محاولات انقلاب فاشلة.. تركيا ليست الأولى (تقرير)
كتبت - رنا الجميعي:
لم يكن أحد يعلم أنه سيُسمع إطلاق نار في العاصمة التركية قبل أيام، ليشهد العالم أجمع ليلة ليلاء، حاول فيها جنود من الجيش التركي الانقلاب، وبعد نحو ساعة يُعلن من خلال القناة التركية الرسمية توليه السلطة في البلاد، مع غلق مطار أتاتورك في اسطنبول، وحظر التجوال، وفتح النيران في محيط البرلمان التركي، إلا أنه مع ظهور الرئيس "رجب الطيب أردوغان" عبر تطبيق هاتفي، ودعوته للشعب لمساندته، حتى نزل بالفعل أعداد كبيرة للتظاهر مع منتصف الليل، رافعين العلم التركي ومنددين بالانقلاب، وفي غضون ساعتين يتم احباط المحاولة، ويُعلن الرئيس من خلال مطار أتاتورك أن المتورطين في الانقلاب سينالون العقاب، يوم لم يكتمل تمكنت فيه تركيا من الوقوف سريعًا، وافشال الانقلاب على الحكم الديمقراطي، ولم تكن تركيا الدولة الوحيدة التي تطيح بكوابيس ديكتاتورية، هنا يحاول التقرير استعراض بعض الدول التي أحبطت انقلابات عسكرية خلال الألفية الثالثة.
جنوب السودان
خلال ساعات الليل أيضًا، في 17 ديسمبر، عام 2013، كان جنوب السودان على موعد مع محاولة انقلاب، لكن سريعًا تم اعلان حظر التجول في البلاد، وحدثت معارك عنيفة في العاصمة جوبا، مع انتشار مكثف لقوات الأمن، غير أن الأمور بدأت في الهدوء في اليوم التالي، فأعلن الرئيس سيلفاكير احباط محاولة الانقلاب، واتهم فيها نائب الرئيس، ريك مشار.
فنزويلا
جاءت أخبار احباط محاولة انقلاب بفنزويلا على لسان الرئيس نفسه، حيث نشرت وكالات الأنباء تصريحات للرئيس نيكولاس مادورو، في 12 فبراير 2014، بإحباط انقلاب عدد من ضباط القوات الجوية، وأنه تم إلقاء القبض على عدد من المتورطين.
وخلال كلمة ألقاها مادورو في حفل أقيم بالعاصمة كاراكاس، قال "لقد فككنا محاولة انقلابية تستهدف البلاد"، مضيفًا أنها كانت محاولة لاستخدام طائرة لقصف القصر الرئاسي.
شهدت فنزويلا انقلابًا آخر بعهد الرئيس هوجو تشافيز، خُلع فيها من السلطة لمدة يومين وعاد مجددًا، كان ذلك عام 2002، حيث أعلن مجموعة من ضباط الجيش استقالة تشافيز من منصبه، وكان الانقلابين قد عينوا بيدرو كارمونا رئيسًا، لكن سرعان ما آلت الأمور لصالح تشافيز، حيث أقسم نائبه ديوسدادو كابيلو اليمين الدستوري المؤقت، حتى عودة تشافيز من جزيرة أورشيللا التي نُفي إليها.
ويُذكر أن تشافيز نفسه حاول القيام بانقلاب عام 1992، سميت بعملية زامورا، لكنها فشلت، ثُم اختير رئيسًا للبلاد عام 1998.
بوروندي
تساؤلات طافت بالعالم حول الوضع في بوروندي، في منتصف شهر مايو، من عام 2015، هل نجح الانقلاب هناك أم لا؟، مُحاولة بدأت تحديدًا في 13 من الشهر نفسه، وانتهت بعدها بيومين، حيث أعلن قائد هيئة أركان الجيش السابق ببوروندي من خلال إذاعة خاصة إزاحة رئيس البلاد، بيير نكورونزيزا، وكانت الدولة بالأساس تحتج ضد الرئيس شعبيًا، تنديدًا بولاية رئاسية ثالثة.
كان الرئيس نكورونزيزا في تلك الأثناء في زيارة لدولة تنزانيا، وفي اليوم التالي لمحاولة الانقلاب أعلن قائدها السيطرة على القسم الأكبر من العاصمة، بوجمبورا، لم يمر يوم آخر حتى عاد الرئيس إلى البلاد، ومعه انتفت وجود محاولة للانقلاب عليه، ووفق مراقبون رأوا أن هزيمة المحاولة بتلك السرعة بسبب فشل الانقلابين في السيطرة على النقاط الاستراتيجية، ومن بينها مقرات التليفزيون.
بوركينا فاسو
خلال سبتمبر من العام الماضي، أعلن جنود من وحدة الحرس الرئاسي تأييدهم للرئيس السابق لبوركينا فاسو، بليز كومباوري، الذي تم عزله بعد انتفاضة شعبية، وقام جنوده بالاستحواذ على السلطة، واعتقال الرئيس المؤقت للبلاد، ميشيل كافاندو، ورئيس الحكومة، حدث الانقلاب قبيل أسابيع من الانتخابات الرئاسية، وفي بيان لمسئول عسكري مؤيد للانقلاب أعلن عبر التليفزيوني الحكومي، تجريد الرئيس كافاندو من صلاحياته، وحل مؤسسات الدولة.
لكن الامور انقلبت رأسًا على عقب خلال ستة أيام فحسب، حيث تم ممارسة ضغوط عديدة ضد أفراد الحرس الرئاسي، حيث هدد الجيش بالنزول ونزع أسلحتهم، كما لوح مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات عليهم إذا لم يسلموا السلطة، و عبر اتفاق رسمي بين الجيش والجنرال جلبرت ديانديري، قائد الانقلاب، حضره الصحفيون، تم استقرار الأوضاع حيث اتفقا الطرفان على التزام الحرس الرئاسي بملازمة ثكناته، وإخلاء المراكز التي يحتلها.
فيديو قد يعجبك: