حوار- مدير المرصد السوري: الحل العسكري لن يُجدي في سوريا.. وروسيا صاحبة القرار
حوار - محمد عمارة:
قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن إصرار الحكومة المصرية على الحل السياسي في سوريا، سبب لها إشكالية وأزمة مع السعودية، مضيفا إنه لو كانت هناك إمكانية لإقصاء بشار الأسد منذ عام 2011 لحدث هذا، حيث أن "روسيا صاحبة القرار."
وأضاف عبدالرحمن -في حوار مع مصراوي- أن الحل العسكري في القضية السورية لن يجدي نفعا، موضحا أن السيطرة على حلب تسببت في مآسٍ لمدنيين تم تهجيرهم من مناطقهم فضلاً عن الخسائر البشرية التي راح ضحيتها أكثر من 21 ألف مدني، وإلى نص الحوار..
ماذا يعني سياسيا سيطرة بشار الأسد على مدينة حلب بالكامل؟
من الناحية السياسية، الحكومة المصرية صار موقفها واضح بالبحث عن حل سياسي في مواجهة المعارضة المسلحة، هذا الشيء تسبب في إشكالية بين مصر والسعودية. واضح بشكل مؤكد أن الحكومة المصرية ذاهبة بالحل السياسي إلى أبعد مراحله، وهي على وفاق كامل مع روسيا حتى لو كانت موسكو داعمة لبشار الأسد، الموقف المصري قائم على عدم دعم أي مجموعات مسلحة في سوريا.
وبالنسبة للوضع على الأرض هناك؟
المعارضة خرجت من مناطق سيطرتها. من الواضح أن روسيا حققت نتائج عسكرية تستثمرها سياسيا، وتعتبر السيطرة على حلب نصرا، بينما سيسعى النظام لتحقيق مكاسب سياسية على الأرض بعد تحقيقها عسكريا.
هل سيكون بشار الأسد جزءً من المعادلة السياسية الجديدة؟
بشكل مؤكد حتى في فترة انتقالية.
ماذا تتوقع رد الفعل السعودي؟
روسيا صاحبة القرار في سوريا.
وكيف تفهم الاختلاف في الموقفين المصري والسعودي بالنسبة لسوريا؟
كمرصد لحقوق الإنسان لا يعنينا التناقض بين مصر والسعودية. يعنيني أن يتوقف القتل المستمر في سوريا. وهذا ما تم بالسيطرة على حلب والحديث عن احتمالية وقف إطلاق النار (في أنحاء سوريا). السيطرة على حلب تسببت في مآسٍ لمدنيين وتهجيرهم من مناطقهم وأيضا سبب دمار، فأزمة حلب راح ضحيتها أكثر من 21 ألف شهيد مدني.
هناك حديث عن وقف إطلاق نار شامل، كيف ترى هذا؟
نأمل هذا، عندما يتم وقف إطلاق نار شامل سيكون هذا أمرا جيدا بالنسبة للشعب السوري.
هل كنت تتوقع الموقف المصري بدعم الحل السياسي في سوريا؟
الحل العسكري لن يجدي في سوريا، ولا يستطيع أحد أن ينتصر عسكريا.
لكن السعودية لوحت بعمل عسكري لإقصاء بشار.. كيف ترى ذلك؟
لا أحد يستطيع أن يقوم بعمل عسكري طالما روسيا وإيران يقفان إلى جانب النظام.
وكيف تفسر إصرار السعودية على إقصاء الأسد؟
لو كانت هناك إمكانية لإقصاء بشار الأسد من 2011 لحدث هذا. روسيا لا تريد خسارة سوريا بعد خسارتها ليبيا، على الرغم من إدانتها للقصف السوري لأبناء الشعب، لكل الحل موجود عند موسكو وأمريكا وإيران وبعض الدول الإقليمية.
ما هذه الدول الإقليمية؟
مصر وتركيا وبعض دول الخليج.
لكن دول الخليج تقف ضد بشار؟
بشار كشخص لا أحد يتمسك به حتى روسيا نفسها. لكن بشار كنظام هو حامي مصالح روسيا. الآن أصبح جليا أن المصالح أهم من الإنسان في كل العالم وليس في سوريا وحدها.
وماذا تتوقع من رد الفعل السعودي بعد السيطرة علي حلب؟
أتوقع ردود فعل من بعض الدول الداعمة للمعارضة السورية ومحاولة البحث عن حل سياسي.
هل خسرت السعودية في هذه المعركة؟
الخاسر الوحيد هو الشعب السوري.
وكم بلغ عدد القتلى في سوريا حتى الآن منذ بدء الحرب؟
الموثق لدينا أكثر من 312 ألف، والمتوقع نحو 450 ألف.
وماذا تتوقع من مصر في ظل إصرارها علي الحل السياسي؟
نتوقع أن يجري البحث عن حل لمصلحة الشعب السوري.
هل ترى أن الخلاف المصري السعودي سوف يضر الأزمة السورية؟
بالطبع، فالأفضل أن تتوافق مصر والسعودية وكافة العرب من أجل دعم الشعب السوري.
هل تتوقع أن تتراجع السعودية عن موقفها الحاد خلال المفاوضات المقرر لها الشهر المقبل؟
بشار الأسد لا يعنينا، يجب أن يكون هناك حل من أجل الشعب السوري.
كيف تقرأ الدورين المصري والسعودي تجاه الأزمة السورية؟
الدور المصري جيد وداعم للحل السياسي، أما الدور السعودي فلن أعلق عليه.
فيديو قد يعجبك: