي تخرج بعمل قرابة 40 سيدة أسوانية، ذهبت إلى وزارة التجارة والصناعة تسأل على تدريب وإن كان على نفقتها، تحلم أن يصل منتجها إلى درجة من الرقي، ولكي تناسب التصدير أيضا "نفسي أبقى راضية عن منتجي". تنشد السيدة الاهتمام بتسويق منتجاتها كسائر الأعمال اليديوية المنفردة.

ابن سيناء.. منتجات تواجه الغلاء

في كشك خشبي صغير، كان "محمد درويش" يزيل عرقه ثم يبدأ في حياكة ميدالية جديدة بالخيوط، التهوية السيئة بداخل الخيمة الصغيرة في المعرض بسبب أن هناك مناطق مرتفعة الأجر، وأخرى أقل سعرا اختارها الرجل الخمسيني القادم من مدينة بئر العبد بشمال سيناء، يخفف عليه عبء إيجار المكان المساعدة التي تقدمها جمعية "يدوية" لعدد من القادمين من المحافظات، يذكر "قبل ما أجي سألت على سعر المتر وقالولي 600 جنيه وأقل حاجة 9 أمتار.. طب إزاي هدفع وأبيع بسعر مناسب غير الإقامة في القاهرة والإعاشة؟".

سعر الإيجار المرتفع يبرر الأسعار المرتفعة للمنتجات اليدوية في المعرض، غير أن مدير المعرض يفسر أن المكان أشبه بالقطاع الخاص، رغم إقامة وكالة الأهرام التابعة لمؤسسة قومية، مضيفا أن الخصومات التي حصل عليها القائمين من الدولة لم تتجاوز 10%، قائلا "نحن كعارضين استغنينا عن المكسب في سبيل مساعدة الأيادي المصرية العاملة"، بحسب قوله.

يذكر درويش ابن قبيلة البياضة أن مشاركته في معارض قبل حقبة وزير التنمية محمود الشريف في حكومة مبارك "وقتها كان العرض ببلاش، والوزارة كانت بتتحمل الإعاشة ووجبات مجانية"، غير أن غلاء الإيجار لم يكن الوحيد لدرويش، فخارج أسوار المعرض تزداد تكلفة المواد الخام من الخيوط والأقمشة، والتي يصنع منها أثواب سيناوية، يأتي بها من الموسكي والغورية، وبمساعدة زوجته في سيناء يقومون على تعليم قرابة 25 فتاة وبيع منتجاتهن.

7

يواجه درويش – والعامل بالحرفة منذ 20 عاما- أزمةأخرى بخلاف الغلاء، وهى عدم دعم الحكومة المصرية للأفراد منتجي المشغولات اليدوية، قائلا إن الأفراد يجب أن يدخلوا إلى جمعيات من أجل المساندة "الجمعية بتاخد 5% من قيمة الربح، و10% للحكومة.. يعني في النهاية مفيش أرباح"، يعبر الرجل الخمسيني عن حاجة أصحاب المنتجات للتسوق "إحنا بنسوق شغلنا بنفسنا.. المفروض الحكومة تهتم بينا شوية".

الكليم أون لاين

على خلفية أغنية شبابية، كانت "نهى طاهر" تهدهد ابنتها ذي السنتين "لينا"، والتي تزامن ميلادها خروج مشروع جديد مع زوجها، نشأت فكرته في تحضيرهما لأدوات المنزل وبحثا عن "كليم" لشقتهما فلم يجدا، فقررا أن ذلك سيكون مشروعهما القادم، من مدينة فوه في كفر الشيخ تعمل عدد من الأيادي على أكلمة صممتها نهى خريجة الفنون التطبيقية، وتروج له عبر موقع كليم دوت كوم، تقول إن الأكلمة منسوجات ثقيلة تفرش على الأرض تناسب الطابع المريح وليس السجاد في المنازل، تجد في المعرض فرصة لترويج بضاعتها وسط ظروف صعبة لمشروعات شباببية صغيرة ومستقلة.

8
المعرض المتبقى منه أربعة أيام يسمح للأفراد بالدخول بتذكرة قيمتها عشرون جنيها، وللأسرة بكتالوج بخمسين جنيها، ويفسر مديره الأمر: "أحيانا المعارض المجانية بيجي فيها ناس عايزة تتفسح.. لكن إحنا عايزين الفئة الجادة في الشراء".

تعلمت عبلة الحوت الرسم على الحرير قبل عشرين عام، وهو ما أصبح ما تروجه في "بلوزات" وحجاب للسيدات في المعرض الدولي، تعد تلك المرة الأولى لمشاركتها في معرض دولي، تذكر خريجة ليسانس الآداب "لظروف اجتماعية اضطريت اتعلم عشان يبقى عندي دخل"، تفخر بكونها "مشروع متناهي الصغر"، وكذلك بتعليمها لصغار الفتيات "في سفري للسعودية علمت فتاة يمنية وأخرى سودانية"، وأن منتجها يناسب الطبيعة "المودرن".

9

وزارت وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي المعرض بصحبة وزير الصناعة طارق قابيل ورئيس مجلس الأهرام أحمد السيد النجار، السبت الماضي، وأشادت بمساهمة الأسر المنتجة في تحسين الاقتصاد المصري، فيما رأى عدد من العارضين أن الوزيرة مرت سريعا خلال الجولة، دون الاستماع إلى طلبات ومشكلات العارضين.

10

من أسوان إلى سوهاج

تجلس "شادية يوسف" القرفصاء في واجهة المعرض، تعمل بالخوص أثناء عرض منتجتها، تبلل يدها بالماء حينا ومنه إلى الخوص حينا آخر، تقول إنها تأتي بالخوص وتنظفه وتدخله في أشكال مثل الحقائب والبوكات النسائية، "اعملولنا معارض بس واحنا نيجي".. تذكرها السيدة الأسوانية في مناشدة للاهتمام بأصحاب الحرف اليدوية، تردف "المعارض بتعمل تواصل اجتماعي، مش بس ربح ومكسب"، تعبر السيدة إنها تحلم بمعرض دائم لعرض منتجاتها.

11

زجاجات عطر جلدية وحقائب من صنع الطبيعة، تشارك بها عائشة مصطفى، 41 عاما، من جمعية "البيئة" من شلاتين تجمع ما قامت به سيدات في منازلهن، اللاتي ينتظرن أن يُباع القديم قبل الإنتاج الجديد لارتفاع كلفة الخامات، الأمر ذاته تفعله "زينب جمعة" من نفس البلدة، والمشاركة في جمعية تنمية المجتمع الشلاتينية ضمن 80 سيدة أخرى، تقول إن المنتجات اليدوية تمثل مصدر دخل لسيدات منهم من ترعى الأيتام، تضيف أن المعارض تكاد تصبح "موسم" يتكرر مرتين أو ثلاثة في العام الواحد "إحنا بنجمع من بعضنا عشان ناكل عيش".


للبسيط والغني

لم يضيق المعرض عن مشاركة الأفراد الباحثين عن دخل يحميهم من هامش الفقر فحسب، لكن هناك مشاركات عدة من شركات كبرى، يبحثون عن الترويج والربح، مثل وجيه التهامي، التاجر بالسجاد اليدوي، والذي يثمن فرصة المعرض لكنه يقول "لازم يتم التأكد من أن كل المشاركين فعلا بمشغولات يدوية"، الفرصة يجدها الرجل في انتعاش سوق المنتج المصري "أنا كان عندي 150 عامل بقوا 25 بعد الثورة.. السجاد اليدوي ده حاجة تتورث وبتعيش العمر كله".

ويشارك في المعرض 120 شركة وفرد، زاره في اليوم الأول 8 آلاف زائر، وفي الثاني 12 ألف، و6 آلاف في اليوم الثالث، وبحسب مدير المعرض يُقام بالشراكة مع جمعية المصدريين المصريين، وغرفة صناعة الحرف اليدوية، والمجلس التصديري للصناعات اليدوية، ويضيف سعيد أن المعرض الدولي لم تشارك فيه إلا دولة واحدة وهى السودان.

بالأحجار الكريمة، تشارك "روبيان خان" كمنتج لها، منذ خمس سنوات أحبت المجال، تملكت الموهبة منها فتعلمت من خلال الإنترنت المزيد عن دُنيا الأحجار، وتروج لها كمادة خام وكذلك كجزء من الحُلي، تجد في المعرض فرصة لترويج منتجتها، وكذلك للترويج لأصل الحجارة الكريمة وليس الزائفة "فيه أحجار صيني بتتباع على إنها طبيعية لكنها زائفة.. غحنا محتاجين رابطة عشان يبان الحقيقي من الزائف".
صورة 15
"عايزين تصدير"

وترى نجلاء رأفت، ربة منزل وإحدى زائرات المعرض، أن المشغولات اليدوية لا تتواجد في كثير من الأماكن، مما جذبها للإتيان للمعرض بصحبة والدتها، بعد الاستماع عن المعرض من التلفزيون، وتردف "الحاجات جميلة جدا.. وإحنا مفتقدين ده"، ترى السيدة أسعار المعرض جيدة ومناسبة و"في حدود المعقول".

16

"عايزين تصدير".. تقولها ولاء عرابي، والقادمة من قرية جزيرة شندويل بمحافظة سوهاج بمنسوجات التلي والصوف والأقمشة، التلي هو الذي يستخدم النساء المطلي بالفضة، تعلمته الصبية من والدتها، لم تعد كثير من السيدات بسوهاج ترتدي التلي الآن لكن ولاء تقول "هو عادة عندنا ان البنت لما تيجي 16 سنة مثلا أمها بتعملها التي تلبسه في زفافها"، تشكو الفتاة من قلة المعارض، ترجو الاهتمام بأصحاب الأيادي "الحكومة ما بتظفش دلوقتي.. لكن خطوة التصدير مش هيقدمها إلا الحكومة"، تذكر الفتاة العاملة بالمنسوجات منذ 15 سنة "بنحاول نعيش في الحياة".

17

من قرية صغيرية في جبل حجازة بالأقصر، يأتي "حنا فوزي" بمشغولات خشبية، من معالق وأنتيكات أصيلة الصنع، يذكر أنه يواجه ازمة اندثار الأخشاب المصنع منها تلك المنتجات وهو خشب "السرسوع" في أسوان، يقول "الخشب بيحتاج درجة حرارة عالية، وبناشد المسؤولين إننا محتاجين نستورده من السودان أو إندونسيا بس منقدرش نعمل ده كأفراد"، لا يعاني الشاب من أزمة تسويق للمنتج، مضيفا إن المنتجات الخشبية - التي يتم نحتها بأزميل دون تدخل أي آلة- سريع الطلب عليها لجودتها.

20


يؤكد مدير المعرض أن هناك منتدى سيعقد قبل ختام المؤتمر من أجل استضافة الشركات المصدرة، والتعرف على العارضين، مؤكدا أن المعرض تأكد من أن جميع المنتجات يدوية وتطابق المواصفات المفنية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان