صبي قهوة انتشر اسمه على فيسبوك.. "رجب متقبضش عليه"

كتبت-رنا الجميعي:

استيقظ رجب عيسى من النوم، أمس صباحًا، على عدد من الاتصالات القادمة، استقبل أحدها ليجد صاحبه يسأله "انت في أي قسم شرطة؟"، فرك الشاب الثلاثيني عيناه، حتى يستوعب ما يُقال له، مستغربًا رد "أنا على سريري يا عم"، وجد رجب نفسه حديث الفيس بوك، وأنه مقبوض عليه لحيازته كمية كبيرة من السكر، ولكن تلك لم تكن الحقيقة.

على المقهى كان رجب بزيه الأخضر الرسمي للعمل، يناديه رواد المكان ليُحضر طلباتهم، استقامت الحياة له بالقاهرة، وتمكّن من الزواج من إحدى بناتها، لم يتعرض رجب لموقف غريب كما حدث بالأمس، حيث نُشرت صورة لأحد عمال نفس المقهى الذي يعمل عليها الشاب، وهي صورة للعامل "لبيب"- حسب ما ذكر رجب- الذي اشترك في أحد مشاهد كليب "بشرة خير"، ليجد رجب اسمه على موقع الفيس بوك، موصومًا بشتائم عدة، وسُخرية متلاحقة.

عدة آلاف من المُشاركات حول الصورة، دون مصدر، تداولها رواد الفيس بوك، وأتبعوها بتعليقات مثل "تستاهل يا رجب"، مُبتسمًا يحكي الشاب الثلاثيني كيف تصوره الناس كمُذنب، دون أي صلة للواقع بذلك، "أكتر حاجة ضايقتني هي الشتايم بالأب والأم"، يسرد رجب حقيقة ما حدث، وهي غلق الأمن للمقهى، أول أمس، لإشغال الطريق، ولم يُقبض على أي من العمال، أما العامل لبيب "وهو خاف لما انتشرت صورته، عشان كدا مجاش النهاردة"، لم يجد رجب ما يفعله سوى الدخول على الصفحات التي نشرت الخبر، وتكذيبها مع رفع صورته الحقيقية "بس محدش بيرد عليا".

كأي شاب يبحث عن الوظيفة، بعدما لم يقدر على ايجاد عمل يُناسب مؤهله كدبلوم صنايع قسم تبريد بالمنيا، نحى رجب وجهه شطر القاهرة منذ أربعة عشر عامًا، حاول العمل بإحدى المطاعم الشهيرة بالكوربة لكن المرتب القليل لم يُعجبه، فجرّب حظه كصبي قهوة بنفس المنطقة، واستمر رجب بالعمل إلى الآن.

في اليوم الثاني لواقعة إغلاق المقهى، فتح أبوابه ثانية، بينما كان حديث الساعة هو رجب، يُثرثر رواد المقهى بسخرية ما حدث، ويُعلق عمال المقهى على الخبر المغلوط "دا شغل فستفس خالص"، أما رجب فلم ينل مما وقع سوى قلقه، ومُحاولات اطمئنان أصدقائه وأهله بالمنيا له، "والله اللي بيعملوه دا تشويه للبلد".