لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عم محمود: ''المترو زي ابنى اللي ربيته على إيدى.. ولما كبر حاله باظ''

04:22 م الأحد 21 أكتوبر 2012

حوار - محمد مهدي:

''لو انتو مهنة البحث عن المتاعب.. احنا المتاعب ذات نفسها.. احنا بنلف فى ساقية مفقودة ''.. بتلك الكلمات الحزينة التى لا تخلو من نبرة ساخرة  كان ''عم محمود'' - سائق مترو الأنفاق - يصف طبيعة عمله؛ حيث التقينا به داخل كابينة القيادة، وخوضنا معه رحلة داخل أنفاق المترو لأكثر من ساعة هى مدة انطلاقنا من محطة الشهداء إلى حلوان ذهابا وإيابا لنتعرف على تفاصيل يومه من أسرار ومشاكل تقابله يوميا فى عمله .

يحكى ''عم محمود'' ذو الملامح السمراء والشارب الكثيف الذى تعدى العقد الخامس من عمره منذ سنتين، أنه عمل داخل جهاز المترو منذ 26 عاماً، قضى منهم 17 سنة كمساعد سائق ثم أصبح سائقا بعدها، يرى من خبرته فى العمل بداخل  المترو أن أمامه سنتين لا أكثر وسيصبح مثل ''شارع عبدالعزيز''، على حد وصفه، نتيجة للغياب الأمنى ومشاكل القطارات والنقص الشديد فى قطع الغيار.

لحظات هى الأصعب تظهر على ملامح الرجل عند وصولنا أي محطة؛ فعينيه تتحرك فى كل اتجاه مترقبة أي خطر قد يواجهه فى أى لحظة '' الغياب الأمنى داخل المحطات جعلها مباحة لأعمال البلطجة وانتشار الباعة الجائلين، التواجد الأمنى فى الماضى كان يطمئن السائقين، أما الأن فيعملون يوميا وسط شعور بالخوف من حدوث أي تعطل فى المترو مما سيجعلهم عرضه لأى مواقف عدائية من قبل الركاب'' .

ولم يخلو الأمر أثناء خروجنا من المحطة من سماع سباب من بعض الشباب، لنستمع إلى تنهيدة حارة من ''عم محمود''، شاكيا من الأزمات التى تواجه سائقين المترو من سلوكيات خاطئة يمارسها بعض المواطنين، من سوء تعامل مع عربات المترو، وكلمات ساخرة يتلقاها يوميا من الركاب، والأمر لا يخلو من بعض أعمال البلطجة؛ حيث يتحمل السائق المسئولية كاملة لأى عطل أو مكروه يحدث، ويتذكر أنه يوما ما كان بصحبة زوجته فى عربة مترو كمواطن، وإذا به يستمع لسباب أحدهم إلى سائق المترو، وكيف جعله ذلك يشعر بالإحراج أمام زوجته وفضل الصمت.

يرتشف عم محمود من زجاجة المياة التى لا تفارقه ويتعجب من تلك المحطات التى يتم تجديدها فى ظل وجود مشاكل فى عربات المترو، وخاصة أن بعض المحطات ظلت تحت التطوير لمدة سنوات ولم تكتمل حتى الآن .

وتحدث ''عم محمود'' بحزن عن المرتبات وأوضاع السائقين داخل جهاز المترو؛ حيث ذكر أن ما يتقاضاه السائقين مبالغ بسيطة مقارنة بالجهد المبذول، وأن جهاز المترو هو الوحيد الذى استمر عمله خلال ثورة يناير، لم يتوقف فيها لحظة واحدة، ورغم خطوة الوضع وتحملهم له، إلا أن المقابل كان عدم التقدير '' محدش فكر يكافئنا أو يقولنا كملة شكر حتى! '' .

وعن سؤاله حول وجود نية لتنظيم إضرابات للسائقين لتحسين أوضاعهم، قال وهو يحملق فى نفق إحدى المحطات '' طبعا لا مينفعش، الفكرة مرفوضة، لأن المترو يعتبر محور رئيسى للنقل فى البلد وتوقفه هيسبب شلل مرورى وتعطيل لمصالح المواطنين واحنا منرضاش بدا ''.

''تسمع عن روح القانون.. احنا بقى بنطبق هنا روح الشغل، بمعنى اننا ممكن نيجى على نفسنا عشان منعطلش مصر''.. هكذا أكمل ''عم محمود'' حديثه عن فكرة إضراب سائقى المترو لتحسين أوضاعهم .

يحلم ''عم محمود'' باليوم الذى يرى بعينيه مترو الأنفاق كما عهده من قبل؛ الأمن متواجد بقوة، سلوكيات المواطن راقية، وإدارة تهتم بصيانة القطارات وبأوضاع السائقين، بدلا من الوضع السيء الذى يعيشه '' أنا بحس أوقات إن المترو دا زى ابنى اللى ربيته على إيدى، ودلوقتى لما كبر حالة باظ وبقى عايز يطردنى أو يحطنى فى دار مسنين!'' .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان