لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عزيزي المواطن.. برجاء الحصول على ''تُهمتك المُعلبة'' عقب التصويت

08:10 م الإثنين 13 يناير 2014

عزيزي المواطن.. برجاء الحصول على ''تُهمتك المُعلبة

كتبت- إشراق أحمد:

"أخبرني برأيك.. أعطيك اتهامًا".. حالة تشتد وطأتها وتظهر جلية مع طرح مواد الدستور لاستفتاء الشعب؛ شد، جذب، اختلاف غلب عليه خلاف ومن ثم اتهام.

ألفاظ وصفات "جاهزة" لاحقت معارضي الوثيقة الدستورية لعام 2012 و2013، أو متخذي موقف "لا"؛ اختلفت بطبيعة المرحلة من دستور تم وضعه في عهد الرئيس السابق محمد مرسي إلى تعديلات عليه وُضعت في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، وإن ظلت "خانة" التأييد أو" نعم" والمقاطعة بالاتهامات ذاتها، فمَن يتبني نعم "عبد سلطة، مُنساق، مخطوف ذهنيًا" والآخر "سلبي، مفرط بحق الوطن، عميل"، في الوقت الذى انتقلت "لا" بين شقى رحى على اختلاف الحاكم من "الجنة والنار" والوصف بـ"عدو الدين، علماني، آثم" ولاحقا "خائن، عميل، إخواني، داعم للإرهاب".

"استمرار لحالة الفتك بالخصوم" هكذا وصف يسري الغرباوي الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، موجة الاتهام التي ظهرت مع دستور 2012، واستمرت مع تعديلاته في 2013، معتبرًا الأمر "نتيجة طبيعية" لحدوث تبدل في المواقف ولأن كل طرف يرى في نفسه الأفضل على الإطلاق، لذلك يحاول التسويق للوثيقة الدستورية بأي شكل تحت دعوة خارطة الطريق وأن العالم بأكمله ينظر إلينا أو أنه دستور يحقق استقرار البلاد، أو أنه أفضل ما جاء.

كلما همَ باستقلال المواصلات، ميكروباص كان أو مترو الانفاق، وفُتِح باب الحديث إلا وضربت مسامعه تلك الكلمات "يا عم أنت إخوان ولا إيه.. أنت عايز تخرب البلد..."، هكذا يجد "ابو مسلم" نفسه فور تصريحه بأنه "مقاطع" للاستفتاء؛ حينها يلتزم الصمت، فالسياسية يومًا لم تكن من اهتمامات الرجل الأربعيني، ووجد أنه لا يعلم شيئًا عن التعديلات الدستورية ولا يستطيع تحديد رؤية، فقرر عدم الذهاب وكل أمله "أن ينصلح حال البلد" .

العراق، اليمن، تونس، نماذج وضعها "الغرباوي" كمثال شبيه لما يحدث بمصر، فالأولى شهدت حشد للاستفتاء على الدستور على مدار سنوات ثلاث 2004، 2005، 2006 واتهام المعارضين "بنوعية زي اللي عندنا نعم للجنة، والخيانة"، والثانية أثناء محاولة كتابة الدستور بعد عزل على عبد الله صالح، وأخيرًا تونس تسير مع خطى مصر بعد الانتهاء من كتابة الفصل الأول من الوثيقة الدستورية.

وأوضح "الغرباوي" أن هناك "لستة" اتهامات جاهزة طوال الوقت منها الخيانة، التمويل من الخارج وغيرها، مؤكدًا أنه في فترة حكم الرئيس السابق "محمد حسني مبارك" كانت موجودة لكنها لم تكن علنية، كحال التعديلات الدستورية في 2007.

واعتبر الخبير السياسي أن حالة عزوف المصريين عن المشاركة، مع رفض التيارات الصغيرة وقتها التي كان موقفها يظهر في وقفة أمام نقابة الصحفيين، سببًا في جعل حالة الاتهام تظهر على "استحياء" بتلك الفترة.

ويرى "الغرباوي" أن تأثير تلك الحالة ضعيف على عملية المشاركة، بدليل دستور 2012 الذي جاءت فيه نسبة المشاركة قليلة "للغاية" لم تصل إلى ثلث النسبة التي يحق لها التصويت، وكذلك فترة التصويت بالخارج على تعديلات 2013 حيث جاءت كتلة التصويت ضعيفة - حسبما قال.

حال " أبو مسلم" المقاطع كغيره ممن قرروا التصويت بـ" لا" على التعديلات الدستورية في نظر متبني التصويت بـ" نعم" من أجل الاستقرار وتنفيذ خريطة الطريق، والذين أيضًا يقبعون عند متبني وجهة النظر المعارضة والمقاطعة في قالب "أنت سيساوي، فلول، هتخون الدم، فاقد الإنسانية"؛ وهذا حال " إسراء" .

لاقت الفتاة العشرينية الكثير من المشادات أثناء المناقشات سواء العائلية رغم اتفاقهم على " نعم" لكن الخلاف حول سببها وإن لم يصل الأمر للاتهام؛ أو مستوى الأصدقاء الذي يغلب عليهم تبني موقف "رابعة" - حسبما قالت، حيث ذكرت اتهام صديقاتها لها بأنها "فلول، السيسي مسيطر على دماغكم.." وغيرها أثناء إحدى مناقشتهم حول التعديلات الدستورية على الرغم من رفضها لفكرة ترسيخ الفريق " السيسي" وكذلك ما يقوم به الإعلام من توجيه للتصويت بالموافقة.

"أحمد عبد الله" أستاذ الطب النفسي، أرجع الأمر لحالة الطوائف المتفرقة التي يعيش فيها المجتمع منذ وقت طويل، بدءًا من الانقسام الطبقي وحتى الكليات التي يتم تصنيفها على أنها قمة وغير ذلك، حيث تعيش كل طائفة "مع نفسها" مضمرة رؤية سلبية عن الآخرين، وذلك حتى ثورة 25 يناير وقتها حدث نوع من الاختلال" اتوحدنا في حلم وقلنا ممكن نتجمع حتى لو اختلفنا في الآراء".

" أنت مع مين وليس أنت مع أيه" قالها "عبد الله" موضحًا أن انعدام الوعي دائمًا ما يختزل الأمور التي يتطلب فيها مناقشة أفكار إلى الحديث عن أشخاص، فيتم الانشغال عن مناقشة الدستور وآليات تنفيذه بسؤال "أنت مع السيسي ولا لأ" كما يحدث أو"أنت مع الإخوان ولا لأ " كما كان في دستور 2012، وكذلك استفتاء 19 مارس 2011 حسبما ذكر.

ويرى أستاذ الطب النفسي أنه غالبًا ما يتخذ الشخص موقف عدائي تجاه مَن يحاول تبني موقف مركب لا ينتمي لهذا ولا ذاك أو مخالف للآراء الظاهرة والتي يبدو عليها اجماع، حيث يجد في ذلك تحدى " يضرب في الأنا بتاعته".

دلوقتي تقدر تعرف لجنتك الانتخابية من خلال مصراوي ...اضغطهنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان