تهديدات السيسي بين السلع والدولار.. كيف يُصلح "المخزون" ما أفسده الدهر؟ - (تقرير)
كتب - أحمد جمعة:
في بداية فبراير من العام الماضي، تعهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتدخل الدولة والجيش لوقف ارتفاع الأسعار بالأسواق في ظل انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار.
وذكر السيسي، خلال كلمته بالندوة التثقيفية للقوات المسلحة، أن التجار سيكونوا مجبرين على ضخ بضاعتهم في الأسواق قبل انخفاض الأسعار، وقال: "اللي عنده حاجة يلحق ينزلها لأننا لن نسمح بالأسعار المرتفعة للسلع خاصة الأساسية منها".
وتضمنت الإجراءات التي اتخذها الرئيس لضمان ثبات الأسعار؛ تحريك سيارات تابعة للقوات المسلحة في محافظات الجمهورية لتوزيع السلع بأسعار مناسبة، وكذلك إضافة "نقاط" إلى البطاقات التموينية تُضاهي الزيادة في الأسعار، وربما تزيد حسبما أكد السيسي.
لكن أدم مصطفى، موظف 28 عامًا، يرى أن الأسعار لم تتراجع خلال الشهور الماضية، بل ظلت في ارتفاع تدريجي مستمر مع تفاقم أزمة الدولار.
وقال: "الارتفاع واضح منذ بداية العام الجاري. هناك بعض السلع سعرها تضاعف خاصة المنتجات الكمالية مثل الكريمات ومزيلات العرق، كما أن هناك زيادة في أسعار السلع الأساسية خاصة الخضار والأرز الذي وصل إلى 11 جنيهًا، بجانب اللحوم والدواجن التي ارتفعت هيّ الأخرى".
ويعتقد "مصطفى" أن النقاط التي تم إضافتها إلى بطاقات التموين لم تواكب الزيادات الكبيرة بالأسواق.
الدولار.. "المخزون البوار"
لم يتجاهل الرئيس السيسي الأزمة الحالية في أسعار صرف الدولار الأمريكي، ووجه رسالة هامة لـ"محتكري الأوراق الخضراء" بأن هناك محاولات جدية من الحكومة لعلاج مشكلة سعر الصرف، مضيفًا: "بفضل الله الناس الليّ مخزنة الدولار هتجري بكرة على البنوك تفكه".
يعتقد الدكتور فرج عبدالفتاح، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن تصريحات السيسي بشأن أزمة الدولار ستكون لها تأثير واضح بشأن تدخل الدولة بشكل جدي لحل الأزمة، خاصة في ظل وجود المضاربين والمتربحين من تجارة العملة، والذين يخشون من مثل هذه التصريحات.
"الرئيس لا يُهدد".. هكذا وصف "عبدالفتاح" حديث السيسي اليوم مع شباب البرنامج الرئاسي للقيادة، مؤكدًا أنه يستطيع أن يتخذ من القرارات ما يحقق الانضباط داخل السوق المصري، لأنه بالفعل لديه من الأدوات ما يمكنه من الدخول في هذه الأزمات، حسب قوله.
يتمنى الدكتور صلاح عزب، أستاذ الاقتصاد بجامعة أكتوبر، أن يتحول حديث الرئيس السيسي عن مواجهة "مافيا الدولار" إلى فعل حقيقي، لكنه يؤكد أنه لكي يحدث ذلك فهذا، يحتاج إلى تغييرات اقتصادية جذرية، مشككًا في إمكانية حدوثها.
وقال عزب: "المشكلة في الدولار أنها (هيكلية) والمتابع يلاحظ أنها تنفجر كل عام لأنه في هيكل الاقتصاد لأن الصناعات تابعة تكنولوجيا للغرب، ومعظم الواردات مستلزمات إنتاج. لكن الأزمة الحالية مُبالغ فيها هذه المرة، وواضح أن هناك سوق سوداء وبنوك كبرى متورطة فيها".
وأضاف لمصراوي: "كي تحافظ على استقرار سعر العملة وتتقي شر ما يحدث، فلابد من تعديل هيكل الانتاج الخاص بمصر، وتهتم بالصناعة والزارعة لكي تكون هناك مرونة في الانتاج، ولا تؤثر الزيادات على سعر صرف العملة، مع خلق أسواق جديدة وتنويع الصادات في الدول الإفريقية والأسيوية. هناك 4 آلاف مصنع متوقف لابد من إعادة تشغيلهم كي يحدث انتعاش في الانتاج".
"هناك فرق بين ما يقوله الساسة وبين ما يحدث في الاقتصاد".. هكذا تحدث "عزب" عن التلويح الرئاسي بخفض أسعار السلع نهاية العام الماضي، مضيفًا: "التهديدات لم تأت بنتيجة.. ماذا ترى في الأسواق؟ ولن يستطيع الرئيس أن يحل هذه الأزمات وحيدا".
نظرة السيسي الوضع الاقتصادي ينتابها فجوة عميقة بين "الكلام والفعل"، رغم تأييده للاتجاه "العظيم" للمشروعات القومية التي دشنها الرئيس في بداية توليه المسئولية: "عليه تنفيذ ما يتضمنه الدستور للعبور إلى بر الأمان".
فيديو قد يعجبك: