إعلان

بالصور والفيديو: حلم المدينة الفاضلة يبدأ من سلم غمرة

12:29 م الأحد 19 أكتوبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - يسرا سلامة:

تصوير - محمد رضا:

أرواح شابة تملؤها الأمل، ألوان تلطخ أيديهم، لكن قلوبهم عامرة بالنقاء، عددهم لا يتجاوز العشرين شابًا وشابة، بينما رسالتهم وصلت للعشرات من المارة جانبهم، تحديدًا في كوبري غمرة بالقاهرة، بجانب سلم المترو تجمعوا ظهرًا، وفي عقولهم حلم كبير مثل تحديهم لليوم.

من كلية فنون جميلة قسم الديكور بدأت الفكرة ''تلوين المدينة الرمادية'' أو ''coloring grey city''هو أسم مبادرتهم.

بفرشاة وألوان، يمحون من المدينة بعضًا من أثر القبح الظاهر على كل شيء، نماذج صغيرة من الجمال يرسموها بفرشاتهم، أماكن متفرقة في المدينة المزدحمة، ومبانيها الباهتة، ذلك القليل سيكون البداية، وبعد فترة ستتحول المدينة إلى واحدة تصلح لإسعاد النفوس.

طوى الشباب أكمة قمصانهم الممهورة باسم ''كلية فنون جميلة قسم ديكور''، وآخر التقط مكنسة يدوية، نظفوا بها سلم غمرة''، في الوقت الذي تستعد فيه الفتيات بفتح علب الدهانات الكبيرة، والزجاجات الفارغة لقصها، والتقاط الألوان لخلطها معًا، سبق كل ذلك زيارة إلى الحي من أجل علمهم بالأمر، وتوصية من المسؤولين بالحي أن يساعدوهم بإزالة القمامة من المكان.

بدأ العمل على يد وساق، شباب لا تخفت همتهم وفتيات أزحن الأنوثة جانبًا، لتبدأ الفرشات في الحديث، القمامة منتشرة أسفل الكوبري الشهير، وعلى رصيف محطة القطار المجاور لهم، تمر الناس واضعة يدها على أنوفها بسبب رائحة القمامة، ليبدأ أصحاب المبادرة في إزالة قليل من القبح، مستبدلين إياه بألوان منوعة ومبهجة من الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر وغيرها.

''مروة ناصر''؛ مؤسسة الفكرة والطالبة بالفرقة الثانية فنون جميلة، تحكى بداية الفريق، حين فكرت في أن تخرج من دوائر منطقة الزمالك –الواقعة بها كليتها- وتسأل حالها ''ليه مانخرجش نلون بعض الأماكن في المدينة الرمادية؟''، ليتحمس لها أصدقائها وتبدأ المبادرة بعشرة أفراد، ثم تكبر لاحقًا.

من كوبري 15 مايو كانت البداية، لمكان يربط بين محافظتين، تذكر ''مروة'' حماسة أصحاب المبادرة لتلوين عدد من الأماكن، سلم الزمالك يليه سلم الكيت كات، ثم عواميد في منطقة الدقي بالجيزة، وكوبري السبع، وتنوي المبادرة أن تتوجه إلى مستشفى 57357 لاحقًا، أضافت الفتاة أن هناك عدد آخر من الشباب خارج الكلية تحمس لما يفعلونه، ليصبح عدد المنضمين لها الآن عشرين فردًا.

ترك ''أحمد عاصم'' دروس الثانوية العامة في الصف الثالث اليوم، تحمس للمشاركة في التلوين، نصف زجاجة مبتورة وبها اللون البنفسجي المفضل لديه، وفرشاة صغيرة، قللت من وطأة حرارة الجو فوق رأسه ''أنا كان نفسي أدخل فنون جميلة، كان مجموعي مش مناسب فحولت أدبي، لكن لما عرفت عن المبادرة تحمست أشارك، وأطلع موهبتي هنا''، يقول ''عاصم'' إن أبرز التعليقات التي سمعها من بعض المارة تقول لهم ''تحيا مصر'' وأخرى تلوك لهم الاتهامات بالانتماء لأحزاب سياسية، ليؤكد ''إحنا ملناش انتماء سياسي، بس شباب بتلون، وبتحب اللي بتعمله''.

لم تخجل ''ندى'' من الجلوس في وضع القرفصاء أسفل السلم، تمرر بيدها اللون الأخضر يمينًا ويسارًا، دراستها بالصف الثاني تربية فنية لم تكف ''أنا لازم أنضف بلدي طالما اقدر أعمل ده'' قالتها بحماسة ''ناس كتير بتلوم الزبالة اللي في المكان، لكن مش بتصلح الواقع''، ترى ''ندى'' أنه لا يليق أن يكتب أحد عبارات مسيئة على الحوائط ''بدل ما يكتبوا السيسي قاتل ينضفوا البلد''، كما ترى أن الفريق يساهم في رسم صورة جيدة أمام أعين المصريين.

''هما فاضيين يلونوا.. مش يشوفوا مصلحتهم أحسن؟!''؛ كلمة علقت بها فتاة قبل أن تترك سلم غمرة عند رؤيتها للفريق، لم تقلل حماسة ''على محمد''، وهو خريج ليسانس حقوق ''أنا مش دارس فنون، لكن حبيت الفكرة وتحمست ليها، وحبيت أشارك''، ويتابع ''عن طريق الألوان البسيطة إحنا بنبهج الناس، يمكن حد تعجبه الفكرة فينفذها''، يذكر ''على'' أن الفريق يقوم بجمع أموال الطلاء من بعضهم، والاستعداد لتلوين المكان.

طغت الألوان على أظافرها ويدها، ''رنا طارق'' الطالبة بالفرقة الثانية فنون جميلة، أرادت أن تكون واحدة من منظمي الحدث، تحلم ''رنا'' بأن تكبر الفكرة أكثر وأكثر، وتصل للمحافظات في مصر كلها، ولن تكون مقصورة فقط على طلاب قسم الديكور بالكلية ''بتمنى إن لو حد عجبته الفكرة يطبقها مع أصحابه، وقتها هنحس إن فكرتنا وصلت''.

لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان