إعلان

''المتحف الجيولوجي'' المصري ... حفريات بأيد أجنبية

03:00 م السبت 15 فبراير 2014

''المتحف الجيولوجي'' المصري ... حفريات بأيد أجنبية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - رنا الجميعي:

أمام كورنيش النيل، يافطة كبيرة مكتوب عليها ''المتحف الجيولوجي المصري'' وبجوارها صورة لحيوان ''الأرسينوثيريوم'' الذي يعني ''حيوان الفيوم''، الذي اتُخذ شعارًا للمتحف، وعمره 35 مليون سنة، لم يجد العلماء سلفًا لهذا الحيوان الآن، أما عُمر المتحف فيزيد عن المئة بعشر سنين.

لم يكن بالمتحف المقام في حديقة النقل النهري سوى الموظفين، المكان يحيطه الهدوء، لا يوجد زائر واحد يتجول فيه، عدة سلالم تجعلك داخل ممر طويل بين الأشجار والشمس التي تلقي بأشعتها على المعروضات، على اليمين بعض الصخور المُكتشفة مثل الجرانيت والسماق والبازلت، وعلى اليسار يقف هيكل لديناصور ''سبينوسورس'' في خُمس حجمه الحقيقي.

داخل المتحف ذاته، في منتصفه يقابلك جمجمة ''الأرسينوثيريوم'' الذي يُشبه الخرتيت وله جسم فيل، فيما يُعرض بقسم الحفريات الفقّارية، اكتشف العالم سترومر الألماني 5 أنواع من الديناصورات في الواحات البحرية، وضعهم في معرض بميونيخ الألمانية، لكن تم تدمير هذا المتحف في الحرب العالمية الثانية، ومع تبادل البعثات الأمريكية تم اكتشاف عظام ديناصور في نفس الموقع الذي عمل به العالم الألماني، وهو ثاني أكبر الديناصورات في العالم، وعمره 77 ألف سنة، ويُمثّل بين معروضات المتحف، معظم حفريات المتحف اكتشفها علماء أمريكان منذ السبعينات مستخدمين عمالة مصرية، وما قبل السبعينات كان التعاون يحدث مع علماء ألمان وانجليز.

المتحف المؤقت

لا يسع المتحف جميع معروضاته التي كانت به في موقعه الأصلي بميدان التحرير، لأعمال انشاء مترو الأنفاق، حيث تم نقله لمكانه المؤقت في حديقة النقل النهري منذ اثنين وعشرين سنة حتى الآن، ورفضت وزارة الآثار في عهد الرئيس المخلوع نقل المتحف لمنطقة ''متاحف الحضارات'' وحجتهم أنها منطقة للآثار، رغم تخصيص مكان له بالمنطقة.

بالمتحف أيضًا قسم للافقاريات، على طول ممر تتراص حفريات لأصداف وبرمائيات وشعاب مرجانية، والقسم الثالث هو الصخور والمعادن، به ثلاث نيازك مصرية، نيزك اسنا ونيزك النخليت وجبل كامل، وأهدت أمريكا مصر في عهد كارتر عينة من صخور القمر عام 1973، وعُرضت بالمتحف.

أعجب أباطرة الرومان بصخور السمّاق الموجودة بمصر وقت احتلالهم، وبدأوا بنقل كتل ضخمة منه لاستخدامها كأعمدة في تزيين الجدران والكنائس وقصور الأباطرة، يقف نموذج من ذلك الصخر في مواجهة من يدخل للمتحف، وأعلاه كُتبت حكايته على ورقة مثبتة به، يجاور السمّاق صخر الجرانيت على هيئة مسلة، التي تُذكر الزائر بالمسلات الفرعونية.

جنيهان قيمة تذكرة الدخول إلى المتحف، والذي لا يرتاده الكثير سوى الباحثين والجولات التعليمية القادمة من المدارس والجامعات، لا يترك منظمي المتحف زواره دون بيانات تسرد تاريخ الحفريات، وبلوحة معلوماتية داخل اطار زجاجي، تُعرض بيانات أساسية تعطي مساحة للفهم للمهتمين، ومرشدين يهتمون بشرح تاريخ المتحف ومعروضاته، وأيضًا أفلام أغلبها أجنبية ومصرية عن المتحف والديناصورات، لكنها قديمة لارتفاع تكلفة إنتاج تلك الأفلام.

بآخر المعرض تجلس الديناصورات المرسومة ببرواز لقياس الطول، مكتوب أعلاه ''قم بقياس طولك، وتخيل حياتك وسط حديقة الديناصورات''، وخرائط تعرض مراحل متابعة لتطور دلتا النيل منذ قبل الميلاد وحتى خريطة الإدريسي، مؤسس علم الجغرافيا.

قاعة مليئة بالكتب منها القديمة والذي مر عليه ثلاثة قرون من الزمان مثل كتاب ''التاريخ الطبيعي للحفريات'' المتحف، أبجديًا تُعرض الكتب التي تساعد الباحثين في دراستهم ، وتزخر المكتبة الجيولوجية بأبحاث جيولوجية مصر، ومراجع ومجلات علمية.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان