خطاب السيسي.. خبراء: الرئيس يفضل إدارة الدولة بشكل "سري"
كتب - محمد قاسم:
وسط عاصفة من الجدل السياسي خرج الرئيس عبد الفتاح السيسي من صمت ساد منذ مغادرة العاهل السعودي القاهرة الاثنين الماضي تاركا ورائه سؤالًا أذاب خلد المصريين فحواه "جزيرتا تيران وصنافير مصرية أم سعودية.. أين الحقيقة؟" حاول الرئيس إجابته في خطابه أمام "الأسرة المصرية" بالإضافة إلى القضايا الأخرى التي شغلت الشارع في الأسابيع الماضية.
استمع مصراوي لآراء 3 سياسيين حللت خطاب الرئيس.
لهجة اعتذارية:
قال الدكتور حسن نافعة - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن خطاب الرئيس السيسي جاء بلهجة اعتذارية لتبرير قرار اتفاقية ترسيم الحدود اتُخذ بشكل انفرادي من السلطة الحكومية دون مشاركة.
وأكد نافعة في تصريح خاص لمصراوي، أن الرئيس يفضل العمل وإدارة الدولة بقضاياها السياسية بشكل سري من خلال أجهزة الدولة وأجهزته الخاصة، كما أنه لا يميل إلى تناول أي وجهة نظر معارضة لإدارته للدولة، مشيرا إلى أن هذا الفكر السياسي يعزله عن الشارع ويفقد شعبيته.
وأوضح أن قضية الجزيرتين تستحق التوقف والبحث الدقيق، بعد ما أثارته من تسأولات كثيرة، لافتا إلى أنه ربما تكون الجزيرتان تتبعان المملكة العربية السعودية، لكن طريق إخراج الاتفاقية من قبل الحكومة لم تكن سليمة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن اتهام الرئيس للإعلام بأنه المسؤول قضية ريجيني تصور خاطىء، مؤكدا أن تصريحات وزارة الداخلية المتناقضة ورواياتها المتضاربة هي التي وضعت الدولة في مأزق، منتهيا "هناك حالة غباء عششت في رأس الدولة يجب إزالتها".
متوازن ومقنع:
وقال الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري بحزب التجمع، إن خطاب الرئيس السيسي عن "جزيرتي تيران وصنافير" كان متوازنا ومُقنعا وغطى المأزق الذي وقعت فيه الحكومة، أوضح الصورة كاملة إلى الشعب المصري، وأزال اللغط الذي أثاره بعض الإعلاميين للشعب مؤكدا أن الناس لا تثق بالحكومة وتثق بالرئيس.
وأكد السعيد، في تصريحات خاصة لمصراوي، أنه أجرى درسات تاريخية على سيناء وأن جميع الشواهد والوثائق تؤكد أن جزيرتي تيران وصنافير سعودية، وأن الاتفاقية ليست نهائية التي وُقّعت مشروطة بتصديق البرلمان عليها بحسب الدستور.
ولفت رئيس المجلس الاستشاري بحزب التجمع، أن حديث الرئيس السيسي عن قضية الطالب الإيطالي "ريجيني" كان ذكيا وأبدى حرص الدولة على إظهار الحقيقة والوصول إلى قاتليه.
تسيطر عليه اللهجة العسكرية:
فيما قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، المحلل السياسي بمركز الأهرام الاستراتيجي، إن لقاء أطياف الشعب والمجتمع مع السيسي، كان خطاب لشخص الرئيس دون مداخلات أو مشاركة من الحضور، وعندما وقف أحد الحضور للحديث تم منعه بطريقة تنم عن عدم الحنكة السياسية، مشيرا إلى أن حديث السيسي تسيطر عليه اللهجة العسكرية وكذلك التعامل مع القضايا السياسية ومشاكل المجتمع، وهو الأمر الذي يحد من شعبية الرئيس، ويُسأل في ذلك الأمر مستشاريه.
وأوضح ربيع في تصريح خاص لمصراوي، أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية والتي انتهت بتبعية جزيرتي "تيران وصنافير" للمملكة العربية السعودية، يجب الذهاب بها إلى استفتاء شعبي بحسب نصّ الفقرة الثانية من المادة 151 من الدستور، باعتبار أنها شأن يمس السيادة المصرية.
وأكد الخبير السياسي، أن السلطة تعاملت مع القضية بطريقة سيئة جدا، وكان أولى بالرئيس أن يعتذر عن عدم إطلاع الرأي العام على القضية من البداية وليس بعد التوقيع على الاتفاقية، لكنه حمّل الخطأ للشعب في إثارة قضية الجزيرتين، مشيرا إلى أن الخطاب أثار قضية أخرى جديدة هي أن سياسة النظام ستتعامل مع جميع القضايا بهذه الطريقة التي تغيب الحوار المجتمعي وتفرد مبدأ الرأي الواحد
فيديو قد يعجبك: