إعلان

من هنا مرت ماجدلينا.. "مصراوي" يحقق في انتحار السائحة البولندية من مرسى علم

03:36 م الأربعاء 17 مايو 2017

شهادات من المطار والمستشفى وفندقين تكشف تفاصيل الـ5 أيام الأخيرة في حياة السائحة البولندية المنتحرة

تحقيق – مها صلاح الدين:

لم تمر 5 أيام على وصول السائحة البولندية "ماجدلينا زاك" إلى مدينة "مرسى علم" في 25 إبريل الماضي، تنقلت خلالها بين فندقين ومستشفى، حتى أقدمت على الانتحار بإلقاء نفسها من الدور الثاني للمستشفى في 30 إبريل، وسرعان ما تحول حادث "وفاتها" إلى لغز احتل العناوين الرئيسية للصحف البولندية والعالمية والمصرية هذه الأيام، وسط تناقضات عديدة في الروايات وصلت إلى حد الحديث عن "قتلها بعد اغتصابها جماعيا".

الغموض وتناقض الروايات حول وفاة "ماجدلينا"، دفعنا لاقتفاء أثرها وتتبع تحركاتها منذ وصولها إلى مرسى علم التي تبعد 750 كيلو مترا من القاهرة، وتجميع الشهادات من داخل المطار وفندقين ومستشفى تنقلت بينهم، في محاولة لرسم صورة أكثر وضوحا حول "لغز الـ5 أيام الأخيرة في حياة السائحة البولندية".

الوصول

في 25 إبريل، وصلت البولندية الشقراء "ماجدلينا" إلى مطار مرسى علم الدولي، على متن طائرة إنجليزية، يقول عامل بالمطار، في شهادته لـ"مصراوي": وصلت مخمورة وغير متزنة.

وبحسب موقع "ستورم فرونت" فإن "ماجدلينا" خططت لقضاء عطلة في الغردقة بأحد فنادق "مرسى علم" برفقة صديقها البولندي، إلا أن انتهاء صلاحية جواز سفره منعته من السفر، فقررت أن تسافر وحدها كي لا تخسر المبلغ المالي الذي دفعته.

وما أن وصلت السائحة لمرسى علم، حتى انتقلت مع باقي أفراد فوجها إلى فندق "ثري كورنر إيكونيكس بيتش ريزورت"، الذي يبعد حوالي 50 كيلو مترا عن المدينة، وبقت فيه 3 أيام.

الفندق الأول.. استنفار وتكتم

الفندق نفسه، كان المحطة الأولى لمحررة مصراوي، في رحلة تتبع خطوات "ماجدلينا".. إجراءات الاستقبال لم تخل من الترقب والقلق، فالفندق نادرا ما تسكن به فتاة مصرية محجبة، وعندما سألت عامل الحقائب، عن السائحة البولندية، ونحن في الطريقة للحجرة، قال: "آه هي كانت نازلة هنا، بس مقدرش أتكلم غير بإذن المدير"

لم يختلف الرد مع سؤالنا عاملين آخرين في الفندق، إلا أن الأسئلة لفتت نظر المدير العام، فريد جرجس، الذي حضر إلى البهو مسرعا وأصر على أن نترك الهاتف المحمول لدى موظف الاستقبال قبل أن نتحدث إليه، حتى لا يكون اللقاء مسجلاً، وهو ما حدث.

سرعان ما تصاعدت حدة الحوار، بمجرد أن سألته عما حدث في الفندق أثناء وجود "ماجدلينا"، ليرد منفعلا: "إنتي مالكيش الحق إنك تسأليني عن أي حاجة حصلت في الفندق، ومافيش أي حد من حقه يسألني غير النيابة العامة وشرطة السياحة"، قبل أن يهدد بنشر صورة لصحفية مصراوي في باحة الفندق، واتهامها التدخل في الحياة الشخصية لنزيلة.

ممرضة: "ماجدلينا" حاولت الانتحار 3 مرات.. والطبيب: كانت تصاب بالهياج إذا رأت شخصا أسمر

ومع احتدام النقاش، احتجز عنصر بشرطة السياحة، يرتدي زيا مدنيا، محررة "مصراوي" في باحة الفندق، حتى حضر مدير مباحث شرطة السياحة بمرسى علم، المقدم هاني منصور، والذي رافق مدير الفندق إلى مكتبه الخاص لمدة تجاوزت العشر دقائق، وبعدها أتى ليسألنا، عما إذا بدر من الفندق شيئا أزعجنا، وينهي الخلاف بشكل ودي.

أصر مدير المباحث على معرفة خط سير محررة مصراوي، بهدف تأمينها، على حد قوله، وأمر بإلغاء حجز سيارة أجرة "ليموزين" كانت استأجرتها للتنقل، لكونها وسيلة المواصلات الوحيدة داخل المدينة، بحجة أنه سيوفر سيارة أرخص بعد نصف ساعة، إلا أن ذلك لم يحدث، ما دفعنا لاستجار نفس السيارة مرة أخرى، والتي تأخرت لأكثر من نصف ساعة عن موعدها، وبعد الإقلاع أخد سائق السيارة في الاعتذار، مؤكدا أنه وصل قبل موعده بعشر دقائق، إلا أن مدير مباحث شرطة السياحة طلب منه التأخر عن الموعد، وعدم إخبارنا بذلك، مما دفعه للاستغراب.

لم تمنعنا نظرات الريبة والترقب، وانتشار رجال شرطة السياحة في الفندق منذ وصولنا، من رصد عدة ملاحظات، أثناء مكوثنا فيه لليلة كاملة، أولها عدم تواجد أي كاميرات مراقبة داخل أي مكان من الفندق الشاسع الذي يتكون من 4 مباني، بين الطابقين والثلاثة طوابق، وهو ما أكده مصدر أمني، بأن هذا الفندق واحد من ثلاثة فنادق فقط ليست بها كاميرات مراقبة، من ضمن 36 فندق على الشريط الساحلي بمدينة مرسى علم.

ناهيك عن تباعد المسافات الشاسعة بين المباني، والهدوء المخيف المخيم ليلا ونهارا على أرجاء الفندق، والتي لا يكسره سوى صوت أمواج البحر أحيانا، وحفيف الأشجار، وعشرات السائحين الأجانب المتمركزون دوما أمام الشاطئ والمسبح.

عامل: تصرفاتها كانت غير متزنة

وبعد ساعات من وصولنا، كسر أحد العاملين حاجز الصمت، وبرر لنا الوضع في الفندق بصوت منخفض، وكأنه يخبرنا سرا: "أصل الدنيا هنا مكهربة عالآخر بقالها كام يوم، حصلت هنا حادثة، وفي سائحة كانت نازلة هنا انتحرت".

"تصرفاتها غريبة وغير متزنة"، بهذه العبارة وصف العامل تصرفات "ماجدلينا" منذ نزولها في الفندق، الذي مكثت فيه 3 أيام، وتابع: لم يشاركها وحدتها سوى هاتفها النقال، حتى أثناء طوافها حول نافورة المياه ببهو الفندق لساعات مثل الأطفال، وجلوسها أمام غرف النزلاء في وضع السجود، ما أثار استيائهم، بما في ذلك الوفد البولندي، ما جعل إدارة الفندق تطالب بترحيلها.

موظف بالمطار: وصلت "مخمورة وغير متزنة" .. وتركض كلما شاهدت شخصا أسمر

"إلي هيتكلم هيتقطع عيشه"، هكذا طلب العامل عدم نشر اسمه، مشيرا إلى صدور تعليمات صريحة من إدارة الفندق بعدم التحدث في الأمر، خاصة بعد مغادرة جميع البولنديين الفندق، ووجود عشرات السائحين الألمان والفرنسيين، الذي لا يشكلون أكثر من 20% من الإشغالات.

لم ينكر العامل أو يؤكد تعرض "ماجدلينا" للمضايقات أو التحرش داخل أروقة الفندق، واكتفى بالقول: "إلى عايز حاجة بيعملها في الخفا"، وبعض العمال قد يفتحون أبواب الغرف على النزلاء، ويدعي أنه لم يقصد، على حد قوله.

الفندق لا تعمل به أوكرانيات

وعلى عكس الروايات الأجنبية، لم تجد محررة مصراوي أية عاملات أوكرانيات في الفندق، وكان نحو 70% من العاملين، من أصول صعيدية، وأبدى أحدهم تخوفه من غلق الفندق، قائلا: "الفندق كان هيتقفل ولسة لحد دلوقتي مش عارفين مصيرنا إيه".

كانت وسائل إعلام بولندية بينها موقع "ستورم فرونت"، قالت إن عاملات أوكرانيات في الفندق كن أول من رأين "ماجدلينا" ملقاه على الأرض، بعد تخديرها واغتصابها من قبل عامل بخدمة الغرف وآخر مصري أيضًا يعمل بشركة السياحة البولندية "رينبو تورز".

عامل: الفوج البولندي لم يهتم بها

"كانت تجلس عارية على المسبح، وفي حالة سكر مستمرة"، مشاهد لم ينساها العامل لـ"ماجدلينا"، مشيرا إلى أن الفوج البولندي المصاحب لها نفسه لم يهتم لأمرها حينما غادرت الفندق وانتقلت إلى المستشفى.

وأكد أن السائحة لم تحاول الانتحار داخل الفندق، إلا أنها كانت قد انتابتها حالة هياج عصبي، ما جعل مسؤول شركة رينبو للسياحة "محمود خيري"، يتصل بمدير الرعاية المركزة بمستشفى بورت غارب، في مساء 28 أبريل الماضي، ليرسل له سيارة إسعاف لنقلها إلى هناك للعلاج.

تصاب بالهياج إذا رأت "شخصا أسمر"

قبل نقل "ماجدلينا" للمستشفى، اتصل "خيري" بمدير الرعاية المركزة، الدكتور أحمد شوقي، ووصف له الحالة قائلا إنها "تعاني من تشنجات، وأفعال غير متزنة، وتفتعل المشكلات داخل الفندق".

عامل بالفندق: كانت "تسجد" أمام غرف النزلاء وتطوف حول النافورة.. ولم يشاركها وحدتها سوى هاتفها

بعد ساعة ونصف من تقديم البلاغ، إلى مستشفى "بورت غالب" التي لا تبعد أكثر من ثلث ساعة عن الفندق، وصلت المريضة داخل سيارة الإسعاف ولم يبد عليها أي نوبات صرع أو تشنجات، ولكنها رفضت النزول في البداية، وظلت تتحدث مع صديقها عبر الهاتف، حتى أقنعها "خيري"، بدخول المشفى، وفقا لقول شوقي.

يتذكر الطبيب الأربعيني، تحذيرات مسؤول شركة السياحة من تواجد أي شخص صاحب بشرة سمراء داخل المستشفى، قائلا: "إذا رأت شخصا أسمر تصاب بحالة هياج عصبي"، وهو ما دفع شوقي، لرفض حالة ماجدلينا في المرة الأولى، مصدرا تقريرا طبيا، حصل "مصراوي" على نسخة منه، يوصي بضرورة عرضها على طبيب نفسي.

222

وبالفعل، غادرت المريضة المشفى مع مسؤول شركة السياحة، والذي اتصل بالطبيب بعد ثلاث ساعات وفقا لقوله، ليسأله عن دواء يدعى "هالوبريدول"، وأكد أن طبيبها النفسي المختص بحالتها في بولندا، أوصى بتناوله، وأوضح لـ"مصراوي" قائلا: "ده عقار يؤخذ في حالات الهياج العصبي، وصرفته لهم من صيدلية المشفى".

بالفيديو| طبيب مستشفي بورت غالب يكشف تفاصيل جديدة عن الفتاة البولندية المنتحرة

طاقم طائرة رفض ركوبها

في صباح 29 إبريل الماضي، اصطحب مندوب الشركة البولندية "ماجدلينا" لمطار "مرسى علم" للمغادرة، إلا أنه وفقا لتحريات النيابة، رفض طاقم الطائرة إقلاعها بسبب حالتها العصبية غير المتزنة، تحسبا لخطورتها على نفسها وعلى الركاب.

وقال موظف بصالة استقبال الركاب بمطار مرسى علم الدولي، طلب عدم نشر اسمه، إنه شاهد "ماجدلينا" مرتين، مرة أثناء قدومها في حالة غير متزنة إلى مصر، بالإضافة إلى أنها كانت تركض مسرعة كلما شاهدت شخص صاحب بشرة سمراء قاتمة، مضيفا: المرة الثانية كانت أثناء محاولتها المغادرة، وكانت في حالة انهيار وتحتضن هاتفها النقال وتقبله.

وحاول مصراوي التواصل مع قيادات المطار، إلا أن أمن المطار استوقفنا لأكثر من ثلث ساعة، قبل أن يخرج إلينا مدير العلاقات العامة والإعلام، ويرفض التعليق على ما بحوزتنا من شهادات، مؤكدا أنه لديه تعليمات من النيابة بعدم الإدلاء بأي تصريحات صحفية سوى ما هو معلن عنه.

الفندق الثاني.. محطة لم تدم أكثر من نصف ساعة

اصطحب "خيري" الفتاة البولندية، نحو فندق "ريستا جراند"، القابع في خليج كورايا، المجاور لمطار مرسى علم الدولي، بعد رفض الفندق الأول عودتها إليه، إلا أنها أبت الدخول.

وسائل إعلام بولندية قالت إن عاملات أوكرانيات وجدن "ماجدلينا" ملقاه بعد اغتصابها.. والفندق لا تعمل به أوكرانيات

وقالت "نرمين" كبيرة موظفي استقبال الفندق: ظلت جالسة في السيارة في مدخل الفندق، تهز جسدها إلى الأمام والخلف، وكأنها تحاول كظم غيظها، في الوقت الذي كان "خيري" يحاول إقناع إدارة الفندق باستقبالها.

شهادة نرمين، لم تختلف عما قاله مدير عام الفندق، أحمد كمال، الذي أدلى بتصريح مقتضب: "مدخلتش.. جت.. رفضنا نستقبلها.. مشيت"، وبرر "كمال" رفض استقبالها في الفندق، بأنهم لم يكونوا على استعداد لتحمل مسؤوليتها.

ولم تمر نصف ساعة، حتى وقعت "ماجدولينا" مغشيا عليها، بسبب عدم تناولها الطعام لمدة 3 أيام، وتناولها الخمور والمواد المخدرة بشكل دائم.

العودة للمستشفى

في السادسة من مساء اليوم نفسه، اتصل استقبال مستشفى بورت غارب بمدير الرعاية المركزة أحمد شوقي لإخباره، بحضور المريضة البولندية مرة أخرى، برفقة "خيري"، وشخص آخر طويل القامة، في سيارة خاصة بالشركة، ومعهم سائق، واستطاعوا إنزالها إلى المستشفى برفقة كرسي متحرك وهي نائمة، حسبما ظهر في كاميرات المراقبة في المستشفى.

نجح طبيبا الحراجة والطوارئ المناوبان في إفاقتها، وسألاها عما إذا كانت تعرضت لأذى أو تحتاج لمساعدة، وفقا لشوقي، إلا أنها لم تستجب لكونها كانت تحت تأثير الخمر.

حاول شوقي التملص من استقبالها مرة أخرى، وفقا لقوله، بحجة أن المستشفى غير مؤمنة التأمين اللازم لمثل هذه الحالات، إلا أن مسؤول شركة السياحة ومدير المباحث هاني منصور استمرا في استجدائه، مؤكدين أنها في حاجة إلى رعاية طبية بسبب ضغطها المنخفض، وأن نقلها إلى أي فندق آخر غير متاح الآن.

عامل الفندق : الفوج البولندي انزعج من تصرفاتها ولم يهتم لأمرها حتى عندما نقلت للمستشفى .. وطبيبها  النفسي البولندي نصح بإعطائها عقار "هالوبريدول"

وحينما سألنا شوقي عن سبب عدم ترحيلها لمستشفى مؤهلة بالقاهرة، أو حتى إبلاغ السفارة، قال إن السفارة المسؤولة عن مثل ذلك الأمور، وإنه غير منوط بإبلاغها، كما أنه لابد من توافر طاقم طبي مؤهل للتعامل مع المرضى النفسيين ليرافقها، نظرا لخطورة الموقف، وهو ما لم تستطع شركة السياحة توفيره.

توصلنا مع السفارة البولندية، عبر الهاتف للحصول على مبرر لعدم نقلها إلى القاهرة لكننا لم نتلقى رد، ما دفعنا للتواصل مع مسؤول شركة السياحة محمود خيري، الذى رفض التعليق.

وفي النهاية، قبل "شوقي" بقاءها في المستشفى بعدما وعده مسئول شركة السياحة بإخطار أحد ذويها لاستلامها في السابعة من صباح اليوم التالي، إضافة لبقائه برفقتها هو ومن معه ليساعدوها.

وفي تصريحاته لنا، كشف الطبيب أنه عرف مؤخرا، أنها كانت تتناول جرعات مخدر تدعى "الفلاكة"، غير موجودة سوى بدول أوروبا وأمريكا، وهو ما يجعل المتعاطي في حالة هياج العصبي وفاقدا للوعي.

 بالفيديو: دكتور شوقي: «الفتاه البولنديه المنتحرة كانت تحت تأثير الكحول ومادة مخدرة قبل الانتحار»

6 محاولات انتحار في المستشفى

في تمام الساعة الثانية عشرة إلا عشر دقائق من اليوم نفسه، فزع الطبيب لسماعه صوت ضجيج، ما دفعه للهرولة نحول الدور الأول، ليجد المريضة في حالة هياج عصبي، تحاول الركض نحو شبابيك ممرات المستشفى، وتعقد أحبال الستائر حول رقبتها، كما هو مثبت في كاميرات المراقبة بالمستشفى.

"فاتن" ممرضة بالمستشفى كانت مكلفة بمرافقة "ماجدلينا"، أخذتنا إلى ممر في الطابق الأول، ومثلت لنا الواقعة، وقالت: كنا نحاول نقل ماجدلينا من قسم الطوارئ، للقسم الداخلي، إلا أنها تمادت في المقاومة، وأمام أحد النافذات الزجاجية حاولت رفع الستارة، والقفز من النافذة، إلا أننا أمسكنا بها بصعوبة أخيرا، مع تماديها في الصراخ وتكسير كل ما يأتي أمامها.

وأضافت: المريضة حاولت القفز من النافذة، ولف أحبال الستائر حول عنقها 3 مرات متتالية، وقالت: كنا في طريقنا لوضعها بغرفة 304، إلا أننا تراجعنا عن ذلك، لأنها تحتوي على تراس كبير، فخفنا أن تقفز منه خارج أبواب المستشفى، ونقلناها إلى غرفة 307، في الطابق الثاني، التي شهدت 3 محاولات انتحار أخرى انتهت بنجاحها في القفز من النافذة.

تفاصيل اللحظات الأخيرة

رافقتنا "فاتن" بزي التمريض الأزرق، نحو الغرفة 307، التي وقع بها الحادث، الغرفة تحتوي على سريرين معدنيين أحدهما أمام الباب مباشرة، والثاني وهو الخاص بـ"ماجدلينا" بجوار النافذة.

وقالت: حاولنا منعها من التحرك بربطها في السرير بشراشف وردية اللون، إلا أنها فكت الأربطة بقوتها المفرطة، وحاولت الانتحار مرتين أخريين، إلا أني تمكنت مع زميلي أحمد من منعها من الوصول لنافذة الغرفة، وأصيب زميلي بكسور في الوجه والرأس، بعد إمساك "ماجدلينا" برأسه وخبطها في أنبوبة أكسجين، فأعطيتها حقنة منومة أوصى بها طبيبها النفسي في بولندا.

اطمأنت فاتن قليلا لوضع "ماجدلينا" الهادئ، وما إن التفتت حتى استطاعت المريضة فك نفسها، وقفت على السرير ولوحت بحامل المحاليل في وجهها تهديدا منها بضربها، في الوقت الذي قام زميلها الممرض بالخروج من الغرفة، وغلق الباب خوفا من أن تهم بالخروج.

"ماجدلينا" أصيبت بنزيف داخلي حول الرئة وكسر بالضلوع والفقرات الجزعية وبالوجه.. وماتت داخل مستشفى البحر الأحمر

تراجعت "فاتن" إلى الخلف خوفا من أن تؤذيها، فتركت "ماجدلينا" الحامل، ووضعت قدمها اليسرى على "كومودينو" خشبي صغير يجاور السرير، وحاولت إزاحة الستار وفتح النافذة، فحاولت الممرضة سحب قدمها إلى الداخل، إلا أن الشقراء البولندية دفعتها بقدمها الثانية في صدرها، مما طرحها أرضا، وجرحت قدم "ماجدلينا" بعدما ارتطمت بالشباك، فترك دمها آثارا على الحائط حتى الآن.

حاولت فاتن جذب المريضة مرة أخرى إلى الداخل، فكررت ركلها لتعاود السقوط، وجرحت جسدها، وقطعت "ماجدلينا" جزء من أعلى أكمام بدلة التمريض التي ترتديها فاتن، قبل أن تقفز للخارج لترتطم بالأرض.

بالفيديو | ممرضة تشرح كيف انتحرت الفتاة البولندية المنتحرة بمستشفى بورت غالب

في هذه الأثناء، نزل "أحمد" إلى الطابق الأرضي بحثا عن مساعدة، قبل أن يسمع صراخ زميلته فعاد مسرعا، ليكتشف نجاح المريضة في القفز من الشباك، فهرولا إلى الطابق الأرضي.

انتحرت ماجدلينا في تمام الساعة الثالثة إلا الثلث من صباح 30 إبريل، ووقتها استيقظ الدكتور شوقي وهرع خارجا من استراحته الكائنة في الطابق الثالث، بعدما سمع صوت ضجيج يصاحبه ارتطام جسد على الأرض.

رافقتنا فاتن نحو موقع السقوط، حيث ممر ضيق خارج مبنى المستشفى، ممتلئ بالخردة المعدنية، ولا يوجد به أي آثار دماء، ما تفسره فاتن بعدم إصابتها ظاهريا سوى بجرح بسيط فوق حاجبيها، وخدوش تحت عينيها.

ومع خضوع "ماجدلينا" لأشعة مقطعية، تبين إصابتها بكسور في الضلوع والفقرات الجزعية، وكسر أسفل عينها اليمنى، إلا أن المشكلة الأكبر كانت في نزيف داخلي حول الرئة، ما استدعى إجراء جراحة عاجلة في الصدر، فتوجه مدير الرعاية المركزة برفقة فاتن نحو مستشفى البحر الأحمر في الخامسة صباحة، ووصلا خلال ثلاث ساعات، ليتسلم الدكتور محمد سامي، مدير مستشفى البحر الأحمر، مسئولية علاجها.

44

في الخامسة من مساء 30 إبريل 2017، اتصل الدكتور محمد سامي، مسؤول مستشفى الغردقة، ليطمئن الدكتور شوقي على الحالة، إلا أنه في السابعة مساءا من اليوم نفسه، حينما كانت الممرضة والدكتور شوقي يخضعون للتحقيق في نيابة القصير، أخطرهم المرشد السياحي محمود فوزي بوفاتها.

- خريطة رحلة السائحة البولندية المنتحرة إلى الانتحار في مرسى علم: 

السفارة البولندية.. لا ترد

حاولنا التواصل مع السفارة البولندية على مدار يومين إلا أننا لم نتلقى ردا، في أثناء بحثنا توصلنا لرقم خصصته السفارة لحالات الطوارئ وهو 01013333998، الممثلة في حدوث أي مكروه للرعايا البولنديين على الأراضي المصرية، وهو ما دفعنا لسؤال محمود خيري مسؤول شركة السياحة البولندية عما إذا كان قد تواصل مع السفارة عبر رقم الطوارىء، إلا أنه رفض الحديث إلينا، مبررا ذلك بأن شركة رينبو البولندية منعته منعا باتا من الحديث في القضية.

:ترتيب التقارير

222

33

44

 

55

 

111

 


إقرا أيضًا:

''مصراوي'' يقتفى أثر '' محمود خيري''.. والمرشد السياحي: الشركة البولندية منعتنى من التعليق

حوار| الممرضة فاتن تكشف كيف انتحرت السائحة البولندية من مسرح الحادث

8 معطيات تفك لغز انتحار السائحة البولندية في مصر

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان