إعلان

اجتماع رؤساء مصر بالمثقفين.. "رسالة من طرف واحد"

09:46 ص الخميس 24 مارس 2016

جانب من اللقاء

كتبت- نسمة فرج:

في حوار مدته ثلاث ساعات، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في مقر رئاسة الجمهورية، بمجموعة من المثقفين والكتاب، في حوار مفتوح أداره وزير الثقافة حلمي النمنم.

تناول الحوار الكثير من القضايا المتعلقة بالثقافة والمثقفين، أبرزها حرية الفكر والتعبير، ومسألة ازدراء الأديان والمواد القانونية التي تجيز الحبس في قضايا النشر والتعبير، كما تناول الحوار أزمة الشباب وقضية البطالة والتنمية الاقتصادية وصورة مصر بالخارج وغيرها من القضايا المطروحة على الساحة حالياَ.

كان من أبرز الحضور سيد ياسين، د. جلال أمين، أحمد عبد المعطي حجازي، فريدة النقاش، يوسف القعيد، إبراهيم عبد المجيد، محمد المخزنجي، المنسي قنديل، إبراهيم عبد المجيد، د. جابر عصفور، د. صابر عرب، د. يوسف زيدان، محمد سلماوي، سكينة فؤاد، د. ضياء رشوان، د. لميس جابر، د. نبيل فاروق وعبد الله السناوي.

وكعادة الرؤساء الإجتماع بالمثقفين، قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالإجتماع مع المثقفين تحت قبه جامعة القاهرة عام 1968 وقال في خطابه "المثقفين فى هذه المرحلة وفى كل مرحلة مطالبون بأن يقودوا حوار جماهير الشعب، وأن يعطوه المزيد من الوضوح والخصوبة والعمق، وليس من حق أحد أن يعترض المناقشة الحرة التى يجرى بها حوار قوى الشعب العاملة نحو أهدافه العظيمة، وأريد أن أقول لكم بوضوح ان المجتمع الذى لا يناقش مشاكله لايستطيع أن يعرض منجزاته، وإلا أصبحت المناقشة مجرد إعلانات".

وفي عام 2010 إجتماع مبارك مع المثقفين في مكان أشبه بفيلا كما وصفها الكاتب الصحفي صلاح عيسي وعن الإجتماع الذي حضره فاروق حسني، وزير الثقافة في حينها، وأنس الفقي، وزير الإعلام قال السيد يسين في مقاله بالإهرام : "لم يكن الاجتماع كله مناقشات فكرية ولكنه كان اجتماعا فريدا في الواقع دارت فيه المناقشات بحرية وكأنها مناقشات بين أصدقاء‏,‏ بلا قيود أو حدود لدرجة ان بعض الزملاء والزميلات تطرقوا لسؤال الرئيس عن تفضيلاته الفنية وعاداته في الاستماع الي الأغاني‏,‏ وكانت أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب في مقدمة من ذكرهم الرئيس‏.‏ طالت الجلسة وامتدت الي اربع ساعات كاملة والرئيس في كامل لياقته الجسمية والنفسية‏,‏ ولكننا جميعا تعبنا‏,‏ غير ان الجلسة كانت عبارة عن حوار منطلق تسوده الحميمية وكأنه بين أصدقاء يتحدثون بلا كلفة‏" .‏

وصف عدد من الكتاب والمثقفين الذين حضروا لقاء محمد مرسي الرئيس الأسبق بالمثقفين والكتاب والإعلاميين، اللقاء بالإيجابي, مشيرين إلى أن الرئيس أبدى قدرًا من الوعي بأهمية الثقافة ودورها، وحاول طمأنة الفنانين والمثقفين على حرية الفن والإبداع.

وعلق نور فرحات، الفقيه الدستوي عن لقاءات رؤساء مصر بالمثقفين "عاصرت ثلاثة رؤساء ؛ عبد الناصر فى طفولتى والسادات ومبارك فى شبابى وكهولتى ثم السيسى، أشهد أن لقاء الرؤساء بالمثقفين تجمعه خصائص واحدة.

وأضاف نور انها جميعا هدفها توصيل رسالة من طرف واحد أي من الرئيس للمثقفين وليس العكس، مشيرا إلى أن كثرة من المثقفين الذين كان يجرى اختيارهم بعناية للقاء الرئيس كانوا يسعدون بذلك باعتباره فى حد ذاته غاية التميز والسمو والرفعة.

وأوضح الفقيه الدستوري أنه فى المرات القليلة التى كان المثقفون يحاولون ايصال صوتهم الحقيقى للرئيس كانوا لا يلاقون آذانا صاغية وأحيانا يقابلون بالإهانة والسخرية وأحيانا بالكذب البواح استخفافا بالعقول دون ان يجرءوا على الرد، مستشهدا بموقف: "مرة حاول المرحوم محمد السيد سعيد قول كلمة حق لمبارك فسمع ما لا يرضيه من عبارات نابية".

وتابع فرحات أن الوحيد الذى كان يسمح بلقاء متعمق مع المثقفين هو عبد الناصر، ولكن من لا يقتنع برايه كان يوفده فورا فى مهمة شاقة إلى معتقل الواحات وحدث هذا مع كل اليساريين ومنهم لويس عوض " الذى حدثنى انه كان يكلف بحمل الاحجار والصعود بها فلما سقط منه حجر قال للحارس مازحا " شأنى شأن سيزيف" فاعتبرها الحارس اهانة له وركله بقدمه".

وأردف الفقيه الدستوري اما السادات فكان يسمى المثقفين ( بالافندية الارازل ) قائلا :" دعانا يوما كوفد من أساتذة الجامعة بناء على ترشيح رؤسائها فى شهر يوليو للقائه فى قصر عابدين ، دخل إلى القاعة وكوكبته، اخذ يتافف من حرارة الجو ، ذكرنا اننا بفضله نجلس فى قاعة الملوك ونحن ابناء البسطاء المغمورين، انصرف زهقا من حرارة الجو على وعد بلقاء ثانى".

واختتم قائلا: "إيها المثقفون : ولاؤكم للشعب".

ومن جانبه قال الدكتور مصطفي كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اجتماع الرؤساء بالمثقفين كان دوما لا يجدي بثمار على الأرض لان الرؤساء يضعون خطتهم ويسيرون عليها واجتماعات المثقفين كانت مجرد واجهة.

وأضاف استاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن لقاء الوحيد الذي كان له ثمار وحدث بعده تغيرات هو لقاء جمال عبد الناصر في جامعة القاهرة سنة 1968اعقبها اجتماعات مع اتحاد الطلاب.

وأوضح مصطفي كامل أن غياب الديمقراطية هو السبب في عدم جدوي لقاء الرؤساء بالمثقفين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان