مواطنون يعلنون ''الحظر'': ''متكلمنيش في السياسة عشان أنا مصدع''

كتبت - يسرا سلامة:

''اتكلموا.. اتكلموا.. اتكلموا.. محلا الكلام ، ما ألزمه وما أعظمه'' .. رباعية للشاعر صلاح جاهين طبقها المصريون بحزم بعد ثورة 25 يناير وحتى الآن؛ فالجميع الآن يتحدث في السياسة بكل مكان، داخل المنازل وفي المواصلات وفي الطرقات وحتى على المقاهي، لكن الأمر مختلف في عيادة الطبيب''أحمد فهمي''.

فمنذ بضعة أيام، علق الطبيب ''لافتة'' في قاعة انتظار المرضى، موجهًا رسالة لكل زواره من المرضى ''إن الله إذا أحب قومًا منحهم العمل، أما إذا أراد بهم سوءً منحهم الجدل''.. ومن هذا المنطق طلب الطبيب مرضاه بعدم التحدث في السياسة، لعدم إثارة الفتن، ويعوض عن ذلك بالدعاء بالخير لمصرنا الحبيبة.

الدعوة التي طلبها طبيب الأسنان في عيادته لم تكن من فراغ؛ فـ''محمد'' العامل لدى الطبيب يقول: ''واجهنا مشكلات كتير في العيادة بسبب أحاديث السياسة، والأمر كان بيوصل في بعض الأحيان إلى خناقات كبيرة لا تنفض بسهولة، عشان كده علقنا الورقة دي منعًا لأي مشكلات''.

''سيد'' أحد المرضى المنتظرين بالعيادة يقول:''كده أحسن للصالح العام ولينا''، وقالت ''صابرين'':''كده أفضل لو هيوصل الأمر لخناقة، لإن كل واحد عارف رأيه ومقتنع بيه، وعمره ما هيغير رأي حد تاني''.

الأمر لم يكن فقط في عيادة الأسنان، لكنه وصل إلى سائق التاكسي الذى علق لافتة داخل سياراته''متكلمنيش في السياسة عشان أنا مصدع وشكرًا''، الصورة التي تداولها مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك''، وعلق عليها ''دسوقى عادل'' :''ده سواق تاكسى بيفهم''، وقال ''محمد ناصر'':''أحسن حاجة ما تتكلميش في السياسة دلوقتى عشان ممكن تخسر الناس''.