إعلان

جماعة ''محظورة'' وجبهة ''خاملة''.. مصير طرفي الصراع في أحداث الاتحادية

12:18 م السبت 06 ديسمبر 2014

محمود العلايلي

كتبت-دعاء الفولي:

البداية ليست ليلة الاتحادية في حد ذاتها، بل إعلان دستوري أصدره الرئيس الأسبق محمد مرسي، وصفه بـ''قرارات ثورية''، جاء فيه إعادة المحاكمات في قضايا قتل وترويع وإصابة متظاهري الثورة، تحصين القرارات الرئاسية من أي طعن، وتحصين مجلس الشورى واللجنة التأسيسية لوضع الدستور، لم تمر سوى ساعات محدودة حتى انهالت التعليقات الغاضبة لما قاله الرئيس حينها، رد الأخير بأن دعا القوى الموجودة على الساحة للحوار، فكان الرد بالرفض من الأغلبية، وعلى رأسهم جبهة الإنقاذ الوطني التي تشكلت عقب الإعلان الدستوري مباشرة.

''لا مجال للحوار عندما يقوم ديكتاتور بفرض أشد الإجراءات قمعا وبغضا، ثم يقول دعونا نسوي الخلافات''، قال محمد البرادعي، المنسق العام للجبهة، شاركه في الرفض حركة 6 إبريل، حزب مصر القوية وأكثر من شخصية سياسية؛ حمدين صباحي، عمرو موسى، السيد البدوي وغيرهم، احتدم الصراع بين الجبهة، وجماعة الإخوان المسلمين وزراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، مر عامان على الأحداث، انقلبت الأحوال رأسا على عقب، صارت جماعة الحكم ''محظورة''، وجبهة الإنقاذ ''خاملة''، اسمها يعيد إلى الذاكرة دورها في الحشد ضد قرارات رئاسية غير محسوبة، غير أن طرفي الصراع تفتتا الآن.

''الجبهة كان لها دور واضح ومعروف وهو الاحتشاد ضد الإخوان ولحماية الهوية المصرية''؛ قال محمود العلايلي، عضو المكتب التنفيذي للجبهة سابقا، وعضو حزب المصريين الأحرار حاليا، تشكلت الجبهة في ساعات على حد قوله بعد الإعلان الدستوري ''وجدنا نفسنا بنتصل ببعض وقيادات الأحزاب قرروا يتجمعوا رغم اختلاف الأيدولوجيات''.

لمشاهدة الفيديو...اضغط هنا

في تلك الأثناء كانت الجهة الأخرى المؤيدة للإعلان الدستوري يحتشد في صدرها غضب، من حديث المعارضة عن الإعلان الدستوري، ومع الغضب من الطرفين، تتعالى نبرات المعارك.

على مواقع التواصل الاجتماعي يحشد الإخوان المسلمين أنصارهم ضد المعارضين، ويبدأ المعارضون اعتصاما أمام القصر، الجبهة والجماعة كانتا في تلك المرحلة كرئيسين لدولتين، تتصارع كل منهما لتحريك تابعيها لـ''مصلحة البلد'' حسب اعتقادهما، رغم أن الجبهة تكونت من أحزاب ليست بثقل حزب الحرية والعدالة الحاكم –كحزب المصريين الأحرار والحزب الاشتراكي المصري وحزب الكرامة وغيرهم- إلا أنها استطاعت نيل اهتمام الشباب غير المنتمي لأحزاب لغضبهم من قرارات مرسي.

''أدعو ملايين المصريين للنزول ومحاصرة البلطجية عند الاتحادية''، كان ذلك تعليق أدلى به عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة. لم يتردد محمد حسين، أحد الشباب الإخوان–رفض ذكر اسمه الحقيقي خوفا من الملاحقة الأمنية-، في النزول إلى ميدان الاتحادية حال النداء، يعتقد أن التواجد في محيط القصر ليس حكرا على أحد، غير أنه كان يرفض العنف من أي اتجاه ''شايف النزول للاتحادية من أصوب القرارات اللي الإخوان خدوها لأنه اتضح لينا تخاذل الجهات الرسمية عن اتخاذ اللازم تجاه الهجوم على القصر الرئاسي''.

لمشاهدة الفيديو...اضغط هنا

كان الوازع لدى ''العلايلي'' والجبهة بشكل عام هو ''الاستدعاء الوطني'' ، لذلك لم يتواجد الخوف على طاولتهم، لكنهم ما كانوا يتخيلوا أن الرعب سيمتد ساعات طوال في الشارع وسيموت البعض، وأن الشرطة ستكون بعيدة عن الصورة، لأول مرة بعد ثورة يناير، كان عضو الجبهة على الأرض وقتها ''احنا كنا بنموت وبنتقتل فعلا''، لذا يرى أن حديث بعض الشخصيات السياسية عن احتمالية اقتحام القصر، كالمهندس ممدوح حمزة، لا يمكن مساواته بحشد الإخوان لأنصارهم والذي قال عنه ''كأنهم كانوا جايين يحاربوا''.

لمشاهدة الفيديو...اضغط هنا

لم يكن يتمنى ''حسين'' أن يسقط مصابين أو قتلى من أي طرف، الشحن الإعلامي ضد الجماعة هو ما دفع لزيادة العدد الذاهب للميدان، بالتالي ارتفاع رقم الضحايا، على حد تعبيره ''احنا متخوفناش من الجبهة ولو للحظة.. غلطتنا الوحيدة إننا ما اتعاملناش معاهم بحسم أكبر على أخطاءهم واتهامتهم الباطلة لينا''، بينما يظن ''العلايلي'' أن استقواء مرسي بالجماعة ضد الشعب هو ما أدى لتفاقم الأمور.

يوضح ''العلايلي'' أن الجبهة ليست خاملة عن عمد، بقدر ما أن وجودها لم يعد ذو قيمة ''الوضع حاليا مختلف''، يفسر عضو ''المصريين الأحرار'' ذلك بأن المعارضة السياسية الآن أيسر، ولا ترتقي للنضال الذي حتم وجود تكتل كالجبهة حال وجود ''مرسي'' في سدة الحكم، اجتماع تلك القوى مرة أخرى واقعيا يعد مستحيلا، كما هو الحال مع عودة الإخوان للحكم قريبا، ليقول ''العلايلي'' إنه بالرغم من الإحباط الذي أصاب بعض شباب الثورة، بسبب قانون التظاهر أو الاعتقالات، فذلك يمكن حله بطرق أخرى غير عودة الجبهة.

بين الأوساط المختلفة يتردد أن نزول الإخوان الاتحادية كان القشة التي قسمت ظهر الجماعة، حوّلتها بعد سقوط ''مرسي'' إلى ''محظورة''، غير أن ''حسين'' يعتقد أن نزولهم في الاتحادية أخّر ''بهدلة الوطن واختطاف مرسي''، الافتراق الذي حدث بينهم وبين التيارات الأخرى بسبب ''الدولة العميقة'' على حد قوله، في نفس الوقت يعلم ''العلايلي'' أن الاجتماع على كلمة واحدة كان شبه مستحيل في ظل إصرار السلطة وقتها على التعنت وعدم احترام احتجاجاتهم.

 

أحداث الاتحادية.. صدام الداخلية مع مرسي وجماعته

ارشيفية للإحتجاجات الشعبية علي الاعلان الدستوري ال

الحسيني أبو ضيف.. ذهب وبقيت ابتسامته على سلالم نقابة الصحفيين

2014_12_5_12_38_43_670

شاهدان على أحداث الاتحادية.. ساعات من تغطية ''حرب الشوارع''

2014_12_5_21_1_59_393

''جبنة نستو يامعفنيين''.. ''بلطجية مرسي''.. شعارات الاتحادية التي حرقت من في القصر

2014_12_5_16_3_2_342

بعد ثورة 25 يناير.. 5 إعلانات دستورية آخرها مسمار نعش نظام الإخوان

2014_12_4_19_31_1_880

أحداث الاتحادية.. قصة ثلاثة أيام كانت تسير في تجاه حرب أهلية

2014_12_4_11_31_18_559

يحيى نجم.. ليس كل من كان أمام الاتحادية "بلطجي أو مأجور"

2014_12_4_15_36_45_883

سور الاتحادية.. معركة على الجدران و''الدهان'' على الجيران

2014_12_4_20_25_41_567

أساطير الاتحادية.. من هروب ''مرسي'' حتى ميزانية ''البط''

mrsy_f_bkstn

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان