باحث عراقي بـ"كالتك" يكشف لمصراوي تفاصيل لقاء زويل بصدام حسين – (حوار)
حوار - أحمد جمعة وسارة عرفة:
لم تكتمل فرحة الباحث العراقي محمد كابلان، المُنضم حديثًا إلى مجموعة العالم الراحل أحمد زويل بمعهد كاليفورنيا للعلوم والتكنولوجيا (كالتك)، حيث فقده بعد أشهر قليلة من التحاقه بـ"عائلته البحثية"، ليفقد معه جزءًا من تطلعاته في مجال البحث العلمي، بعد أن تحقق حلمه بمقابلة "زويل" في يناير من العام الجاري.
"مثل أي عالم عربي، كان عملي مع زويل في جامعة كالتك ميزة كبيرة، وحلم أصبح حقيقة".. هكذا تحدث (كابلان) عن الأيام الأولى في معمل زويل، فعقب ارتحاله من بلاد الرافدين إلى القارة العجوز رغبة في الحصول على الدكتوراة من إحدى جامعات هولندا، تقدم إلى "عالم نوبل" للانضمام لفريقه مطلع 2016.
لا زال (كابلان) يتذكر الاجتماع الأول له مع زويل، يقول في حواره لمصراوي: "كان ذلك في يناير ٢٠١٦، وكان الدكتور زويل لطيفًا للغاية معي". لكن هذا الاجتماع لم يقتصر على تحديد أولويات الوافد الجديد إلى المجموعة، بل تطرق زويل إلى الحديث عن ذكرياته مع العراق. يُضيف: "عندما علم أنني من العراق حكى لي قصة لطيفة، فقال عندما انتهيت من رسالة الدكتوراه في السبعينات، رغب أن يعود مرة أخرى إلى الشرق الأوسط ليخدم المنطقة، فكان يرغب إما في الذهاب إلى الإسكندرية أو إلى العراق، لكنه تلقى عرضًا من العراق في تلك الأثناء".
يُضيف كابلان: "ذهب زويل بالفعل إلى بغداد، وقابل الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين، وعرض عليه وظيفة وفيلا تطل على نهر الفرات للعمل بمشروع علمي جديد، إلا أن البيروقراطية كانت عائقًا أمامه فاختار أن يغادر العراق ويعمل بجامعة كالتك. وللحقيقة أرى أن اختياره هذا كان الاختيار الصواب".
تحدث زويل مع كابلان في اجتماعات لاحقة عن الأوضاع في الشرق الأوسط خاصة العالم العربي منه، يقول: "في أحد اجتماعاتنا أشار الدكتور زويل لي ولزميل آخر من لبنان وقال "انظرا؛ لنا ثلاثة أشخاص من الشرق الأوسط هنا، هناك طاقة بشرية هائلة في تلك المنطقة، لكن من المؤسف أنها مهدرة في حروب لا معنى لها!".
عمل الباحث العراقي مع زويل في مشروعين عن التطبيقات البيولوجية للالكترون رباعي الأبعاد الذي طوره مؤخرًا، يؤكد أنه كان قادرًا على شرح وتبسيط أي مسألة علمية مهما كانت درجة تعقيدها: "كان لا يحب السفسطة، بل يحب أن تسير كل الأمور بشكل واضح وبسيط".
كما هو حال باقي أعضاء المجموعة، كان وقع نبأ وفاة زويل صادمًا على محمد كابلان: "وفاة الدكتور زويل كانت أمرًا صادمًا لنا جميعًا، وكانت لحظة حزينة جدًا. عندما ذهبت للمركز الإسلامي في لوس أنجلوس (حيث عزاء زويل الذي أقامته القنصلية المصرية) كانت لحظة عصيبة بالنسبة لي. الجميع في فريقه الآن يشعر بصدمة وحزن عميقان".
وعن طبيعة العمل في "مجموعة زويل" بعد وفاته يقول: "أعضاء فريقه يبحثون عن فرص أخرى، لكننا سنظل دائماً أينما ذهبنا محتفظين بكل ما تعلمناه من الدكتور زويل. فقد كان عالمًا عظيمًا وإنسانًا رائعًا أراد أن يخدم مصر والوطن العربي بتحسين المستوى التعليمي ورفع مجال البحث العلمي ونتمنى أن نسير على دربه".
عائلة زويل في كالتك.. 15 باحثًا بينهم مصري وحيد
رفيق كفاح زويل في "كالتك" يحكي رحلة 32 عامًا مع "عالم نوبل"
مساعد زويل: كان مؤهلًا لـ"نوبل جديدة".. وتركت تايوان من أجله
فيديو قد يعجبك: