إعلان

بالصور- في ذكرى موقعة الجمل: المتحف المصري يُعلن ''وقف الحال''

03:50 م الأحد 02 فبراير 2014

بالصور- في ذكرى موقعة الجمل: المتحف المصري يُعلن '

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- يسرا سلامة:

أسلاك شائكة تحيط بالمكان، شعارات لرحيل رئيس ولطلب زعيم آخر تركت آثارها على جدرانه؛ تطويق أمنى من قوات الجيش والشرطة حوله، صف بطول سور "المتحف المصري" من الدبابات، رجلان يسيران حول المبني الذي تحتوي جنباته على أهم أثار مصر وأعظمها؛ يطلب أحدهم من الآخر أن زيارة المتحف اليوم، غير أن التشديدات الأمنية جعلت الرد "انت مش شايف الأمن. أكيد مقفول".. هكذا كان المشهد حول المتحف المصري اليوم، في ذكرى مرور ثلاث سنوات على الاشتباكات التي عرفت إعلامياً بـاسم "موقعة الجمل".

هنا في قلب ميدان التحرير، لم يكن المصريون وحدهم شاهدين على ما حدث في "موقعة الجمل" الذي يُعد أول اشتباك حقيقي بين مصريين في نزاع سياسي، بل كان الماضي حاضرًا بثقله في المشهد، فتلك الآثار القابعة في بهو المتحف رأت بداية الاشتباكات ثم ذروتها، تطورات الأمر الذي لم يهدأ حتى الآن، بعد أن أعقب الاشتباكات اقتحام لبهو المتحف، وسرقة عدد من الآثار فيه، ليأتي قرار إغلاقه خوفاً على الباقي من آثار المصريين، وليدفع المتحف - في حينها - ثمنًا باهظًا لتطورات السياسة.

أعداد متوسطة كان هدفها اليوم زيارة أعرق متحف في مصر، اختلفت جنسياتهم، لكن ظل عددهم قليل مقارنةً بما كان قبل الثورة، وقليل من الأسر المصرية، التي جاءت تقضي إجازة نصف العام في زيارة تتعرف فيها على آثار البناء العظيم.

من أمام أحد المسلات الفرعونية، تجلس "سارة محمد" إحدى العاملات في المتحف المصري، في فسحة من عملها داخل بهو المتحف، لتقول أن الإقبال اليوم لم يختلف عن نظيره في باقي الأيام بعد ثورة يناير، لتظل السمة الغالبة على المتحف حالة ركود سياحي، يستثنيها بعض الأفواج القليلة في الإجازات، أو الزيارات الرسمية للشخصيات الهامة، يتم فيها التنسيق مع إدارة المتحف.

وتقول العاملة بالمتحف أن زيارات المصريين أنفسهم إلى المتحف خفتت هي الأخرى، حتى اقتصرت على أفواج من الطلبة في زيارات مدرسية، وتقتصر أيضًا على أوقات محددة، في أغلبها الإجازات والعطلات الرسمية.

"عادل حسنين" أحد المرشدين السياحين ، يجلس هو الآخر في بهو المتحف المصري، لم يعلم في البداية أن اليوم هو ذكرى موقعة الجمل، مثل كثير من رواد المكان من المصريين، يعمل لأكثر من عشرين عامًا مرشدًا سياحيا مستقلًا، يقول بأسى واصفًا حال مهنته: "امبارح زي النهاردة زي بكرة.. مفيش شغل".

أفواج كبيرة يتذكرها الرجل الخمسيني كانت تقطع الطريق من بلادها إلى مصر، بهدف التعرف على آثارها والاستمتاع بجوها، لكن الأمر انقلب على عقبيه بعد ثورة يناير، لتهبط الأعداد التي لا تصعد إلا في مواسم استقرار قليلة، سرعان ما تعود للركود مرة أخرى بسبب السياسة، حسبما يقول.

قلة أعداد شركات السياحة المتعاقدة مع "عادل"، علاوة على تدهور الأوضاع الأمنية أسباب فندها الرجل الخمسيني لتراجع الإقبال على السياحة بشكل عام، فوفقًا لـ"عادل" ترتبط عوامل النمو السياحي باستقرار الأوضاع الأمنية وهو الأمر الذي تفتقر إليه مصر تلك الأيام.

"السياحة هتزيد لما يجي رئيس"، قالها بحسم "آمين أبو زيد" مرشد سياحي آخر يعمل بالمتحف، مشيرًا إلى أنه حين الانتهاء من الانتخابات الرئاسية السابقة، أعقبها زيارة وفود كثيرة للمتحف من كل البلدان، لمدة لم تزد عن أربعة أشهر، حتى عاد المتحف فارغًا من السياح عقب الإعلان الدستوري الذى أصدره مرسي، زادت اشتباكات الاتحادية من الأمر سوءًا.

"نفسنا الناس تشوف الصورة الحقيقية".. قالها "عادل" في رسالة إلى من يتخوف من زيارة المتحف من المصريين أو العرب أو الأجانب، ليحكي أنه حتى وإن حدثت اشتباكات في منطقة ما في مصر، فهذا لا يعني توقف الحركة في داخل المتحف، وحتى إن توقفت محطة مترو السادات-الأقرب إلى المتحف- فهذا لا يعني أيضًا توقف حركة المتحف، لكن مشهد التطويق الأمني المحيط بالمتحف يبعث في الناس خوفًا لا مبرر له، على ما قال.

ومن مقعد المرشد إلى مقعد الزائر، شهد "محمد" و"سمير" و"أحمد" الفرصة في زيارة المتحف المصري لأول مرة اليوم، وعلى الرغم من مجيئهم من سوريا إلى مصر لأكثر من عام وثلاثة أشهر، إلا أنهم كانوا يتخوفون من المرور في ميدان التحرير، تحسباً من "أي زلمة بيفكرنا تبع مرسي"، فبحسب "محمد" لم يسلم ثلاثتهم من أقاويل تتهمهم بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراويللرسائلالقصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان