تصاعد الدخان في الطائرة المصرية لا يحسم أسباب تحطمها
(دويتشه فيله)
في ظل التساؤلات العديدة والفرضيات المطروحة حول تحطم الطائرة المصرية، يقول خبراء إن وجود دخان في الطائرة المنكوبة يدفع إلى الاعتقاد بأن حريقا اندلع على متنها، بيد أنه لا يسمح بتحديد أسباب الكارثة.
أكد مكتب التحقيقات والتحليل الفرنسي أن نظام إرسال التقارير عن وضع الطائرة أطلق إنذارا تلقائيا بوجود دخان على متنها قبيل انقطاع بث البيانات. وكشف موقع "افيرالد" المتخصص للطيران هذه الرسائل وإطلاق الإنذار، الذي كشف وجود دخان في المراحيض ثم في نظام الأجهزة الالكترونية.
وأضاف أيضا أن إنذارا آخر انطلق بتعطل وحدة التحكم في الطيران وهذا ما لم يؤكده مكتب التحقيقات والتحليل الفرنسي. وقال فرنسوا غرانجييه، وهو طيار وخبير في التحقيقات والحوادث لدى محكمة التمييز إن "وحدة التحكم في الطيران تسمح بضبط بعض المعايير كالوجهة والارتفاع وسرعة الهبوط وسرعة التحليق".
هل يمكن ترجيح فرضية معينة؟
وذكر مكتب التحقيقات والتحليل الفرنسي أنه "من المبكر جدا تفسير أو فهم أسباب الحادث ما دمنا لم نعثر على حطام الطائرة ولا على الصندوقين الأسودين. والأولوية في التحقيق هي العثور على حطام الطائرة والصندوقين الأسودين".
وبالنسبة إلى جان بول تراديك، الخبير في شؤون الطيران والمدير السابق لمكتب التحقيقات والتحليل الفرنسي، فإن "الإنذار الآلي بوجود دخان في الطائرة لا يفسر أسباب الحادث. كل ما يمكننا قوله في هذه الظروف هو وجود دخان. وقد يكون ذلك ناجما عن حريق اندلع في الطائرة جراء عطل تقني أو عن انفجار... لكن الوقت مبكر جدا للإدلاء بفرضيات. إنها معلومات إضافية ستحدد بدقة في اليوم الذي يتم العثور على الصندوقين الأسودين".
ويؤكد غرانجييه أن السبب لن يعرف "إلا بعد العثور على الحطام. وتسلسل الوقائع يرجح كثيرا فرضية اندلاع حريق في مقصورة القيادة مع انبعاث دخان كثيف يطلق إنذارا في المراحيض الموجودة في آخر الطائرة وفي نظام الأجهزة الالكترونية ويؤدي إلى فقدان السيطرة عليها".
وذكر مصدر لوكالة فرانس برس طلب عدم كشف اسمه أن نظام إرسال التقارير عن وضع الطائرة أطلق إنذارا تلقائيا بوجود دخان في آخر الطائرة ثم في مقدمها حيث الأجهزة الالكترونية. وقال تراديك إن "نظام الأجهزة الالكترونية تحت قمرة القيادة ويتم بواسطتها التحكم بالطائرة. إذا اندلع حريق وقعت الكارثة : لا تحكم في الطيران ولا أجهزة الملاحة ولا شيء إطلاقا".
"عدم إطلاق إنذار لا يحمل دلالة خاصة"
وقال تراديك إن "عدم إطلاق الطيارين أي إنذار لا دلالة خاصة له. ربما كانا يحاولان معالجة أمور أخرى حيال هذا الوضع الطارئ. إرسال إنذار لا يشكل أولوية".
وقال غرانجييه، الطيار السابق، إن "توسع الحريق يتم بسرعة وقوة فائقتين وأن أولى الأولويات عندما يصل الدخان إلى قمرة القيادة هي احتواؤه". وأضاف الخبير الفرنسي أنه "لاحتواء الدخان يجب التحقق من أمور عديدة مهمة جدا تتطلب اهتمام شخصين على الأقل. أحدهما يقرأ قائمة المراجعة على الورق لأنه من المستحيل رؤية الشاشات بعد وضع أقنعة الأوكسجين والآخر إلى جانبه يقول له عبر نظام الاتصال الداخلي: اقطع، شغل، وبدل لنقل دائرة كهربائية إلى أخرى وسط فترات زمنية إلزامية".
ويختم غرانجييه تحليله بالقول: "نظرا إلى توقيت الإنذارات وتطورها حدث كل شيء في فترة زمنية قصيرة جدا. ما يعني أن الدخان انتشر بسرعة فائقة في مقصورة القيادة ويمكن للرؤية أن تتراجع إلى بضعة سنتيمترات مع انتشاره الكثيف. بالتالي، حتى لو وضعا الأقنعة، فإن الاحتمال كبير أنهما لم يتمكنا من رؤية أي شيء. ويمكن أيضا لدرجات الحرارة أن ترتفع إلى حد كبير وبسرعة".
فيديو قد يعجبك: