من مبارك للسيسي.. كيف كانت سياسة أوباما تجاه مصر؟ (تقرير)
كتبت- هدى الشيمي:
اختلفت سياسة الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته، باراك أوباما تجاه مصر عن غيرها من سياسات الرؤساء الأمريكان الآخرين، لأنه وصل للحكم قبل فترة وجيزة من دخول مصر مرحلة جديدة، بدأت من ثورة يناير، وصولا إلى الإطاحة بمرسي وتولي السيسي الحكم.
ووجد موقع "إي- انترناشيونال ريليشنز"، إن سياسة أوباما تجاه مصر كانت غير عادية، لأنها مرت بخمس مراحل، هي علاقته بحسني مبارك، ثم تفاعله مع عملية التمهيد للديموقراطية خلال الثورة، ودعم محاولة الانتقال السلمي للسلطة، وإدانة مع - ما أسماه الموقع- عملية محاربة الديمقراطية بعد عزل مرسي من منصبه، ثم العلاقات مع عبد الفتاح السيسي.
وفي يلي، نستعرض أبرز المواقف أوباما، تجاه مصر:
مبارك :
شهدت علاقة أوباما ومبارك احتراما متبادلا، رغم انزعاج الأخير لمطالبة الرئيس الأمريكي بحضور ممثلي الإخوان المسلمين لخطبته في جامعة القاهرة في زيارته الأولى لمصر.
وأكد أوباما – في خطابه- أن مصر إحدى القوى الأساسية في عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقالت وكالة رويترز، أن الهدف من خطبته كان تحسين العلاقات الأمريكية المصرية بصفة خاصة، وعلاقات بلاده بالعالم الإسلامي بصفة عامة.
وعلى مدار عام، تعاونت إدارته مع الحكومة المصرية في بعض النقاط الرئيسية، مثل محاولة التوصل لاتفاقية سلام بين فلسطين وإسرائيل، ومكافحة الإرهاب.
وبعد قيام الثورة المصرية ونزول المواطنين لميدان التحرير، أرسل أوباما السفير الأمريكي السابق لدى مصر، فرانك ويزنر حاملا رسالة لمبارك، يطالبه فيها بالتخلي عن منصبه، والتعهد بتسهيل عملية الانتقال السلمي للسلطة.
وفي، 1 فبراير 2011 تحديدا، خرج أوباما في رسالة متلفزة، يؤكد ضرورة ترك مبارك للسلطة الآن، وهذا ما اعتبرته بعض الدول وخاصة إسرائيل خيانة لحليف موثوق به.
وترى صحيفة " فايننشال تايمز" أن إدارة أوباما قررت سحب البساط من تحت قدمي مبارك، والذي جمعته علاقات وثيقة بالولايات المتحدة الأمريكية على مدار 30 عاما.
ثورة يناير:
تعاون أوباما مع عدد من أبرز أعضاء إدارته، للضغط على مبارك من أجل تحقيق مطالب المتظاهرين، بالرغم من دعوات المملكة العربية السعودية وإسرائيل بالتوقف عن دعم المعارضين لحليفهم الأهم في الشرق الأوسط.
وبحسب مجلة "The Nation" الأمريكية، فإن أوباما حذر الشرطة من استخدام العنف تجاه المتظاهرين، وأثنى على الجيش لعدم استخدام القوة.
وخلال لقائه برئيس الوزراء الكندي آنذاك ستيفن هاربر، في 3 فبراير 2011، قال أوباما للمرة الأولى إن الحكومة المصرية يجب أن تتفاوض بشأن مستقبل البلاد مع ممثلين للمعارضة المصرية.
واستخدم أوباما لهجة عاطفية يوم تنحي مبارك، وقال: "هناك القليل جدا من اللحظات في حياتنا التي تتيح لنا ميزة مشاهدة التاريخ وهو يتكشف. واللحظة الحالية هي إحدى تلك اللحظات. وهي إحدى تلك الأزمنة. لقد نطق الشعب المصري فسمعت أصواته ولن تبقى مصر على ما كانت عليه أبدا".
الإخوان المسلمين:
وُجهت الكثير من الاتهامات لأوباما، بعد دعمه للإخوان المسلمين، بصفتهم أقوى فصيل سياسي على الساحة بعد الثورة المصرية، وكان أوباما من الداعمين والمؤيدين للرئيس السابق محمد مرسي.
وأجرى مكالمة هاتفية بمحمد مرسي، أكد خلالها على دعم واشنطن القوي لمسيرة الانتقال الديمقراطي في مصر.
وقال في بيان صدر عن البيت الأبيض، إن مرسي مسؤول عن حماية المبادئ الديمقراطية التي خاض المصريون من أجلها نضالا كبيرا".
وفي السياق ذاته، قالت هيلاري كلينتون، في مذكراتها، إن الإخوان المسلمين فهموا تصريحات أوباما بشكل خاطئ، وبالرغم من أنهم أخر فصيل سياسي انضم للتظاهرات، إلا أنهم عملوا على الاستفادة منها.
وتؤكد كلينتون أنها وويزنز حذرا الرئيس الأمريكي آنذاك، من ارسال رسائل قد يفهمها البعض فيما بعد، إنها كانت بهدف دعم الإخوان المسلمين ومساعدتهم.
وبعد أحداث 30 يونيو، كشف مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية، بحسب شبكة "سي إن إن"، أن أوباما حذر قادة الجيش المصري من الانقلاب على محمد مرسي، ودعا الأخير للدعوة لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة للخروج من الأزمة.
وأشار المسؤولون نفسهم، إلى أن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين اوباما ومرسي، آنئذ، أكد فيه الرئيس الأمريكي أن الجيش المصري سيخاطر بخسارة المساعدات الأمريكية، إذا حدث انقلاب عسكري ضد الرئيس المصري.
السيسي:
توترت العلاقات المصرية الأمريكية بعد عزل مرسي من الحكم، ونقلت صحيفة "بولوتيكو" الأمريكية تصريحات أوباما بعد أحداث فض ميدان رابعة العدوية، إذ قال إنه لا يستطيع مواصلة عمله مع مصر كما كان في الماضي.
وبعد عدة أسابيع، أعلن تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، واستغرق الأمر عدة أشهر حتى يُقرر إذا كان سيواصل إرسال المساعدات أم لا، بالرغم من حث بعض المسؤولين والقيادات له على إرسال المساعدات، ولم تشفع لمصر علاقتها القديمة بأمريكا، وفقا لرويترز.
وفي الربع الأول من 2015، أعلن الرئيس الأمريكي رفع تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية للقاهرة، ولكنه أشار لوقف السماح لمصر بشراء المعدات بالائتمان اعتبارا من العام المالي 2018.
إمبراطورية إسلامية:
ويرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن أوباما كان يحمل مخططات لتغيير الأنظمة الحاكمة في الشرق الأوسط، منذ لحظة وصوله للحكم، مثل جورج بوش الابن، ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس.
وكادت مخططاته أن تتحقق بعد قيام ثورات الربيع العربي، لذلك دعمها بقوة، ودعا مبارك للتنحي بالرغم من علاقته المتينة بالأمريكان، ما خلق حالة من التوتر، وجعل حلفاء أمريكا الآخرين يشعرون بأنها ستتخلى عنهم في أي لحظة.
ويتابع صادق قوله : "عندما تولت الأنظمة الإسلامية الحكم، توقع أوباما أنه سيبعد بذلك الإرهاب عن أمريكا، وسيخلق إمبراطورية إسلامية يرأسها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مما يساعد على استقرار الشرق الأوسط".
إلا أن السيسي "لخبطله" خططه بعد إطاحته بمرسي، وتولي الحكم فيما بعد، بحسب صادق، مما جعله يعتمد سياسة أكثر خشونة تجاه مصر.
فيديو قد يعجبك: