إعلان

''جيفارا''.. عَشق ''الثورة'' وتحدى ''السل'' وهزمته ''الخيانة''

04:16 م الجمعة 14 يونيو 2013

كتبت - نوريهان سيف الدين:

ترك الطب ليعالج العالم من الظلم والاستعمار، بلحيته المميزة، وبدلته العسكرية الخضراء، صار رمزًا للمتمردين على القيود لأجيال قادمة، هو ''آرنستو جيفارا'' الثوري الكوبي، الطبيب والكاتب والزعيم والقائد العسكري ورئيس الدولة والشخصية الرئيسية في ''الثورة الكوبية''، كل ''هذا'' صار ملهمًا لشعوب ضد وطأة الطغاة منذ إعدامه وإلى أن يشاء الزمان.

''جيفارا'' ذو الأصول الايرلندية المولود في 14 يونيو 1928، درس الطب في الأرجنتين، وتخرج عام 1953، وجاب أنحاء ''أمريكا اللاتينية'' برفقة صديق له على متن ''دراجة بخارية'' في مغامرة شكلت بداخله تجربة ''ظلم وفقر'' تعانيه تلك الشعوب نتيجة ''سيطرة الاحتكار''، و''إمبريالية'' لا تأخذ بالاعتبار سوى مصلحة ''صاحب رأس المال''، وآمن أن ''الثورة العمالية'' هي الحل.

كتب ''جيفارا'' مذكرات عن مشاهداته خلال تلك الرحلة، وهي التي طبعت بعنوان ''يوميات دراجة نارية'' وبيعت لتحقق أعلى مبيعات وتحول لفيلم بمطلع الألفية، وخلال تلك الرحلة أيضًا شاهد كيف يكون الفقر والجوع والمرض ''ثالوث مرعب'' لدى شعوب ''اللاتينية''، وكيف لأسرة ألا تستطيع علاج طفلها لأنها لا تجد ثمن العلاج حتى يختطفه الموت أمامهم.

عقب تخرجه، انطلق لدول شمال أمريكا الجنوبية، ورأى أن ''الرأسمالية'' ما هي إلا ''أخطبوط''، وأقسم على ''قبر الزعيم ستالين'' أنه لن يهدأ حتى يقضي على ذلك ''الأخطبوط''، وسعى ''جيفارا'' للتواصل مع الجماعات الثورية والحركات العمالية المسلحة في تلك البلدان الساعية ''للانقلاب'' على الحكومات الإمبريالية.

تعرف ''جيفارا'' على ''الأخوين ''راؤول وفيدل كاسترو'' في المكسيك، وتشكلت حركة ''26 يوليو'' للإطاحة بالديكتاتور ''بانيستا'' ببلدهم ''كوبا''، وشاركوا في التدريبات العسكرية لأعضاء تلك الجماعة استعدادًا ''لحرب عصابات'' محتملة، وخططوا للهجوم على ''كوبا'' عبر المكسيك مستخدمين ''زورق'' بحري قديم فوقه ''82'' متمرد.

قامت قوات ''بانيستا'' بضرب ''رفاق جيفارا''، ولجأ لتصنيع ''القنابل اليدوية'' بجانب ''أفران الخبز'' و''تعليم الفلاحين القراءة والكتابة'' وإنشاء العيادات و الورش، واهتم طوال فترة ثورته ''بالعدالة الاجتماعية''، وحصل ''جيفارا'' على منصب رئيس البنك الوطني''، بجانب كونه وزيرًا للصناعة يعمل بيديه بين عمال المصانع.

وفي عام 1964، سافر ''جيفارا'' لإلقاء كلمة في ''الأمم المتحدة'' على رأس الوفد الكوبي، وتعرض لمحاولات اغتيال هناك، ولكنه ينجوا منها ليقوم بجولة تستمر ثلاثة أشهر يزور فيها ''الصين ومصر والجزائر ودول أفريقية''.

اختفى الـ''شي جيفارا'' في ظروف غامضة ويشاع قتله، وبعد فراره لأفريقيا للمشاركة في تحرير ''الكونغو''، تساعد الاستخبارات الأمريكية في القبض عليه في بوليفيا في 7 أكتوبر، وبعد تحقيقات سريعة يتم تنفيذ حكم الإعدام ''رميا بالرصاص في صدره'' في الساحة العامة يوم التاسع من أكتوبر .

يبقى ''جيفارا'' أيقونة الثوار حول العالم؛ ''شي جيفارا''؛ الثائر الذي لم ينتصر عليه ''السل'' ولكن هزمته الخيانة بعد سنوات من وفاته؛ يرثيه ''الشيخ إمام'' المطرب المصري الثائر و يقول: ''جيفارا مات .. أخر خبر في الراديوهات وفي الكنايس والجوامع، وفي الحواري والشوارع، وع القهاوي وع البارات .. جيفارا مات''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان