حوار- ملك طواحين الهواء: نطمح لتوفير 60% من احتياجات الألمان في الطاقة.. ومصر ليست "طاردة" للعلماء
حوار- إشراق أحمد ودعاء الفولي:
في مكتب نائب رئيس معهد الهندسة الجيوتقنية، بجامعة هانوفر الألمانية، يواصل دكتور خالد عبد الرحمن عمله. 25 عاما مرت منذ اختار وجهة مسيرة علمية، قدم خلالها نحو 55 بحثًا في ميكانيكا التربة والأساسات نشر في دوريات علمية عالمية.
حقق أستاذ الهندسة نجاحات بالخارج، غير أن صداها لم يصل مصر إلا مؤخرا، قبل نحو عامين، مع عودة الحديث مرة أخرى عن الاستفادة من العلماء في الخارج.. حينها لمع نجم العالم المصري داخل بلده، بوصف "ملك طواحين الهواء"، وانسدلت التفاصيل تباعًا، عن مشاركة صاحب الدكتوراة، الأربعيني العمر، في المشروع الذي ساعد ألمانيا على توفير نحو 25% من الكهرباء عبر طاقة الرياح، فيما كان اسمًا جليًا بين نحو 27 عالمًا شاركوا في مؤتمر "مصر تستطيع" الذي انعقد 15 ديسمبر المنصرف.
مصراوي حاور "عبد الرحمن" هاتفيًا، تحدث عن طموح مشروع طواحين الهواء في توفير 60% من كهرباء ألمانيا، معربًا عن إمكانية إسقاط التجربة الألمانية على مصر. وأوضح العالم المصري أسباب مغادرة مصر في 2001 بعد عام من عودته، والآمال التي وضعها بعد ثورة يناير 2011.
حدثنا عن مشروع توليد الكهرباء بواسطة طواحين الهواء في ألمانيا؟
بدأ المشروع عام 2001، عندما وضعت الحكومة الألمانية خطة للاعتماد على مصادر طاقة مُتجددة، وكانت الأولوية لطاقة الرياح. فكرة المشروع قائمة على توليد الطاقة من طواحين الهواء، وذلك يحدث ببنائها على البرّ، وجرّبنا ذلك ولكن صوت الطواحين أصاب البعض بالضيق، فنقلناها إلى بحر الشمال، والبلطيق. وقد تعاونّا كمهندسين وباحثين، كلٌ يعمل على جزء مختلف من الطاحونة. وكان فريقي المسئول عن تصميم برج الطاحونة وكذلك القواعد والأساسات الخاصة بها بالإضافة إلى "ريش" الطاحونة، والمسؤولة بدورها عن توليد الكهرباء.
وكيف بدأت علاقتك بالمشروع؟
وُزعت الأدوار على الباحثين في المجال، وكانت لجامعة هانوفر السبق في أبحاث طواحين الهواء واستخراج الطاقة منها، وبحكم عملي وقتها كنائب لرئيس قسم الهندسة الجيوتقنية -ميكانيكا التربة والأساسات- فقد انضممت إلى فريق العمل.
وما التحديات التي واجهتكم خلال العمل؟
على المستوى التقني العملية ليست يسيرة. إذ تم بناء طواحين الهواء على بُعد 40 كيلو متر داخل البحر، وتم تصميمها كي تتحمل الأحمال الناشئة من أمواج البحر وكذلك الرياح الشديدة خلال فترة الشتاء.
لكن في المقابل "الألمان شُطّار أوي.. بيشوفوا اللي قبلهم عملوا إيه وبيستفيدوا من التجارب"، حيث سبقتهم هولندا والدنمارك وإنجلترا في نفس المجال، غير أن تلك الدول أنشات الطواحين في أعماق قليلة لا تتجاوز العشرة والعشرين مترًا. وكان التحدي الأكبر هو إنجاز طواحين عالية الجودة بأقل تكاليف اقتصادية.
وكيف تخطيتم ذلك التحدي؟
من خلال دعم الصناعة لنا "كانت واقفة ورا المشروع". ويجب التنويه إن علاقة الصناعة بالعلم في ألمانيا قوية جدًا، ومعظم المشاريع البحثية في جامعة "هانوفر" إما مُمولة من شركات عاملة في المجال، أو وزارة الطاقة، ومن تلك المشاريع يتم دفع رواتب المعيدين بالأقسام المختلفة .
ما الذي قدّمه المشروع لألمانيا خلال تلك السنوات؟
استطعنا تغطية 25% من احتياجات ألمانيا من الكهرباء. ونطمح لرفع تلك النسبة حتى 60%. والأهم أن ذلك المشروع شجّع عدد من الشركات المسئولة عن الطاقة، كي تُغامر في مجال الطاقة المتجددة.
ما إمكانية طرح مشروع "طواحين الهواء" في مصر؟
"ممكن يتطرح طبعا"، حيث شرعت الحكومة المصرية منذ فترة في وضع خطط لتجديد مصادر الطاقة، سواء طاقة الرياح أو الشمس. ولدينا الآن مزرعة لتوليد الكهرباء من خلال الطواحين في منطقة الزعفرانة، صحيح أن إنتاج الطاقة المتجددة في مصر مازال قليل، ولكنها خطوة على الطريق.
ومن جهة أخرى فالظروف في مصر مُهيئة للمشروع، لأن الصحراء واسعة ولا نحتاج لبناء الطواحين في البحر.
هل تم الاستعانة بك في مشروع "الزعفرانة"؟
للأسف لم يحدث. أنا بشكل دائم أحضر المؤتمرات العلمية داخل مصر، وأحرص على حضورها، وتقديم أوراق بحثية، وكنت أُتابع مشروع الزعفرانة من خلال زملائي في مصر، إلا أني لم أتلقَ اتصالا من أي جهة رسمية للمشاركة. ولكن أطمع أن يتغير الحال بعد مؤتمر "مصر تستطيع" الذي أُقيم في ديسمبر، إذ يجب أن يكون هناك تنسيق بين باحثي الخارج والدولة، وأن يتم وضع آلية لتطوير منظومة الطاقة المتجددة.
وما التحديات التي تواجه مشروع الطواحين حال تنفيذه في مصر؟
يجب التأكد أولا من وجود عمالة فنية ماهرة، تستطيع التعامل مع الطاحونة حال حدوث أي مشكلة تقنية، وينبغي وجود كوادر مؤهلة جيدا، وأذكر ان جامعة هانوفر قامت بإعداد دراسة تخصصية للحصول على درجة الماجستير في هندسة طاقة الرياح، ليساعدوا الحكومة الألمانية في مشروعها، والأمر الثاني هو حتمية التعاون بين عدة وزارات مصرية، مثل الكهرباء، المالية، ووزارة الدفاع.
هل وضعت الحكومة المصرية خطة للاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة؟هذا ما استشعرته خلال اجتماع حضرته منذ أسابيع مع وزير الكهرباء، الدكتور محمد شاكر، فالحكومة تطمح لتحويل 25% من الطاقة التقلدية إلى متجددة (طاقة شمسية+طاقة رياح).
في رأيك.. ما الذي ينقص مصر لتكون رائدة في المجالات العلمية؟
نحن نحتاج إلى الانضباط والتفاني. المنظومة الألمانية مثلا تقوم على عاملين رئيسيين؛ الالتزام والاجتهاد. فالأول هو ألا يتأخر أحد عن موعد عمله أو تسليم التكاليف المطلوبة "ولما بيحصل تأخير لأي سبب الألمان بيتوتروا جدا"، أما الاجتهاد فهو فعل الشيء بصورة أفضل وفي وقت أقل.
.. وما الأشياء الأخرى التي تميز منظومة العمل الألمانية؟
المنظومة الألمانية "كلها شغالة لغرض واحد"، كل شخص يعرف مكانه، وأي فرد يظن أنه "هو الكل في الكل" يتم تغيره فورا. وفي المقابل الألمان يُعطون الشخص فرصة واحدة، ولا مجال للاعتذارات. في بداية حياتي هُناك قرأت كتاب ألماني يتحدث عن المصريين، وقال الكاتب إن لدينا 3 كلمات أثيرات في مصر وهم "إن شاء الله، معلش، بكرة". يستطيع الألماني تفهم كلمة "إن شاء الله" في سياقها الصحيح، ولكنه لا يفهم الكلمتين الأخريين "يعني ليه الشغل يستنى لبكرة لما ممكن يخلص انهاردة، وليه نغلط عشان نرجع نقول معلش؟".
كيف جاءتك فرصة السفر إلى ألمانيا؟
كنت أعمل في أحد المكاتب الهندسية بوسط البلد، وذهبت إلى معهد جوته للسؤال عن مصاريف ومواعيد دورات اللغة الألمانية، فقررت التعلم من باب الفضول، وبالتوازي قرأت عن جامعة هانوفر، إذ أنها واحدة من أعرق الجامعات المتخصصة في العلوم والتكنولوجيا، ومع البحث كوّنت صورة شبه مكتملة عن المجتمع الألماني والتاريخ والأدب، وعندما أنهيت التجنيد الإجباري سعيتُ للحصول على منحة حتى تم قبولي في الجامعة "كانت المنحة كلها 905 مارك.. همّا حاسبينها على قد الأكل والمصروفات الشخصية.. لكن كنت مقرر أكمّل المنحة للنهاية".
وهل كان هدفك استكمال الدراسة أم إيجاد فرصة خارج مصر ؟
سافرت بغرض الماجستير "قلت هاخده في سنتين وست شهور وأرجع تاني مصر"، لكن بعد سنة وجدت أن ألمانيا هي التي أستطيع فيها إيجاد طريقي نحو الدكتوراه، وبدأت أتحول من مجرد طالب معه منحة ماجستير إلى طالب يبتغي تقنية عالية ومستوى علمي متميز. "وقلت برضه بعد الدكتوراه هرجع مصر" وبالفعل عدت في يناير عام 2000، بعدما ناقشت الدكتوراه في 3/10/1999.
وكم مكثت من الوقت خلال فترة العودة؟
بقيت لمدة عام مع زوجتي وأولادي إيمان وهدى، لكن أعترف أني "مستحملتش مصر أو مصبرتش عليها". كان عندي طموح "ولسه مشبعتش من العلم". أردت العمل على المزيد من الأبحاث وتطوير ذاتي فعودت إلى ألمانيا عام 2001.
وما الذي دفعك لمغادرة مصر مرة أخرى؟
الأسباب جزء منها شخصي والأخر عملي. الأول يتعلق بزوجتي "مكنتش متعودة أن يومي كله يبقى بره البيت"، إذ كنت صباحًا في الجامعة وبعد الظهر أعمل في مكتب هندسي وكان هذا أمر صعب، ولأن قناعاتي الشخصية ترتكز على عدم ظلم الزوجة والأولاد، فدفعني ذلك إلى تقليل فترات العمل "بقيت اشتغل يومين في الأسبوع بعد الضهر"، لكنه لم يكن مُرضي على عكس ألمانيا، العمل بها منتظم وثابت بشكل واضح خلال أيام الأسبوع (الاثنين حتى الجمعة من 8 صباحًا حتى 5 مساءً).
وماذا عن السبب المتعلق بالجانب العلمي؟
لم أجد إمكانيات في البحث العلمي هنا مثل التي في ألمانيا، وهذه الجزئية أخطأت فيها "لأن مينفعش أقارن بين مصر وألمانيا واحدة بواحدة".. المنظومة الألمانية قوية جدا، بها إمكانيات وأموال، بينما كان لدي في تلك الفترة طموح لعمل أبحاث واستثمار البحث العلمي الذي أجريته في الدكتوراه، لكن للأسف لم يكن الدعم كما تخيلته، وهو ما كان يعالجه زملائي بالشغل الخاص، لكني فضلت الأكاديمية لحبي للتدريس ونشر الأبحاث غير أن الوضع في مصر وقتها "مكنش بالنسبة لي واضح أو مُرضي لطموحي".
وهل ترى أن الوضع تغير؟
في زيارتي الأخيرة لمصر -منذ أسبوعين- حضرت المؤتمر الدولي للهندسة المدنية في جامعة الإسكندرية، وهُناك قابلت باحثين لديهم الهمّة للعمل "لكن بعضهم كان بيشتكي من عدم وجود أجهزة يعمل عليها لأبحاث ولا ميزانية كافية". وإلى الآن ليس لدينا اهتمام بالجامعات الإقليمية بشكل كافي رغم من فيها من كوادر. فيما يحتاج البحث العلمي لوقوف الصناعة معه لتدعيمه.
دائما ما تدين بالفضل لجامعة عين شمس بينما أوضاع التعليم الجامعي في مصر ليست جيدة.. ما تفسيرك لذلك؟
أنهيت دراستي الجامعية في كلية الهندسة قسم مدني، منذ حوالي 30 عاما. أوضاع التعليم وقتها كانت أفضل كثيرا من الوقت الحالي، أساتذة الكلية سخّروا وقتهم بالكامل لنا كطلاب، لم أسأل أحدهم عن شيء إلا ويُخبرني بالإجابة بصدر مفتوح وصبر. لكن الوضع تراجع حاليًا، بعدما صار بعض الأساتذة لهم أعمالهم الخاصة، ما يأتي بالسلب على دورهم التعليمي.
كيف يمكن إذًا إصلاح أحوال التعليم؟
ينبغي إعادة النظر بشكل كامل في التعليم من الأساسي وحتى الجامعي. في ألمانيا على سبيل المثال يأتي الطالب للجامعة وهو مؤهل للدراسة حتى وإن كانت صعبة، بل ويتمتع بثقافة عالية.
ما الفارق بين الظروف التي ذهبت فيها إلى ألمانيا وبين الظروف التي يذهب فيها أي دارس الآن؟
هناك اختلاف شخصي وأخر متعلق بالدراسة والعمل. فبالنسبة لظروفي الشخصية فعندما سافرت إلى ألمانيا لم أكن متزوجا "كنت بطولي وعندي حرية في التحرك" وهذا أثر على قدرتي في اتقان اللغة الألمانية في زمن قصير.
إنما الزملاء القادمين بالوقت الراهن أغلبهم أنهى الماجستير في مصر وسافر، فيكون أكبر عمرًا ومتزوج ولديه عائلة "بتكون رابطاه شوية"، كذلك مَن يأتي لا تكون لديه رغبة في إتقان الألمانية، ويعتمد على الدراسة بالإنجليزية، وهو ما يقلل من فرصته في العمل بعد ذلك.
وماذا عن الاختلاف في ظروف الدراسة والعمل؟
الشق الثاني يتعلق بأنني جئت إلى ألمانيا بمنحة شخصية، فلم أكن ملزمًا بالعودة إلى مصر حال القادمين بمنحة حكومية، إذ يكون لديه التزام أدبي ومادي بضرورة الرجوع إلى مصر والعمل بها بعد الحصول على الدكتوراه.
وهناك نقطة ثالثة تتعلق بأن تركيز أغلب القادمين يكون فقط على إنهاء الدكتوراه "وميكونش قادر يوسع دايرة البحث العلمي بتاعته"، وهذا مرتبط بعدم إتقان اللغة، ففي ألمانيا كنز من المراجع، مَن لم يتقن الألمانية، حرم نفسه منه، وتلك النقطة التي أعطتني الفرصة للتعلم والتدريس بعد ذلك.
مؤخرًا بدأت الخطوات الجدية في مصر نحو مشروع الطاقة النووية.. ما رأيك في هذا الاتجاه لتوفير الطاقة؟
تنويع مصادر الطاقة مسألة مهمة جدا وضرورة للأمن القومي لأي بلد في العالم. وفي مصر هناك مشكلة كبيرة في الطاقة. البترول والغاز لا يكفي، وحينما بدأ العمل على الطاقة الشمسية والرياح لم تكفِ أيضًا، ومع إعلان الحكومة خطط طموحة جدا سواء محور قناة السويس أو استصلاح الأفدنة وتحلية مياه البحر، أصبحنا في حاجة لطاقة غير طبيعية، وأعتقد أن المفاعل النووي جزء من الحل، فإذا تم تنفيذه بمواصفات فنية وتقنية عالية وتم عمل دراسة مستفيضة من جميع النواحي سيأتي بثماره.
ماذا عن تجربة ألمانيا مع الطاقة النووية.. انقلها لنا ؟
الألمان أخذوا قرار عكسي؛ وضعوا خطة وبدأوا في إغلاق المفاعلات واحد تلو الأخر بعد ما شهدته اليابان، لكنهم كان لديهم القدرة لإيجاد بديل، عندهم طاقة رياح، غاز، سولار، بالإضافة إلى اتفاقية الاتحاد الأوروبي، إذ أن الطاقة كلها مرتبطة ببعض، فهم لم يستغنوا إلا بعد إيجاد بديل يطمئنون إليه، فلابد من وجود مصدر ثابت وآمن للطاقة في ألمانيا.
ما المشاريع التي تعمل عليها الأن؟
إلى جانب مشروعات الطاقة، هناك عدة مشروعات، منها ما يمكن لمصر الاستفادة منه، مثل المشروع الخاص بحل مشكلة الطرق في ألمانيا، إذ كان لعمل طريق لابد من رؤية مواسير المياه والغاز، فكنا نحفر حفرة ونضع الماسورة، ثم الرمل ونقوم بعملية دمج طبقات، كل طبقة 20 سم، وفي النهاية نضع الطريق ليعمل، وهذه طريقة مُكلفة وتستغرق وقت، فبدلا من ذلك تم إنتاج مادة تشبه السائل، مكونة من رمل، إسمنت، بنتونيت مع مركبات أخرى، وما تم فقط هو ضخ هذه المادة السائلة في الحفرة ثم يتم الردم بشكل سريع ونهائي.
هل تجد صدى للمؤتمرات العلمية التي تنعقد مؤخرا في مصر ؟
صراحة، الزملاء في مصر يرحبون في كل مؤتمر أحضره بما أعرضه عليهم من "شغل"، لكن حتى الآن لم أرَ التطبيق العملي، قد يكون هناك تنفيذ "وأنا معرفش"، لكن إلى الآن المسألة مجرد تفاعل عن طريق الإيميل وإرسال الأبحاث، لكني أرى رغبة جادة في تفعيل العمل مع الزملاء في الخارج بشرط أن يتم ملائمتها مع الأوضاع في مصر.
مع اقتراب ذكرى الثورة.. هل أثر الحدث بك بشكل شخصي.. وهل الثورات تؤثر في مسيرة العلماء بشكل عام؟
بالتأكيد. الثورة جاءت لشعب مصر، وأي مصري من المفترض أن يتفاعل معها، كونه عالما أم لا. بشكل شخصي لم أكن متواجدا وظروف العمل لم تسمح لي بالتواجد، لكن الثورات بصفة عامة "لازم تاخد الشعب كله في إيديها"، والشعب كله لابد أن يشعر بها سواء كان عاملا بسيطًا أو عالمًا، ويضع آمالا ضخمة، وكل شخص "يزق" بما يجيده، ويبحث عن الطريق الأمثل لكيفية مساعدة بلده، ومَن يستطيع العمل في مصر فليفعل.
وما الآمال التي وضعتها بعد الثورة؟
من الأشياء التي وضعتها وأعتقد أنها بدأت تطبق كانت الاستفادة من الكوادر في الخارج، والتي في اعتقادي لابد أن يسارعوا للقيام بدور قبل أن يُطلب منهم، وكذلك أن يتم عمل آلية للتفاعل مثل التعامل مع وزارة الهجرة والوزراء بشكل عام لأن هذا "هيقلل علينا جهد بيهدر في التواصل".
وهناك أمل أخر وضعته يتعلق بالشباب، تمنيت لو أخذ الشباب فرصة أكبر "أن اسمع له قبل ما أحاسبه"، وأعتقد أن الجهات تفهمت ذلك.
كثيرا ما تترد عبارة "مصر بلد طارد للعلماء".. ما مدى صحة هذه العبارة في نظرك؟
كلمة طاردة جارحة صراحة "لأن مفيش دولة تطرد أبنائها"، ولكن قد لا تكون الدولة في السنوات السابقة أو الحالية بها الإمكانيات التي تعطي كل فرد بقدر طموحه، لذا كان الخيار بين الرضوخ والبقاء في مصر بما لديها من إمكانيات، أو المحاولة الشخصية لتلبية الطموح. وبصفة عامة النجاح ليس مقصورا على الخارج، فقد يكون النجاح في مصر أفضل.
فيديو قد يعجبك: