إعلان

في بورسعيد.. من الأم إلى ابنتها ''الثورة أبقى وأهم''

02:55 ص الأحد 25 يناير 2015

أمل الفحلة أثناء أحد المسيرات بالثورة

كتب-يسرا سلامة:

الشباب في الميادين يواجهون النظام، يهتفون بما أوتوا من قوة أمام قوات الأمن ''عيش حرية عدالة اجتماعية''، لا يهابون الغاز والخرطوش والرصاص الحي، بينما الأهالي في المنازل يعبث بهم الخوف، تفزعهم مشاهد الدماء القادمة عبر وسائل الإعلام، يضجرهم رفض أبنائهم للعودة، فيما كانت الحالة مغايرة تمامًا في ميدان ''المنشية'' ببورسعيد، عندما اضطرت المحامية ''أمل الفحلة'' إلى التوقف عن الهتاف والتنحي جانبا بعد أن تلقت اتصالا هاتفيا من ابنتها تطالبها بترك نداء الثورة والرجوع إلى منزلها ''رفضت لأن الميدان وقتها أولى من بيتي.. الثورة مش بتيجي في العمر إلا مرة واحدة''.

من حين لآخر تعود الأم إلى منزلها لإعداد الإعاشة لرفقاء الميدان، وشراء مواد طبية للمستشفى الميداني، وتجهيز أغطية تقي المعتصمين شر البرد، تسألها طفلتها ''تفتكري مبارك هيمشي'' تبتسم، تنظر بفَخر وثقة استمدتها من روح الميدان ثم ترد ''الثورة ممكنة.. ومبارك لازم يرحل''.

في ميدان المنشية كان صوت السيدة الأربعينية يضوى، فيما كان قلبها يناجي الله لإتاحة الظروف لكي تنتقل إلى ميدان التحرير ''الأحوال الأمنية كانت صعبة.. مقدرتش أسافر في الظروف دي'' فعوضت غيابها عن قِبلة الثوار بمزيد من الجهد لإقناع أقاربها بالانضمام إلى جموع المتظاهرين ولا يكونوا ''شيطان أخرس'' بحسب قولها.

بعد خطاب مبارك الثاني، لم تهتز ''أمل'' لأنها تُدرك بُحكم عملها طبيعة من يتلاعبون بالكلمات الرنانة ''إحنا كنا عايزين فعل مش كلام، ومبارك خربها طول سنوات حكمه''، وكادت أن تدفع ثمن انفعالها هي ورفاقها على من التبس عليهم الأمر، بعد أن حاول بلطجية مهاجمة الميدان إلا أن المتظاهرين كانوا لهم بالمرصاد ونجت من حجارة ضخمة كادت أن تصل إليها وتُنهي حياتها.

عندما تتعثر ''أمل'' أمام اليأس أحيانا، تتذكر لحظة تنحي ''مبارك'' وقت أن انحنت على الأرض ساجدة وشاكرة لله، فرحة سرت بجسدها وجعلتها تطوف مع باقي المشاركين بمسيرة الاحتفال ''كانت لحظة نصر للجميع، وحسينا إنها أول الطريق، مبارك مشي زي ما وعدت بنتي''.

''الثورة كانت مؤامرة.. صنعها الإخوان.. غُمة وراحت'' كلمات تتنامى إلى مسامع ''أمل'' تؤذيها وتبكيها، لكنها عندما تنظر إلى ابنتها تعلم أن الثورة باقية ''احنا عملنا الثورة لولادنا مش لينا وهما هيكملوا المسيرة''، تُلقنها تعاليم الثورة، تربيها على أخلاق الميدان، تصب في قلبها ذكريات الميدان ''هنفضل طول عمرنا نقول لولادنا أن الثورة أطهر حاجة حصلت في البلد''.

 

تابع باقي موضوعات الملف:

"فلان الفلاني".. الثورة بنت المجهولين "ملف خاص"

2015_1_25_18_8_4_974

أحمد أمين.. واجه مبارك بـ''7 جنيه'' وصنع متحف الثورة بـ''مشمع''

2015_1_25_1_19_23_900

مصطفى.. ''اللي كان يومها واحد من الحراس الشعبيين للمتحف''

2015_1_25_2_26_51_805

سهام شوادة.. الثورة يعني ''عيش وملح''

2015_1_25_1_44_48_456

عم فولي.. ابن المطرية يتعلم الثورة على الطريقة الإنجليزية- فيديو

2015_1_25_2_49_47_80

''الششتاوي''.. الثورة تحت أقدام الأمهات

2015_1_25_2_8_55_528

محمد عمران.. أن تختار بين الثورة و''بنتك''

2015_1_25_1_22_19_540

نساء عائلة "سلام" بالإسكندرية.. الثورة تمد لسابع جد

2015_1_24_23_30_26_252

مها عفت.. أول من حَمل "علم الثورة" في الميدان

2015_1_25_0_44_55_519

يحكى أن ''عبدالله'' هتف.. وشبرا كلها ردت وراه

2015_1_25_16_27_39_559

''فنانة'' و''بتاعة سندويتشات'' و''مسؤول شواحن''.. أبناء ''أسماء'' في الميدان

2015_1_25_2_47_28_846

القصة وراء صورة "ماجد بولس".. ياما في موقعة الجمل حكايات

2015_1_25_1_42_41_222

''فاتن حافظ''.. الثورة ''من طأطأ لـسلامو عليكو''

2015_1_25_2_4_34_14

قاسم المزاز.. ''دليفري'' المستشفى الميداني

2015_1_25_2_34_56_662

حكاية جمال العطار مع الثورة.. باع "البيزنس" واشترى البلد

2015_1_24_23_19_3_638

للتحرير تفاصيل يعرفها "محمود نصر"

2015_1_24_22_45_31_693

محمود جمال يكتب.. من دفتر مذكرات فلان الفلاني "اللي كان يومها ثائر"

2015_1_25_17_43_25_958

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان