صيدلية تويتر.. رحلة عبوة دواء من العالم الافتراضي إلى المريض
كتبت- شروق غنيم:
ظهر الجمعة الماضية، هاشتاج "صيدلية تويتر"، يتنبى فكرة التبادل بين شخص لديه دواء فائض، وآخر يحتاجه، بدون مقابل. البداية حينما وجد "غنداوي" –كما يُطلق على نفسه- شقيقه الطبيب يشكو من نقص الأدوية. وحينما وجد البعض يدوَّن عن الأزمة قرر بلورة ذلك في الهاشتاج. ليُصبح خلال ساعات تريند على موقع التدوينات الصغيرة.
تلقّف خالد –اسم مستعار بناءً على طلبه- الفكرة، وأنشأ حساب باسم "صيدلية تويتر" من خلاله يُنسَّق بين من يحتاج الدواء ومن لديه عبوّة لا يحتاجها. "بعد ما عملت الحساب لقيت متطوعين كتير من صيادلة ومصميمن برامج وأصحاب الرحمة. الكل بيحاول يساعد" يقول خالد.
تهافت من يحتاج للدواء للكتابة عبر الهاشتاج، كانت الأدوية المطلوبة أغلبها للسرطان، الكلى، والأنسولين، بحسب قول –غنداوي. وللتأكد من حصول المحتاج فقط على الدواء "بنقول للمتبرع من حقك تشوف الروشتة"، يضيف خالد. لم تتمركز الفكرة على مكان بعينه، بل وصلت إلى محافظات مختلفة. ويردف "وبدأ يكلمنا ناس من برة مصر". ومن خلال دور خالد فإن البعض يدفع ثمن الدواء، في حين النسبة الأكبر تكون من قِبل متبرعين.
ويجد خالد أن هذه الفكرة يجب أن تمتد من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع "مش هنوصل للمحتاجين إلا لو نزلنا الشارع وخدنا من المتبرعين الأدوية وسلمنا المحتاج بروشتة مع ختم غير صالح للبيع". لكن بعد استشارة محامي أخبره "استلام تبرعات عليه مساءلة قانونية". لذا ينتظر التحقق من الإجراءات القانونية التي قد تعوق تنفيذ ذلك.
ويرى محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، أن الفكرة التي تنضوي عليها "صيدلية تويتر" نبيلة، لكن يوجد محاذير بشأنها. إذ أن تبادل الأدوية بهذا الشكل يُعّد "انتحال صفة طبيب"، وبذلك يخضع الشخص لإجراءات قانونية. ويقول لمصراوي إنه قد نصح النشطاء بالتوجه للطبيب بالأدوية، لكن اقتناعهم بفكرة الهاشتاج حال دون ذلك.
ويضيف فؤاد إنه لولا تبرعات المجتمع المدنى لدى أكثر من مستشفى شهيرة "كانت قفلت"، ورغم ذلك لا يتُعد التبرعات حلًا للأزمة. وينوّة إلى أن هناك مصنفات طبية تمنع الشخص المحتاج للدواء من تناوله "يجب أن يكون تحت إشراف طبيب".
حينما وجدت "ريم فخر" التدوين بكثافة عبر هاشتاج "صيدلية تويتر"، لم تترد في كتابة اسم دواء الكلى لوالدها "كيتوستريل": "كنت يأست ألاقيه". وبعد أكثر من "ريتويت" رد عليها شخصًا يحمل حسابه اسم "عارف": "في عندي علبة مش محتاجها. إنتم في القاهرة؟".
في اليوم التالي التقى عارف بريم ومنحها عبوة دواء كاملة. ورغم ارتفاع سعر الدواء من 220 جنيهًا إلى 2500 بإحدى صيدليات المعادي. رفض عارف "ياخد مليم واحد" –بحسب رواية ريم.
ويحتاج والد ريم علبتي دواء خلال الشهر الواحد، وبعد اختفاء الدواء منذ ثلاثة شهور بالصيدليات، وعناء ريم في العثور عليه. فإنها لن تترد في التدوين مرة أخرى عبر الهاشتاج للحصول عليه حتى ولو بمقابل "التفاعل عليه مفيد جدًا"، كما أنها ستُعلن عن الأدوية المتوافرة لديها بالمنزل دون احتياجها عبر الهاشتاج أيضًا "أحسن ما تترمي، تروح لحد محتاجها".
كان هاشتاج "صيدلية تويتر" موجودًا عام 2012. لسبب آخر وقتذاك، حينها استخدمه إسلام عباس، الذي يعمل بصيدلية منذ 8 سنوات، لإعطاء استشارات طبية "ساعتها كان مجرد مساعدة لحد بيشتكي من مرض، وأنا برشَّح علاج. ولو معرفش بنصحه يلجأ للطبيب المتخصص". لكن في 2012 لم تكن المشاركة عبر الهاشتاج كبيرة بالقدر الذي يجعله "تريند"، "وقتها تويتر كان هادي". يضيف إسلام.
وبعد يوم من إطلاق الهاشتاج خلال الأيام الماضية. تحمّس الصيدلي إسلام علي للمشاركة. وضع صورة لدواء "purinethol"والذي يُعالج السرطان، وكتب أن لديه 5 عبوّات لا يحتاجها. وجد بعد نشر "التويتة" سيل من الناس من محافظات عِدة يطلبون الحصول على الدواء "مش ملاحق أرد على تويتر أو التليفون". وبدون تردد قرر علي أن يقدمه بدون مال"اللي يعمل كده بدافع الدين والإنسانية لا ينتظر مقابل".
فيديو قد يعجبك: