إعلان

مدرسة ''عبد العزيز جاويش'' تحت أمر الاستفتاء..من احتلال ''الإخوان'' إلي سيطرة ''الجيش''

11:38 م الإثنين 13 يناير 2014

مدرسة ''عبد العزيز جاويش'' تحت أمر الاستفتاء..من ا

كتبت - إشراق أحمد:

خلا شارع المدرسة على عروشه إلا من بعض المارة، ومثله من النوافذ المفتوحة؛ لا صوت يعلو على الهدوء، عادت الأمور كما كانت منذ شهور، لا أثر لشيء جديد غير زي عسكري بدا من فتحات المدرسة المجاورة لـ''عبد العزيز جاويش للتعليم أساسي''.

المدرسة التي شهدت اعتصام أنصار جماعة الإخوان المسلمين ومكوثهم فيها طيلة أيام التظاهر، وأول مدرسة كانت قبلة وزير التعليم العالي وعدد من قيادات الجيش بداية العام الدراسي في سبتمبر الماضي؛ هي اليوم بانتظار استقبال الوافدين من المصوتين على استفتاء التعديلات الدستورية.

انفتح الباب الحديدي الأسود، المغلق بإحكام فكشف عن سيدة ورجل أخذا يتقدما بصناديق وبراميل بدا بها قمامة، أغلقا الباب خلفهما، ومكثّا حتى جاءت عربة حمل المخلفات، المرة الأولى منذ أمس التي خرجا بها ''علي'' و''أم أحمد'' حيث منعتهم قوات الجيش التي استملت المدرسة، لإعداد تأمينها للاستفتاء من التواجد خارجها إلا في أضيق الحدود.

حرصا الزوجان على تنفيذ الأمر ليس فقط تلبية لكلام ''الظابط''، لكن هكذا اعتادوا وقت الشعور بخطر أن يغلقوا باب المدرسة الحديدي خلاف باب حجرتهم الواقعة داخلها، فعلوا ذلك في الثامن والعشرين من يناير2011 بعد أن الحت ابنتهما ''حنان'' لتخرج بمظاهرة انطلقت من مدينة نصر، فصاحبت ابنتها الكبرى لأول مرة تخرج بها في مظاهرة.

لم تتذكر سوى ألم رجليها بعد الوصول إلى رمسيس وفحوى الهتاف الذي رددته وراء المسيرة وكان ينصب على ''مبارك''، فلم تلبث عودتهم حتى أبصرا انتشار العساكر ومتظاهرين إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وقتها قالت ''إحنا نقفل بابنا لا لنا دعوة لا بده ولا ده''.

تفخر السيدة الأربعينية بنزولها ميدان التحرير العام التالي في الذكرى الأولى للثورة، فهو المكان الذي رأت مناسبته لذكرى تعتز بها حيث قال ابنها ''يا ماما هتعملي لي إيه السنة دي''، فأجابت على الفور ''نروح التحرير نحتفل شوية ونرجع''؛ الطريف أن ابنها الذي يعرفها الجميع باسم ''أم أحمد'' ولد في ذلك اليوم 25 يناير قبل 10 أعوام 2001، لذا يمثل لها اليوم عيدان؛ ميلاد فلذة كبدها ومشاركتها فى الثورة رغم أنها لا تعرف من السياسة الكثير ''احنا ناس غلابة، أنا مكنتش أعرف ده مين ولا ده مين'' ليس خوفًا فقط لكن لأن ''هو حد كان يقدر يتكلم فيها أيام حسني، ده إحنا كنا بنوطي صوتنا عشان محدش يسمعنا''.

''مش عايزه افتكرها.. كنت أقعد شوية وأعيط شوية'' قالتها ابنة الشرقية التي وفدت مع زوجها للعمل بالمدرسة منذ 15 عامًا، عن الـ48 يوم اعتصام أنصار جماعة الإخوان المسلمين داخل المدرسة، غير أن أصعبها على النفس يوم فص الاعتصام.

تتذكر قلقها الساعة الثانية صباح يوم 14 أغسطس مع قيام المعتصمين بتكسير الأرصفة إلى حجارة صغيرة وتجميع زجاج وشوم ومع السادسة صباحًا ''هاجوا جامد'' لدرجة دفعتها لرجاء زوجها ''يلا نقفل الأوضة ونمشى من هنا'' ؛ كانت ''أم أحمد'' أرسلت أبنائها إلى الشرقية منذ بدء الاعتصام خوفًا عليهم بينما ظلت وزوجها ''عشان أكل عيشنا والمدرسة عهدتنا''.

لم يلبث أن خرجا لأول الشارع بعد إلحاح على المعتصمين الذين أبوا بالبداية وقالوا لهم''إحنا خايفين عليكم''، حتى وجدا المدرعات تتقدم، فانطلقا إلى ''ناس قرايبنا هنا في شارع التوفيق'' حتى المساء ليعودا فلم يبصرا سوا خراب يجهلون المتسبب فيه حتى الآن ''مش عارفين هل اللي جوه كان بيضرب، هل اللي بره كان بيضرب، الكل كان بيضرب في بعضه إحنا شوفنا التليفزيون زي ما أي حد شاف''.

فكر ''علي'' الزوج بالرحيل بعد الأحداث لكن ''أم أحمد'' هي مَن رفضت، فكانت النتيجة 6 غرز لحقت بعينيها اليمنى، لم تخل أن الزوج هو ما تسبب في ذلك، فكيف لها أن تترك مكان العمل الذي يدر عليهم 500 جنية والحجرة التي تأويهم بعد تلك الأعوام وهي مَن تستمع لكلمات أباء يقفون على باب المدرسة يعيدون أبنائهم إليها مرة أخرى لأنهم لم يعتادوا الابتعاد ''الحمد لله أنه طلع همه فيا أنا''.

''كنت حاطة إيدي على عيني دي وبشوف بالتانية'' قالت ''أم أحمد'' عن اليوم الأول لعودة الدراسة وحضور قادة من الجيش ووزير التربية والتعليم، فترميم المدرسة والأمر برمته أعاد لها الحياة، ولا فارق بالنسبة لها لأي مدى تمثل المدرسة من أهمية غير تعليم الأطفال التي تخرج وربما تعود إليها مع الاستفتاء كحال الشاب الذي وقف يتساءل عن وجود لجان بالمدرسة فأجابه الزوجان بالإيجاب فقال مازحًا ''يعني الواحد خرج منها يرجع لها تاني''.

الجدة الأربعينية لم يبرح يدها علم صغير لمصر أعطاه لها أحد المارة، حتى أثناء مساعدتها لزوجها في حمل القمامة، تتركه لحفيدها ذو الأعوام الأربعة عندما يأتي من ''البلد''.

تعود الزوجة لغلق الباب الحديدي بعد مناداة ''علي'' عبر شق صغير فتحه من الباب، فكانت المرة الثانية التي يدعوها للدخول، فهو قليل الحديث، كما يخشى أن يوجه أحد الضباط الكلام إليهما، بينما كل دعواها أن ينصلح حال البلاد ويمر يومي الاستفتاء على خير، لا يهمها من يتولى الحكم ''أنا مع ربنا ومع اللي يصلح البلد إن شاء الله يجيبهولنا من اسرائيل، من أمريكا يشوفوا أبعد بلد فين المهم إنه يصلح مصر عشان نعيش في آمان''، وأما الاستفتاء فإذا لم تكن تعلم أنه يحق لها التوصيت بمكان غير مولدها ''هنسأل عشان مانعملش حاجة تغضب الله''.

دلوقتي تقدر تعرف لجنتك الانتخابية من خلال مصراوي ...اضغطهنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان