حوار: حواس: التهادي بالآثار حدث خلال عهد عبد الناصر والسادات..وهذه سرقات تورط فيها حراس "كنوز مصر"
مصراوى يحاور حواس
كتب - السيد الحراني:
تصوير- نادر نبيل:
قال الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، إن مصر فقدت ثلث آثارها بعد ثورة يناير واستعدت منها 6 آلاف قطعة.
وأضاف في حواره مع "مصراوي" أن اتهامه بالإتجار ضريبة الشهرة على الاتهامات الموجهة إليه بسرقة "تراث مصر".
حواس، الذي شغل في السابق منصب وزير الآثار، تحدث، في حوار مع "مصراوي"، عن تورط أثريين في أعمال السرقة، واقتراحاته لإنهاء تلك الظاهرة، مشيرًا إلى فقدان البلاد ثلث آثارها منذ ثورة يناير، كما كشف حقيقة الاكتشافات الضخمة أسفل هرم خوفو.
وإلى نص الحوار...
ما هي حالات السرقة التي تورط فيها أثريون مؤخرًا؟
عثرنا على تمثال مُقلد داخل مخزن "ميت رهينة"، وبعد اكتشاف الأمر، فوجئنا بعودة التمثال الأصلي مرة أخرى، كما سهَّل أثريون دخول اثنين ألمانيين داخل هرم الملك خوفو، وحصلا على مادة حمراء من "خرطوش الملك".. ودي مجرد أمثلة.
وما ردك على اتهامك بالإتجار في الآثار؟
هذه ضريبة الشهرة، ومن يتهمونى هم لصوص الآثار بعدما أحكمت قبضتي عليهم، واستعدت للدولة المصرية 6 آلاف أثر منهم.
وما تعليقك على حديث البعض عن تورط جمال وعلاء مبارك في تجارة الآثار؟
كذب، لم يحدث على الإطلاق، وأنا أقول شهادة للتاريخ.. لم يحصل مسئول في مصر قبل ثورة يناير على قطعة آثار واحدة.
هل القوانين الموجودة كافية لحماية الآثار؟
بالطبع لا، وطالبت كثيرًا تحويل سرقة الآثار إلى جناية مثل القتل، وتغليظ عقوبتها، لكن القوانين الحالية وأحكامها المخففة تساهم في التجرؤ على الآثار.
وما حجم السرقات التي تعرضت لها آثار مصر خلال السنوات الماضية؟
تم تهريب "ثلث آثار مصر" بعد ثورة 25 يناير، ولدي خرائط تظهر الأماكن التي تم نهبها، وأنا حاليًا عضو باللجنة القومية لاسترداد الآثار، ونعمل على متابعة قاعات بيع الآثار في العالم؛ لاستعادة ما لم يثبت خروجه بطريقة مشروعة.
من خلال لقاءاتك الخارجية.. كيف ينظرون لنا؟
يقولون إن ما حدث في مصر "انقلاب"، ودائما ما أخصص بداية محاضراتي للرد على تلك الادعاءات، وأؤكد عدم صحتها، وأن الجيش حمى مصر من جهل وعنف جماعة الإخوان.
أليس دور الهيئة العامة للاستعلامات الرد على تلك الادعاءات؟
يجب تطوير آليات الهيئة؛ لتواكب العصر وحتى تستطيع أن تؤدي دورها في هذا الشأن.
وماذا عن حال الآثار في عهد "الإخوان"؟
فتحوا الباب لمن يشجع على هدم الأهرامات وأبو الهول، وتغطية الآثار بالشمع، كما تم تدمير متحف ملوي (في المنيا) بالكامل.
وما الجديد في مشروع الشركة القابضة للآثار؟
المشروع اختفى رغم احتوائه حلولًا لكل مشاكل الآثار، فكان يضم اقتراحات بعمل نماذج اثرية مختومة بأختام المتاحف وبيعها، إضافة إلى خطة تسويق للمعارض، وإنشاء شركات مقاولات ونظافة خاصة بالمناطق الأثرية، وأتمنى أن "يظهر" ويتم تنفيذه.
صحيفة ديلي إكسبرس البريطانية تحدثت عن اكتشاف أثري ضخم أسفل هرم خوفو.. ما تعليقك؟
ما حدث لا أصفه إلا بالجهل الذي وقعت فيه تلك الصحيفة؛ لأن التوابيت، التي أعلنت اكتشافها - موجودة في هرم سقارة، وليس أسفل هرم خوفو، والاكتشاف قديم ويرجع للقرن الماضي، وينسب لـ"مارييت باشا" الفرنساوي.
ولماذا تأخر افتتاح المتحف المصري الكبير؟
"المتحف الكبير" مشروع قومي لا يقل أهمية عن مشروع حفر قناة السويس الجديدة، ويحتاج إلى إمكانات مادية ضخمة جدا؛ ولذا يحتاج إلى مساهمة الجميع، كما يُعد فرصة عظيمة للتسويق عالميًا لمصر واستقرارها، واستعادت أمنها، وعليه يجب افتتاحه "مرة واحدة"، وليس على مراحل.
كيف تُقييم أداء خريجي كلية الآثار؟
ضعيف، ويجب إعادة النظر إلى مشروع تعليم الآثار؛ لأننا لا نحتاج إلى أكثر من خمسة عشر أثريًا كل عام حصلوا على تعليم جيد؛ لذلك أدعو إلى غلق جميع كليات ومعاهد الاثار.
الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل تحدث عن إهداء الرئيس السادات آثار للبعض.. فما تعليقك؟
التهادي بالآثار خطأ، لكنه حدث منذ عهد اسرة محمد على، وفي ظل حكم الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، فالأخير أهدى جيمي كارتر (رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق) قطعة أثرية موضوعة حاليًا في متحفه في أتلانتا (عاصمة ولاية جورجيا الأمريكية)، أما الرئيس الأسبق حسني مبارك، فلم يُهد قطع أثرية لأي شخص، والمشكلة أن القطع المُهداة ترفع من قوائم الآثار المملوكة للدولة؛ لذلك لا يمكن استعادتها مرة أخرى.
ما تعليقك على دخول القطاع الخاص للاستثمار في الآثار؟
أتمنى ذلك، فدخول رجال الأعمال مهم للغاية لإنشاء متاحف، والمساهمة في المعارض الداخلية والخارجية، لكن كل ذلك تحت إدارة الدولة.
كيف ترى أداء وزارة الآثار؟
الوزارة تُنفذ مشاريع كثيرة، سواء إنشاء متاحف، أو تطوير وترميم، والدكتور خالد العناني (الوزير الحالي)، يحاول أن يقدم الكثير، وأن يستفيد من خبرات الجميع، لكن إمكانات الوزارة المادية قليلة.
وما الجديد بالنسبة لقانون نقابة الأثريين؟
تلك النقابة كانت حلمي منذ بداية عملي وحتى وصلت لمنصب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وجاءت الفرصة وتقدمت بمشروع القانون للصديق أسامة هيكل (رئيس لجنة الإعلام في مجلس النواب)، الذي تبناه وأتمنى أن يتم إقراره قبل انتهاء الدورة البرلمانية الحالية.
هل ستساهم النقابة في الحد من حالات إهمال وسرقة الآثار؟
نعم، وللأسف تورط بعض الأثريين نتيجة الظروف المادية الصعبة، في سرقة آثار، فلا يمكن أن يكون حراس كنوز مصر بلا نقابة ترعاهم.
كيف يمكن وقف تدمير الآثار في دول مثل سوريا والعراق وليبيا؟
مصيبة كبرى ما فعله الدواعش بالآثار.. لابد على وجه السرعة إرسال بعثات لتدريب أثريين تلك البلاد على إخفاء الآثار في المتاحف بطرق نعرفها جيدًا.
بالنسبة للسياحة.. لماذا لا ينهض القطاع رغم جهود الدولة؟
للأسف الأحداث الإرهابية لها تأثير سلبي، وأعتقد أن من يستطيع استعادة السياحة هم المصريون، عبر القوافل السياحية، التي يجب أن تطوف بلدان العالم، وليس الشركات الأجنبية التي يُعول عليها البعض، وأنا شخصيًا أساهم في ذلك عبر محاضراتي الخارجية.
لماذا لا يتم الترويج للسياحة من خلال المعارض الخارجية؟
تلك المعارض توقفت فجأة، ويجب أن تعود، وأنا شخصيا أقمت الكثير منها أثناء وجودي على رأس المجلس الأعلى للآثار، ومن خلالها حققت دخلًا كبيرًا للبلاد، وصل 140 مليون دولار.
في رأيك.. ما الفترة الفرعونية التي تتشابه مع أيامنا الحالية؟
مصر في عصر "أمنحتب الثاني"، فقبل توليه الملك، كانت البلاد تمر بفترة "اضمحلال" وفساد، كما شهدت ثورة شعبية، حتى جاء "أمنحتب" فوحد مصر، ووقف بجانبه المصريين.. ولذلك أتمنى إعطاء الرئيس عبد الفتاح السيسي فرصة حقيقة؛ لأن خروجنا من أزماتنا الحالية لن يتم إلا بالتعاون معه.
فيديو قد يعجبك:
