علاج جديد يرفع من معدلات البقاء على قيد الحياة بمقدار 33 شهرا لمرضى سرطان الرئة
دبي - (مصراوي):
نظّمت شركة بوهرنجر إنجلهايم الرائدة في صناعة الأدوية جلسة تثقيفية في دبي بعنوان ''طب الأورام في بوهرنجر إنجلهايم'' حيث أطلقت مجالاً علاجياً جديداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إطار التزامها باكتشاف وتطوير خيارات علاجية رائدة لداء السرطان.
وعقد الخبراء في هذا المجال جلسة لمناقشة مرض سرطان الرئة وأشكاله المتعددة مشيرين إلى التحديات التي لم يتمّ التصدي لها حتى الآن فيما يتعلق بعلاج سرطان الرئة غير صغير الخلايا (NSCLC)، وشددوا أيضاً على أهمية فحوصات EGFR (مستقبلات عامل النمو الخلية) والعلاجات المستهدفة.
وعرضت بوهرنجر إنجلهايم علاجها الجديد لسرطان الرئة غير صغير الخلايا إيجابي الطفرة EGFR والذي يستهدف الخلايا السرطانية ويعدّ أقل ضرراً بالخلايا السليمة.
وأظهرت تجارب الدراستين Lux Lung 3 و Lux Lung 6 قدرة العلاج على زيادة إجمالي معدلات البقاء على قيد الحياة (ولاسيما في المرضى الذين يعانون من ''حذف أكسون 19 '' وتأخير تطوّر الورم لدى المريض وتحسين الأعراض المتصلة بسرطان الرئة.
على المستوى العالمي، يعدّ سرطان الرئة أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تشهد حالات الإصابة بسرطان الرئة ارتفاعاً مستمراً حيث يتمّ تشخيص أكثر من 16,000 حالة جديدة تبلغ نسبة المرضى الذكور منها 79,9 % ونسبة الإناث 20,3 % في دول الجامعة العربية 4. وتشير البيانات المتوافرة حول العبء الذي يشكّله السرطان على بلدان العالم العربي إلى ارتفاع معدلات الإصابة نظراً لعوامل كثيرة مثل التقدم في السن، واتباع النمط الحديث في المعيشة، واستمرار النمو السكاني بالارتفاع، ما يشير إلى أن مشكلة السرطان ستستمر في المستقبل. ورغم التقدم الذي تمّ إحرازه في التوعية بالمرض وكيفية علاجه، إلا أن المعدل النسبي للبقاء على قيد الحياة في المنطقة هو 5 أعوام لا يزيد عن 8 % 5.
وخلال الجلسة التوعوية التي نظمتها بوهرنجر إنجلهايم، أكّد الأطباء على أن سرطان الرئة ليس مرضاً واحداً فحسب بل يمكن تصنيفه ضمن مجموعتين فرعيتين هما: سرطان الرئة غير صغير الخلايا (NSCLC) وسرطان الرئة صغير الخلايا (SCLC). ويعدّ سرطان الرئة غير صغير الخلايا النوع الأكثر شيوعاً على مستوى العالم حيث يشكّل ما نسبته 85 % من إجمالي حالات سرطان الرئة 6,7 ويمكن تقسيمه إلى ثلاثة أنواع إضافية.
كما ناقش الخبراء أيضاً التحديات التي يمثلها علاج سرطان الرئة غير صغير الخلايا حيث لم يعد يتمّ إحراز أي تقدم يذكر في الطرق الكيماوية لمعالجة المراحل المتقدمة من المرض. وبالتالي، شرح الخبراء أهمية إجراء فحوصات EGFR (مستقبلات عامل نمو الخلية) والفوائد التي تعود بها العلاجات المستهدفة وهي طريقة انتقائية في العلاج قادرة على استهداف خلايا جزيئية محددة أو التعامل مع مجموعات فرعية معينة من الطفرات.
وقال الدكتور أنديرز ميليمغارد، الاستشاري في وحدة أورام الصدر بمستشفى جامعة هيرليف في كوبنهاغن بالدنمارك: ''تعدّ العلاجات المستهدفة في غاية الأهمية لعلاج بعض المجموعات الفرعية من سرطان الرئة غير صغير الخلايا ولاسيما العلاجات التي تستهدف طفرات EGFR. وبالمقارنة مع العلاج الكيماوي، تحدِث العلاجات المستهدفة أثراً علاجياً مباشراً على الخلية السرطانية، وبالتالي فهي أقل ضرراً على الخلايا السليمة. ولتحديد أفضل طريقة لعلاج المريض، ننصح بإجراء فحوصات EGFR لتكوين فهم أفضل للطفرات التي تحدث ضمن الخلية''.
من جانبه، أوضح الدكتور شريف خطّاب، رئيس قسم أدوية علاج الأورام في بوهرنجر إنجلهايم الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا: ''نحن متحمسون للكشف عن هذا المجال الجديد لعلاج الأورام الذي تطلقه بوهرنجر إنجلهايم في منطقة الشرق الأوسط والذي يركز بصورة رئيسية حالياً على سرطان الرئة''، وأضاف: ''إن إطلاق مجال علاج الأورام من برهرنجر إنجلهايم يؤكد التزامها طويل الأمد في تزويد علاجات متقدمة للسرطان من خلال اكتشاف وتطوير خيارات علاجية مبتكرة تهدف إلى تحسين حياة المرضى وعائلاتهم''.
وتابع خطاب: ''بالنسبة للمرضى الذين يتميّز الورم لديهم بطفرة من النوع del19، فإن العلاج أسهم في إطالة معدل البقاء على قيد الحياة بمقدار 12,2 شهراً بالمقارنة مع العلاج الكيماوي في تجربة الدراسة LUX-Lung 3، و13 شهراً بالمقارنة مع العلاج الكيماوي في تجربة الدراسة LUX-Lung 6 11. وبالمقابل، شعر المرضى بأنهم أفضل حالاً ولديهم سيطرة أكبر ولمسوا تحسّنا في الأعراض الشائعة المتصلة بسرطان الرئة، مما أسهم في تحسين جودة حياة المرضى ومكنّهم من مواصلة حياتهم بصورة طبيعية قدر الإمكان''.
بدورها، قالت غدير كونا، مندوبة جمعية ملائكة الرحمة لدعم مرضى السرطان، وهي إحدى المجموعات المتخصصة في الدفاع عن المرضى المصابين بالأورام السرطانية: ''باعتبارنا جمعية تهدف إلى تقديم الدعم والتثقيف والتوعية حول مرض السرطان بدولة الإمارات، فإننا نتفهم المضاعفات والإحباطات والتحديات التي تواجه المرضى يومياً سواءً في حياتهم الشخصية أم المهني ولاسيما أثناء فترة العلاج. ونحن مسرورون لجهود بوهرنجر إنجلهايم في نشر التوعية حول السرطان وأنواعه المختلفة بالإضافة إلى المساعدة في تثقيف المرضى وعائلاتهم حول الخيارات العلاجية المتاحة. وهذا بدوره سيساعدهم على التعامل مع مرضهم بصورة أفضل خلال فترة العلاج. بالإضافة إلى ذلك، فإن تكوين فهم أفضل حول المرض يتيح لعائلات المرضى وأفراد المجتمع تقديم دعم أفضل للمرضى أثناء مكافحته. ونحن نتطلع قدماً إلى العمل مع بوهرنجر إنجلهايم وفريق الخبراء لديهم من أجل المساعدة على تحسين نوعية حياة المرضى''.
فيديو قد يعجبك: