''فداء الضيا'' و''محمد الدرة''.. تعددت أسباب العدوان و''الجنة هي المأوى'' (فيديو)
كتبت - دعاء الفولي:
كان يحتمي بأبيه من طلقات النيران والقذائف العمياء، التي لم يفرق مطلقوها بين الكبير والصغير، كان والده رافعا يديه الاثنتين محاولا توصيل الرسالة للمعتدي بأن معه طفل صغير، يحلم أن يكبر ليكون طبيبا أو مهندسا أو حتى مثل والده، لكن لم تفلح استغاثات الأب في أن تمنع عنه زخات الرصاص، حتى قُتل الابن بإحدى هذه الرصاصات وأصيب الأب.
هذه السطور تحكي القصة التي كان بطلها الطفل ''محمد الدرة'' الذي استشهد برصاص الاحتلال الصهيوني عام 2000، وأصيب والده '' جمال الدرة'' على إثر محاولته بكل ما أوتي من قوة أن يمنع عن ابنه الموت، لكن محاولاته باءت بالفشل، وبعد 12 عام من قصة ''الدرة''، تكررت نفس المشاهد، مع اختلاف المكان والأبطال.
أما المكان هذه المرة فهو في بلدة ''نوى'' بمدينة درعا السورية، والأب المكلوم هو ''محمد الضياء'' وأما الولد الصغير فهو ''فداء''؛ حيث أطلقت قوات الأمن السورية النار على مظاهرة خرجت في درعا السورية لتشييع جثمان أحد الشهداء، لتتحول أرض المظاهرة فجأة إلى مكان مليء بالدماء والجثث.
وعلى الرغم من أن الأب ''محمد الضيا'' حاول الإشارة أيضا إلى قوات الأمن لتوصيل الرسالة بأن ابنه معه، لكن الواضح أن ذلك لم يجدي نفعا، لتتكرر مأساة ''الدرة'' مرة أخرى، فيُصاب الأب ويترك ابنه ميتا على الطريق لا يستطيع مساعدته أو إنقاذه، ولعل هذا ما جعل المذيعة في قناة ''سوريا'' لا تتمالك نفسها من البكاء، ليتم قطع البث الحي للنشرة الإخبارية.
فيديو قد يعجبك: