بالصور- فنان يروي كيف استخدم متظاهرو ''تقسيم'' حجارة مصرية للدفاع عن أنفسهم
بقلم - محمد علاء:
وقت اندلاع أول مظاهرة في ميدان '' تقسيم'' التركي، وصلت تركيا للمشاركة بأعمالي الفنية ضمن فاعليات ''ترينالي اسطنبول'' الدولي.
في صبيحة يوم التاسع والعشرين من شهر مايو الماضي، بدأت في هدم الجدار بقاعة العرض المطلّة على ميدان ''تقسيم'' في قلب مدينة اسطنبول، مباشرة فتستطيع أن ترى العمل الفني '' التجهيز- الفعل '' من الخارج.
بعد الهدم دارت حوارات قصيره بيني و بين مدير القاعة والعاملين فيها، بعضهم مستائين من آثار الهدم وكسر الطوب الناتج عن الهدم، فقال لي ذلك الرجل إنّه يُريد أن يقوم بكنس القاعة كي تكون نظيفة عند الافتتاح، وكان ردّي إنّها القطع الأهم في في العمل، وبدونها لن تتحقق فكرة المشروع، ولن يكون الهدم فعل.
بعد الانتهاء من فِعل الهدم، توجهت خارجه، وعند خروجي من الباب أصبحت في الميدان مباشرة، ومنه إلى داخل شارع ''استقلال'' الشارع الرئيسي المتفرّع من ميدان ''تقسيم''، كانت عربات الشرطة وأفرادها منتشرين أمام المتاجر والبنك وعشرات من المتظاهرين رافعين لافتات منددة باقتلاع الأشجار من ميدان تقسيم.
وقت افتتاح المعرض
ذلك الرجل ذو البدلة الجديدة البيروقراطية، يتبعهُ مصوّر الفيديو أمام الجدار المهدوم، يكاد يسقط عندما خطى على طوبة مكسورة من الجدار، وأنا اقف في الخلف متّخذاً زاويه ''جشطالطيه'' كي أرى ردود أفعال الجمهور وتأثيره.
بعد اختفاء رائحة البيروقراطيّة من المكان، دارت مناقشات بيني وبين بعض زوار المعرض عن فكرة الهدم، واهتمامي بالهدم فالهدم فعل يجب علينا جميعاً أن نقوم به فإذا أردت ان تبني فلابد من الهدم أولاً واذا فسد البناء فأتي بمطرقه وفكره ولا تتردد في الهدم فالهدم فعل .
''عملك الفني أصبح ذو معنى لنا''
بمجرد وصولي لمطار القاهرة، خرج في اليوم ثاني مظاهرة لميدان تقسيم، وصلتني بعض الرسائل من متظاهرين وفنانين من تركيا'' now your work more meaningful for us ''
دخل المتظاهرون قاعة العرض، واستخدموا الطوب المكسور في الدفاع عن نفسهم ضد عنف الشرطة.
ممارساتي الفنيّة الهدميّة تأتي نتيجة البحث والتجريب وخلق ''بلاتفورم'' ذاتي من خلاله ينتج العمل - الفعل وليس عن النظرية والتطبيق، ولكن ما حدث هنا اثبت أن '' الفن أداه تحريضيّة للدفاع وللحريّة''
فالمصادفة الأولى، عندما قررت الهدم داخل قاعة العرض بميدان ''تقسيم''، واليوم التالي بدأ المتظاهرون في الهدم، واليوم الذي تلاه دخل المتظاهرون القاعة ليستخدموا نتيجة الهدم في الدفاع والهدم!
للتواصل مع الكاتب ..
فيديو قد يعجبك: