إعلان

حكاية ''جدعة'' اسمها ''ماهينور''

06:43 م الثلاثاء 20 مايو 2014

حكاية ''جدعة'' اسمها ''ماهينور''

كتبت – دعاء الفولي:

منذ ثمانية وعشرين عامًا، بالإسكندرية، حيث تضرب أمواج البحر شاطئه السعيد حينها، جاءت للدنيا طفلة، أسماها الأهل من عائلة المصري ''ماهينور''، يومًا بيوم نضجت، سريعًا تعلمت أن الحرية ليست أسفل أقدامنا، تحتاج لـ''معافرة''، علمت يقينًا أنها تملكها حتى قبل مقتل ''خالد سعيد'' بحي ''سيدي جابر''، بدأت تُطالب بحقه، مرورًا بثورة خرجت فيها، وحتى آخر جلسة رفعت فيها لافتة أن ''حق خالد لسة مجاش''.

لا يقولون عن إسكندرية ''عمار'' إلا لـ''جدعانها''، فتيات وفتيان، منذ 15 يونيو 2011، عندما بدأت قضية محاكمة المتهمين بقتل ''خالد سعيد''، تدخل المحكمة، وقد تزامنت الجلسات مع الوقوف خارجها من النشطاء، سواء حركة الاشتراكيين الثوريين، التي تنتمي إليها الفتاة السكندرية أو غيرهم، كر وفر الشرطة مع النشطاء خارج القاعة، انتهى بالقبض على عدد ومنهم ''ماهينور'' في الثاني من ديسمبر الماضي.

لم تتوقف ''الجدعة'' يومًا عن ''المعافرة''، حكم صدر من محكمة جنايات الإسكندرية مضمونه حبس سنتين و50 ألف جنيه غرامة، بعد التظاهر أمامها أثناء نظر قضية ''سعيد''، لخرقها قانون التظاهر والتعدي على بعض من قوات الأمن، وبين الهروب وحضور الجلسة التي أيد فيها اليوم المستشار ''محمد الديب'' الحُكم الصادر من محكمة أول جنح المنشية حبسها، كان حال الناشطة الحقوقية والمحامية ''يا ريت كنت أعرف أهرب وأستخبي بس الحقيقة مش قادرة.. حاسة إني لازم أواجه مواجهة مافيهاش في ميزان القوى في مصلحتنا كتير بس مهمة لسلامتي النفسية بالأساس اللي بدأت تروح من فترة''، قررت الذهاب على حافة التردد ولم تخرج بعد انتهاء الجلسة.

''السجن'' للجدعان كما يقولون، لأن ''ماهينور'' سبقت في ذلك غيرها، أمام قسم شرطة سيدي جابر، قبيل ثورة يناير، وقفت تنادي بحق أيقونة ثورة يناير، وفي 2013، حال حكم الرئيس السابق محمد مرسي، دخلت بقدميها لقسم شرطة الرمل، وخرجت منه حينها بحفنة تهم، منها محاولة اقتحامه وتهريب المسجونين، والتعدي على ضباط بالسب، وضرب وترويع المواطنين، بينما لم تذهب له إلا لإخراج بعض النشطاء المنتمين لحزب الدستور الذين تظاهروا أمام مقر حزب ''الحرية والعدالة'' بالإسكندرية، أورثتها تلك التُهم ليلة بسجن ''برج العرب'' قضتها.

عن المسجونين لم تهجر الكتابة، تخاف أن يتحولوا وهي معهم إلى وحوش تكره الدولة، تحب الحرية لأن تلك الفطرة، لكنها لا تختبيء إذا جاء ميعاد السجن، تمد يديها لـ''كلابشات'' السلطة، تقول عن حالها ''ربنا يستر ساعتها على الواحد كل ما يشوف جدعان كتير ماخدوش دعم كفاية بسبب إن الإعداد فعلا بقت فوق التصور ولسة جوة السجن.. في كل الأحوال يا رب خرجنا منها نضاف... والحرية لكل مظلوم في سجون السلطة''، بينما يتمنى لها الأصدقاء الحرية خائفين مما قد يحدث في الأيام المقبلة، تطمئنهم هي بكلماتها قبل أن تُصبح في عداد المعتقلين ''ما بنحبش السجون بس مش بنخاف منها.. وفي النهاية حنفضل مكملين على قد ما نقدر والثورة حتنتصر.. النصر للثورة والمجد للشهداء والحرية لكل معتقل مظلوم أيا كان فصيله السياسي''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: