إعلان

بين "الشرطة" و"الضرب".. "شيمي" يحصد لقب "مصور الشوارع" (الكلاكيت الثالث)

02:42 م السبت 26 ديسمبر 2015

سعيد شيمي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب-محمد مهدي ودعاء الفولي:

المغامرة تجري في دم "شيمي"، لو أراد تنفيذ فيلمًا أو مشهدًا فسيزيل العواقب، ويتكيف مع الأوضاع السيئة. إذا كان يصور في شارع مزدحم، فسيبلع شتائم المواطنين أو يهدئ من روعهم، طالما سيؤدي ذلك لإنجاز المشهد. لن يكف عن التصوير إذا امتدت إليه يد غاضبة بالضرب، فقط يأخذ راحة سريعة للتعافي ثم يعود.
 
المخرج علي عبد الخالق، كان كلمة السر لـ"شيمي" عقب تخرجه من المعهد "أول واحد اخدني في الروائي كان علي عبدالخالق.. ابتديت 3 أفلام للتلفزيون.. أولهم كان فيلم أغنية الحب والموت"، أما الفيلم الروائي الأول فكان "بيت بلا حنان"، عام 73.

صورة-1

منذ خط "شيمي" بقدمه في الشارع علم أن المشاكل ستلاحقه، بدأ الأمر خلال أعوام النكسة "وقتها ممكن يتقال إنك جاسوس أو عميل"، كم من المرات تعرض له أحدهم قائلًا جملة "بتصور إيه؟" بعنف، أو يمر عسكري شرطة مُتشككًا فيهم فيوقف التصوير، فلا يُخفف الوضع إلا مسئولو الإنتاج "بيبقى معانا تصاريح نصور في الشارع طبعًا بس بنتعطل فترة"، بالإضافة للقبض عليه واستدعاءه للقسم "كنت أبيض وطويل فبيفتكروا إني جاسوس" يقولها المصور ضاحكًا. فحتى عقب النكسة اصطدم مرارًا بالغاضبين "في فيلم شارع السد اللي اتصور 86 كنت ماشي بالكاميرا ورا الفيشاوي وشيريهان"، ليضربه أحدهم في وجهه دون مقدمات، فينقلب "شيمي" على ظهره.
صورة-2

المواقف أصبحت ساخرة بالنسبة لـ"شيمي". يذكر مشهد "الخناقة" في محطة مصر من فيلم البريء، بطولة الراحل أحمد زكي "كنا عايزين أنا وعاطف نعمل المشهد بناس حقيقية"، فقام الممثلون بافتعال مشاجرة في محطة القطار، وحين بدأ "شيمي" التصوير، سمع أحدهم يشتمه قائلًا "بتصور إيه يابن الكلب"، لم يُعره اهتمامًا؛ فوضع الرجل جريدة كانت معه أمام عدسة الكاميرا "فبقيت أزقه بإيدي وأمسك في الكاميرا جامد عشان المشهد يتصور لأنه كان صعب يتعاد".
صورة 3

قبل ثورة أفلام الثمانينات، كانت مُعظم المشاهد مأخوذة في الاستديو "والشارع بيبقى بين المشاهد بس"، غير أن "شيمي" ومعظم من عمل معهم، على رأسهم عاطف الطيب، تبنّوا السينما القريبة من الأرض، لذا فقد اتفق المصور الجريء مع الممثلين على الآتي "بقوله انت في الساعة الفولانية والمكان الفولاني هتطلع تمثل.. ملكش دعوة أنا هبقى فين"، ليكتشف الفنان فيما بعد أن "شيمي" كان مُختبئًا في شاحنة أو خلف سيارة أو رصيف "أي مكان يوفر لي مساحة آمنة لأن الطريقة دي هي الوحيدة اللي تنفع في مصر".

 لقب "مصور الشوارع" التصق بـ"شيمي"، يفتخر به "لأننا بنعمل حاجة مختلفة"، تفاوتت كواليس أفلامه بين موقف عصيب وطريف "زي أحمد زكي في فيلم أربعة في مهمة رسمية". إذ بات عليهم أن ينتهوا من التصوير بأي شكل، لأن القردة "دلال" كانت تعض "زكي".
 
 عدا تلك المعاكسات، واجه "شيمي" مشاكل تقنية في التصوير، تعيّن عليه أحيانًا المخاطرة بحياته، مثلما حدث بالمشهد الأخير من فيلم ضربة شمس "بطلع مع نور الشريف بالكاميرا على مبنى عالي"، ولأن "الكرين" كان له ارتفاع مُحدد، فقد لمعت فكرة في ذهن المصور "هطلع وراه جوة الصندوق بتاع عربية الكهرباء"، أحضر أحد السائقين المتخصصين في قيادة تلك السيارات، شرح له كيف يرفع الصندوق ببطء ليقلل اهتزازات الكاميرا قدر المستطاع، ونجح في تصوير المشهد، بينما أصرّ في مشهد بفيلم البريء أن يصعد على سُلم عالي "مصدي وبيتحرك جدًا" بصحبة عاطف الطيب ومساعد التصوير، ليلتقطوا مشهد كُلي لسجن وادي النطرون من أعلى.

الإصابات الجسدية جراء السقوط لاحقت المصور السبعيني أيضًا "مرة كنت بصور تسجيلي اسمه مبكى بلا حائط ووقعت وأنا بصور وكوعي اتشرخ"، استكمل "شيمي" التصوير بالكاد، شاعرًا أن يده تزن أكبر من حجمها "فقولتلهم إن إيدي اتكسرت"

صورة 4

العمل بالأفلام التسجيلية تعلم "شيمي" أن يستخدم أقل الإمكانات "ودة نفعني جدًا في الروائي"، كل مشكلة واجهها أوجد لها حلًا يبدو عبقريًا على بساطته، وحاليًا حين يأتيه طالب في المعهد يشكو له من صعوبة تصوير مشهد ما "بقوله حاول تفكر.. احنا الزمن بتاعنا مكنش فيه كاميرا بتبين المشهد في ساعتها.. إنما انتو عندكوا تكنولوجيا رهيبة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان