محمود جمال يكشف خبايا ''اليوم الأخير'' في حياة البشر
كتبت- يسرا سلامة:
بغلاف ارتسم عليه جزء من المركب والبحر الأسود، يمهد الكاتب المسرحي ''محمود جمال'' لروايته الأولى للجمهور بعنوان ''أريوس''، والمكتوبة بعد عرضها للمسرح بعرض مسرحي تحت اسم ''اليوم الأخير''، لتدور الرواية في فلك آخر أيام الإنسانية، من خلال عرض لحياة ''أريوس''، آخر البشر.
حائر، بلا قيمة تقريبًا، ولا شئ يكمن في داخله يؤمن به، فقط جسد بلا روح، هكذا رسم الكاتب شخصية ''أريوس'' بطل العمل في البداية، والذي يتوقع أن يظهر ''أريوس'' في آخر أيام الأرض، ليكون هو الإنسان الأخير عليها، يشتبك مع زوجته حين تزج به للدفاع عن ابنته فلا يفعل، يهرب، يختار أن يفلت على ظهر مركب، لكن هربه بداية لاكتشاف ذاته، ويظهر في النهاية رضاه عن الرحلة كلها.
شخوص مختلفة يلاقيها ''أريوس'' في الطريق إلى المجهول، تعلمه كل منها حكاية، ورائها معنى، ليلاحقه شعار يحمل من التناقض ما يكفي ''ما أجمل الرحلة.. ما أقبح الرحلة''، ومن كل شخصية يحصل ''أريوس'' على مغزى للحياة، للصبر، للعلم، للأمل، وحتى الغموض، فتضحي رحلة هروبه بحثا في الذات ومكامنها، وكما يرسم الكاتب رحلته، تتوقف الطبيعة والرياح والبحار والجبال عن الانصياع ليوم القيامة المتخيل إلا عندما يدرك ''أريوس'' معنى الرحلة أو الحياة.
''ما معنى أن تجلد جسدًا لا روح به؟.. جلدات السوط لا معنى لها إن عفنت روح الإنسان، وجلدات السوط لا معنى لها إن أشرقت روح الإنسان''.. هكذا رسم الكاتب المسرحي صورة الجلد في روايته، بين صور أخرى لا يرى الأشياء من الطبيعة كما هى في أعيننا، فالأعمى لديه بصيرة، والصبية يحملون من المرح وحب المخاطرة ما يفوق الكبار.
تأثر متنوع من ''ماركيز'' إلى ''باوللو كويلو'' إلى ''نجيب محفوظ'' ترك أثره في كاتب الرواية، واصفًا نفسه بأنه غير قارئ جيد للروايات، بعكس ما تبدى في لغة متينة وقاموس واسع لروايته الأولى، ليتأثر بفكرة البحث والرحلة من ''كويللو'' وخلفيات الشخصيات وأساطيرها من ''ماركيز''، والترميز الديني من ''محفوظ''، بجانب التأثر الاكبر بقصص القرآن الكريم، لتخرج ''أريوس'' ما بداخله من تصورات ليوم الأرض الأخير، أن تعود كل الأشياء كما البداية.
''ابليس، هانيبال، يوم أن قتلوا الغناء.. وسبارتكوس'' وغيرها من الأعمال المسرحية لكاتب الرواية مهدت له عمله الأول، ليذكر أنه عند الكتابة لم يكن يحضر شيئًا محددًا، ''بمسك القلم والورقة والخيال بيجي لوحده''، لينطلق الكاتب في عوالم الرواية، ويمزج بين الطبيعة وبين أبطاله.
''أريوس متواجد بين 90% من بني البشر'' .. يقول الكاتب إن ''أريوس'' يشبه الكثير من الناس، فقليلون هم من يعلمون لماذا يعيشون، وماذا يريدون، وقيمة حياتهم ومعناهان ليذكر الكاتب إن المولى عز وجل ذكر ذلك في القرآن ''ولكن أكثرهم لا يعلمون''.
شهران فقط هى الفترة التي استغرقها الكاتب في صياغة الرواية الخارجة من عالم المسرح، ليذكر أن الفرق بين الكتابة للرواية والمسرح هو حد الخيال غير المحدود في الرواية، بعكس المسرح، ''في الرواية الخيال بدون حدود بعكس المسرح الغالب فيه الحوار''، يعزي الكاتب - الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية - الفضل للمسرح في كتابة روايته، والتي كان من المفترض أن يكون أسمها مثل إسم المسرحية، ليبتعد عن أسم متكرر في روايات أخرى وهو ''الأخير''، بجانب حكاوي ''الأم والأب'' له منذ الصغر سهلت عليه كتابة الحكايات.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: