إعلان

عن إنقاذ المهاجرين.. عضو سفينة أطباء بلا حدود يتحدث لـ"مصراوي"

01:46 م الخميس 02 يونيو 2016

عن إنقاذ اللاجئين.. عضو سفينة أطباء بلا حدود يتحد

كتبت-هدى الشيمي:
في السادس من مايو الماضي، بدأت سفينة "بورون آرغوس" التابعة لمنظمة الأطباء بلا حدود في البحر المتوسط، عمليات انقاذ المهاجرين بانتشالهم من البحر، فالتقوا بأول قارب يوجد عليه حوالي 120 شخصا، في حالة سيئة جدا، مصابين بالخوف الشديد، ابتلت ملابسهم من الأمطار الكثيفة، وعلى الرغم من علمهم بخطورة الأمر إلا أنهم قرروا تحمل مشقة الرحلة، وعلو الأمواج، وقوة الرياح بحثا عن فرصة أخرى لعيش حياة كريمة، فغادروا طرابلس الليبية في منتصف الليل على أمل أن يصلوا إلى إيطاليا.
وعلى متن السفينة تواجد طاقم مجهز ومدرب جيدا للتعامل مع المهاجرين، ولتقديم استقبال جيد جدا لهم، ليجعلهم يشعرون بأنهم "بني آدمين" مرة أخرى، ومن بين العاملين على متن السفينة أحمد الروسان، الوسيط الثقافي، والذي تحدث في هذا الحوار عن كيفية التعامل مع المهاجرين، وعن كيفية استعداد العاملين على متنها.

- لماذا قررت التطوع والعمل في منظمة "أطباء بلا حدود"؟
بعد مرور سنوات عديدة في أعقاب الوضع الحالي، وزيادة النقاش حول صراع الحضارات والثقافة، قررت دراسة الوساطة بين الثقافات، فأنا لدي الجنسية الايطالية والاردنية، واعتقد إنه من المهم الاقتراب والاندماج من أشخاص لديهم خلفيات ثقافية مختلفة، خاصة لتجنب صراع الثقافات، فبدأت العمل مع منظمة أطباء بلاحدود في عام 2012، وعملت بشكل رئيسي في المشروع المتعلق بالهجرة.

- وهل حصلت على تدريب لكي تتأهل للمشاركة في عمليات الانقاذ على السفن؟
كل العاملين على متن السفن في "أطباء بلا حدود" يحصلون على تدريبا خاصا في البحث والانقاذ والعمليات المختلفة التي تتم في البحر، بالإضافة إلى أن المنظمة تستطيع توفير الرعاية الطبية الجيدة لمن يحتاج إليها في ظروف صعبة للغاية.

MSF166733_Medium
- يحتاج المهاجرون لمساعدات نفسية وطبية.. فكيف تقدمون ذلك لهم؟
بالإضافة إلى فريق العمل الخاص بسفينة بورون آرغوس، المسئولين عن الأبحاث وعمليات الانقاذ، ينقسم طاقم عمل "اطباء بلا حدود" لقسمين، الفريق الطبي المكون من أطباء وممرضين وقابلات أطفال، وفريق غير طبي يتضمن الوسطاء الثقافين وخبراء الخدمات اللوجستية.

-تلتقون خلال عمليات الانقاذ بمهاجرين من بلدان كثيرة.. فما هي السمات المشتركة بينهم
أغلب المهاجرين القادمين إلى أوروبا يكونوا فارين من الصراعات السياسية والاضطهاد، وليس لأسباب اقتصادية، على الرغم من ضرورة العثور على حلول لجميع أشكال المعاناة الانسانية، فالأشخاص الذين نراهم على متن السفن يكونوا في حالة من اليأس والاحباط التي تدفعهم للمخاطرة بحياتهم من أجل الهروب من ظروف الحياة في أوطانهم، لذلك من الضروري تقديم بدائل آمنة لهذه الرحلات، بغض النظر عن أوضاعهم، فكل شخص يحمل معه قصة فردية مختلفة عن الاخر.

-وعلى مدار العام.. من أين جاء أغلب اللاجئين اللذين انقذتوهم؟
أغلب المهاجرين الذين وصلوا إلى صقلية هذا العام كانوا عائلات لديهم أطفال صغار، جاءوا من جنوب الصحراء الافريقية، من نيجريا وغامبيا، ومالي واريتريا.

- وكيف تكون حالتهم الصحية والنفسية عندما تنقذوهم؟
تعالج فرقنا الطبية انخفاض درجات الحرارة، والجفاف، والصدمات النفسية والحروق، ودوار البحر والصدمات المتعلقة بالعنف الذي يتعرض له المهاجرين خلال رحلتهم على القارب، وأغلب المهاجرين الافريقيين يعانوا من قرحا، وحروق كيميائية تصيبهم من البنزين الذي يطفو على القوارب، وهناك من يعاني من أمراض جلدية، مثل الجرب والقمل بسبب تواجدهم في مراكز احتجاز في ليبيا لحوالي ستة أو ثمانية أشهر، وهناك عدد يكون مصاب بجروح جراء التعذيب أو كونهم ضحايا عنف.
وبجانب العلاج الطبي توفر المنظمة اسعافات أولية نفسية للناجين من الأحداث المؤلمة خلال الرحلات البحرية، مثل الذين مروا بتجربة تحطم السفن، فيتم نشر فريق مكون من وسطاء ثقافيين، وأطباء نفسيين في الموانئ المختلفة في صقلية في غضون 72 ساعة بعد تلقي التنبيهات.

MSF166668_Medium

- وما هي الأمراض الأكثر شيوعا بينهم؟
بعد مراقبتنا وملاحظتنا للمهاجرين عن قرب، وجدنا أن صدمة الرحلات والاجهاد والتوتر الناتج عن إغلاق الحدود لها تأثير كبير على صحتهم العقلية، ومعظم المرضى يعانوا من التهابات الجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية.

- وما أصعب الحالات الانسانية التي تعاملتم معها حتى الآن؟
خلال عملية الانقاذ الأخيرة، قال لنا أحد الناجين إنه هرب من بلده الكاميرون وهو في الثالثة عشر من عمره بسبب انتمائه السياسي، ولمشاركته في مظاهرة، وانتقل إلى لبيبا وتعرض هناك للسجن والتعذيب لأكثر من ست سنوات، وهو لا يختلف كثيرا عن الأفارقة الذين يعبرون البحر المتوسط، فهم محاصرون بخياريين إما العودة إلى بلادهم أو البقاء في ليبيا. ومنذ فترة وصل شخصان مصابان بجروح ناتجة عن أعيرة نارية، وأخبروهم أن المواطنين في ليبيا يخاطرون في كل مرة يسيروا في الشوارع بإصابتهم برصاصة.

- يكون المهاجرون في حالة ذعر عندما تعثرون عليهم.. فهل هناك طريقة خاصة للتعامل مع الأطفال والنساء الحوامل؟
يجتمع الوسطاء الثقافيين بكافة العاملين على متن السفينة معا من أجل التواصل مع النساء والأطفال، وطمأنتهم لأنهم يكونوا عادة في حالات حرجة جدا، أما بالنسبة للنساء الحوامل فعلى متن السفينة يوجد طاقم من "قابلات الأطفال" اللائي أثبتن جدارتهن ودقة اساليبهن الطبية والنفسية في التعامل مع المرأة والطفل قبل عرضهم على أطباء نساء والتوليد.

e6752c23-01dc-4fd8-894b-7bce3ca283dd

-ذكرت بعض المهاجرات إنهن يتعرضن للاعتداء الجنسي، ومنهن من تصاب بالإيدز.. فكيف تتعاملون مع هذه الحالات؟
نحاول التعرف على كافة الحالات الخطرة، من أجل توفير الرعاية الخاصة لهم، وكل ما يحتاجون إليه، ثم ننقلهم إلى وزارة الصحة الإيطالية عند وصولنا إلى أول ميناء آمن نصل إليه.

- خلال عمليات الانقاذ البحرية.. هل واجهتهم موقف لم تستطعوا التصرف فيه؟
علمنا الاسبوع الماضي إن إحدى السفن تحطمت تماما، وكان الناس في الماء بالفعل ولكننا كنا نبعد عنها بحوالي 8 ساعات، فلم نستطع الوصول إلى المنطقة وأصابنا ذلك بالإحباط الشديد. لأننا كمنظمة طبية انسانية لا يمكننا تقبل فكرة إن الناس ما تزال تموت في البحر بحثا عن الأمان أو عن حياة أفضل، لذلك من الضروري أن تقبل الحكومات الأوروبية الواقع، وتتبني سياسات أكثر انسانية، فإدارة عملية تدفق الهجرة لا يجب أن تتم على حساب حياة البشر،وحقوق الانسان.

 

شاهد الفيديو: 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان