لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- مصراوي داخل "عفونة" الغارقة.. الأهالي يسردون ساعات الرعب والموت

10:33 ص الجمعة 06 نوفمبر 2015

قرية عفونة

كتب- محمد مهدي:

قبل حلول منتصف الليل بنحو ساعة، كانت قرية "عفونة" تنعم بهدوء تام- في 3 نوفمبر 2015- السكون يعم الأرجاء، الظلام يغطي المكان، الأهالى في منازلهم غارقون في النوم بعد ساعات طويلة من العمل في الزراعة، غير أن الأمطار كسرت الصمت التام، هطلت فجأة بغزارة، لم ينتبه أحد في البداية، لكن تسرب المياه إلى المنازل أفزع الجميع، لتتوالي المشاهد المرعبة في ليلة لن تمحى من عقولهم أبدًا "عمرنا ما ننسى اليوم دا بوحشته وغرابته.. دحنا عشنا حاجات مبنشوفهاش إلا في الأفلام" يقولها "عبدالمقصود مهدي صلاح" أحد أبناء القرية.

____-1

كان "عبدالمقصود" نائما، حينما شعر بأن جسده يغرق، ظن أنه مايزال حبيس أحد الأحلام الغريبة قبل أن يفيق من ثباته، وجده غرفته مليئة بالمياه، المفاجأة عطلت تفكيره لعدة ثواني، قبل أن يندفع إلى الخارج باحثا عن أسرته "لقيت أبويا مفزوع وبيقولي احنا في يوم القيامة ولا إيه"، هرع إلى غرفة شقيقه "اكتشفت إنه محبوس هو ومراته وابنه في الأوضه" ساعده للخروج، امسك بزوجة شقيقه وطفله فيما حمل شقيقه الأب، وهربا من الموت غرقا داخل المنزل "جرينا في الشوارع لقينا الكل بيهرب".

صراخ في كل مكان، الأهالي يركضون في كل اتجاه، حالة من الجنون تجتاح الجميع، من يحمل أطفاله على أكتافه، أحدهم يُمسك بعدد من الماشية، آخر يخرج بإحدى الأجهزة الكهربائية، إمراة تنادي أبنائها ولا أحد يرد "جرينا على تبة عالية عشان نحتمي بيها" آوى مع عدد من جيرانه إلى أعلى مكان في "عفونة" فيما تعثر شقيقه ووالده "شجرة وقعت عليهم من شدة السيول غرقتهم" تمكن الصغير من النجاة فيما اختفى الأب "رجع لوحده وقالي إنه معرفش يلاقي الوالد.. حاولت أنزل أدور عليه بس كنت هأغرق" ذكرها بأسى.

____-2

فوق التبة، كانت الرؤية رغم الظلام واضحة، القرية بأكلمها غارقة، السيول تجرف في طريقها خير الأراضي الزراعية، تقتل الماشية، تُغرق المنازل وأصحابها، الطرق الرئيسية لم يعد لها آثر، والأمطار لم تكتفِ بَعد "فضلت شغالة موقفتش لحظة"، فيما ينهش الخوف قلوب الجميع، وهم يواجهون ما لا طاقة لهم به "الكارثة إن الميه بدأت تعلى ناحيتنا وكنا هنغرق لو وصلتلنا" لدقائق كان البكاء والصراخ والدعاء وقول الشهادة هو الحلول التي لجأ إليها الجميع، ثم جاءتهم فِكرة منجية "قررنا نطلع فوق شجر الكافور".

____-3

حتى الخامسة فجرا، تعلق "عبدالمقصود" وأسرته الصغيرة بشجرة كبيرة، شقيقه يُمسك جيدا بزوجته التي تستعد لوضع طفل جديد خلال أيام، فيما يحاول هو تهدئة الابن الصغير الذي لا يكف جسده عن الارتجاف "3 ساعات لحد ما المطر بدأ يقف والميه منسوبها يقل"، نزل الشاب العشريني إلى الأرض، وجد أن هناك مساحة جيدة للحركة، دعى الأهالي للنزول من فوق الأشجار والتبة العالية، لسرعة الهروب من الجحيم "طلعنا الستات والأطفال برة البلد.. ورجعنا نحاول ننقذ أهالينا".

____-4

بعد ساعات طويلة من الكارثة، حضر عدد من المسؤولين "مقدروش يدخلوا جوه.. كله بص من بره وقال هيساعدونا ومشيوا"، قام الأهالي بتوزيع أنفسهم على عدة مجموعات، كلا منهم في ناحية يبحثون عن ذويهم الغارقين في مياه الأمطار "بقالي يومين بدور على أبويا ومش لاقيه.. بس في ناس لقيت ولادها وقرايبها"، دفعت المحافظة بعدد من قوات الإنقاذ لكنها غير كافة نظرا لكثرة عددة المفقودين ، بينما يتحرك أصحاب الأرض في أرجاء المكان بحسرة "البلد كلها راحت.. الناس والأرض والبيوت.. ربنا يعوض علينا".

في البحيرة.. إن جالك الطوفان (ملف خاص)

2015_11_7_22_30_54_602

بالصور.. كيف نجا أهالي ''عفونة'' المنكوبة من الموت غرقًا في مياه الأمطار؟

2015_11_6_17_33_57_38

''مصراوي'' بجوار ''عفونة'' الغارقة.. الكارثة مرت من هنا

2015_11_6_21_31_9_46

بالصور - أبرز 10 مشاهد من كارثة ''عفونة'' بالبحيرة

2015_11_7_21_0_23_560

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان