افتتاح الدورة الثانية لبرلمان الوافدين بالأزهر
كتب - محمد طه:
أكد شيخ الأزهر الشريف، د. أحمد الطيب، على أهمية وعظم المسئولية المُلقاة على عاتق الطلاب الوافدين والدارسين في الأزهر الشريف؛ من أجل توصيل رسالة الوسطية وسماحة الإسلام إلى شعوبهم، مطالبًا بضرورة دعم برلمان الوافدين؛ حتى يؤدي رسالته المنوط بها.
وجاء في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لبرلمان الوافدين بجامعة الأزهر، اليوم، ألقاها نيابة عنه د. محمد جميعه: ''منذ أنْ أشرقت شمس الإسلام على الوجود قبل أربعة عشر قرنًا أصبح المسجد الحرام بيت الله العتيق، القبلة التي تهوى إليها أفئدة المسلمين في الشعائر والعبادات، ومنذ ما يزيد على ألف عام أصبح الأزهر الشريف مَنارة العالم الإسلامي، وقبلة العقل المسلم التي حافظت على الشريعة وعلومها وآدابها، ونمت الهوية الحضارية للأمَّة''.
وأضاف: ''إن الأزهر الشريف يهرع إليه طلاب العلم من مختلف دِيار الإسلام على اختلاف قومياتهم، وتكفي شهادة العلامة، أبو الكلام أزاد، كنموذجٍ أزهري؛ تعلَّم اللغة الأوردية، وتضلَّع في اللغة الإنجليزية، والفارسية، والتركية، وانتقل إلى القاهرة للدِّراسة بالأزهر، وتوسَّع في العلوم الشرعية، واتَّصل بكبار العلماء حتى أصبح أوَّل وزير للمعارف والتربية والتعليم في الهند بعد استقلالها، حيث قال: ''إذا كان للمسلمين قبلة يتَّجهون إليها في صلواتهم كل يوم خمس مرَّات - وهي الكعبة - فإنَّ للعلماء قبلةً أخرى يتَّجهون إليها في كل وقت لطلب العلم، وهو الأزهر الشريف''.
وأوضح جميعه أن الأزهر حيث هو كعبة العلم في العالم الإسلامي على الإطلاق قد جاءت إليه الوفود والدارسون من جنسيات وأعراق مختلفة وثقافات مُتباينة، ولا تكاد تجد بقعةً في الأرض إلا وقد نزل فيها شعاع من أشعة الأزهر، وأكد أن هؤلاء الوافدون هم الضمان الحقيقي لنشر منهج الأزهر الوسطي المعتدل في العالم الاسلامي وغيره.
وقد حضر الافتتاح د. أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، والشيخ عبدالعزيز داود، وكيل قطاع المعاهد الأزهرية، وسيد جهلان، المشرف العام على مدن البعوث الاسلامية ومندوب وكيل الأزهر، وإسماعيل أبو الهيثم، مدير إدارة الوافدين بالرابطة، وعدد من المسؤولين في الأزهر ، و رؤساء الاتحادات، وأعضاء البرلمان.
وفي كلمته تقدم رئيس البرلمان الطالب المغربي، عبدالله أوبيلا، بالشكر للرابطة العالمية لخريجي الأزهر برئاسة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، مؤكدًا أنه لولا مساندة الرابطة لهذا الكيان البرلماني الوليد ما رأى النور وما استمر طوال مرحلته الأولى، كما وجه شكره لجميع القيادات في الأزهر ولجميع أعضاء البرلمان الذين وضعوا ثقتهم فيه، وانتخبوه لهذا المنصب.
وقال أوبيلا : ''ترشحت لهذا المنصب ليس ثقة بقدراتي وخبراتي، ولكني ترشحت إيمانًا بالعمل الجماعي، كما أعدكم بأن أبذل قصارى جهدي لأكون عند حسن ظنكم ليرتقي مستوى تطلعاتكم، وطموحاتكم، وأعدكم بأني سأعمل جاهدًا لتذليل العقبات أمامكم، وسأعمل على رفع مشاكلكم، وتوصيل طلباتكم للمسؤولين، وكذا متابعتها، مع الآخذ بعين الاعتبار كل اقتراحاتكم، وآرائكم؛ لنعمل سويًا خلال هذا البرلمان على استصدار قوانين جديدة بالأزهر تخدم مصالح الطلاب''.
وأكد أوبيلا بصفته رئيس برلمان الوافدين، على أن البرلمان كيان طلابي ذو شخصية اعتبارية مستقلة تحت رعاية الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، وهو المؤسس يوم 9/5/2011، بالتنسيق مع عدد من رؤساء الاتحادات الطلابية الإفريقية، وأنه يعمل لصالح الطلبة الوافدين فيما يتعلق بالدراسة والرعاية الاجتماعية، وأيضًا يعد منبرًا للتعبير عن الرأي، وقناة لتوصيل المقترحات، والشكاوى للمسئولين، فضلًا عن كونه المتحدث الرسمي باسم الطلاب الوافدين الدارسين بالجامعة.
واقترح شيخ الأزهر، وعدد من المسؤولين بتعميم فكرة البرلمان ليكون برلمانًا للطلاب الوافدين عمومًا.
وقد تم ذلك خلال الجلسات الأولى له، وهو يعمل بنظام أساسي مكون من سبعة فصول ب 66 مادة، وقد وضع من قبل الرابطة، واللجنة الدائمة الماضية، وتمت الموافقة عليه من أعضاء الجمعية العمومية، ويعمل في إطار القوانين العامة واللوائح التي تنظم العمل بالأزهر الشريف.
وقد وجه رئيس البرلمان كلمة لأعضاء اللجان الفرعية والدائمة و الجمعية العمومية، قال فيها : ''اعلموا أن نجاح هذا البرلمان ومصداقيته مرهون بمدى ما تقدمونه من برامج وأنشطة ثقافية واجتماعية وترفيهية وغير ذلك، واحرصوا على أن تكونوا الصورة المثالية للبرلمان بالتفوق في الدراسة حتى تستحقوا تمثيل إخوانكم، وإلا فكيف لمن لايعتني بدراسته أن يعتني بغيره، فاعكسوا الصورة التي تليق بطالب الأزهر الشريف سواء في تعاملاتكم مع المسؤولين أو مع الطلاب.
وأكد أن الطلاب الوافدين بالأزهر كنز عظيم، وثروة كبيرة يجب الحفاظ عليها، فهم سفراء الأزهر ببلدانهم، وهم كذلك الرهان الأكبر لتحقيق عالمية الأزهر الشريف.
فيديو قد يعجبك: