في وكالة البلح.. الكلسون ينتصر على الغلاء "البرد بيحكم"
كتبت- ندى الخولي:
داخل محل عصير لا تتعدى مساحته أمتارا معدودة، جلس الحاج محمد أمام "الكاشير"، واضعا يده على خده، ومن حوله تتدلى شباك البرتقال والرمان والمانجو.
"الحال واقف"، هكذا بدأ حديثه عن موسم الشتاء، متابعا "الكورنيش بيفضى بعد المغرب، والشتا ما بيشجعش الناس على العصير والحاجة الساقعة".
محل عصير "مملكة الفواكة" حيث يعمل الحاج محمد، يقع على كورنيش النيل أسفل كوبري 15 مايو، على بعد حوالي 300 متر من مدخل الوكالة.
يقول "إحنا بنشتغل على شغل الوكالة.. الزبون الي بيشتري من الوكالة، بيعدي يشرب عصير"، مضيفا "حاليا الوكالة تشهد رواجا نسبيا بسبب ارتفاع أسعار الملابس في المحال والمتاجر بشكل عام، فاتجه عدد كبير من المشترين إلى البالة وبواقي التصدير".
داخل الوكالة، وبامتداد شارع الإسعاف، كانت هناك حركة كثيفة للناس ذهابا وإيابا؛ إلا أن هذا لا يعني بالضرورة رواجا في حركة البيع والشراء، بحسب أحد العاملين في محل ملابس، حيث قال "الأسعار غالية، الناس معذورة".
وتابع فيما يشير إلى "جاكت" أطفال مبطن "سعره 250 جنيه.. يعني كل عيل عاوزله يجي 500 جنيه لوحده علشان يجيب جاكت وبنطلون وتيشرت".
حتى الأسعار الزهيده لم تعد تجذب المشترين، وأشار البائع إلى "استاند" معلق عليه لافتة "10 جنيه.. ممنوع الفصال"، وقال "أهي الحاجات بعشرة جنيه ومع ذلك محدش بيشتري".
على "الاستاند" الموضوع عليه سعر موحد "10 جنيه.. ممنوع الفصال"، عشرات "الكولونات" والجوارب الطويلة من كل الأوان والمقاسات، قال عنه البائع "كل سنة الإقبال كان بيبقى كثيف على الكولونات دي علشان بتدفي.. بس السنادي مفيش شرا خالص".
ثم عاد ليؤكد "الإقبال على شراء البطانين والكلاسين الرجالي أكتر.. البرد يحكم".
بالفعل، وأمام محل الملابس كان شاب يبدو في العقد الثاني من عمره، على رصيف منتصف الشارع، ينادي "الكلسون بعشرين والطقم بخمسة وأربعين"، ومن حوله التف عدد من المشترين يقلبون في البضاعة ويختارون من الألوان الترابية المتاحة.
أمسك البائع بالبنطلون "الكالسون"، وشده بين يديه ليثبت للمشترين أنه "يلبس كل المقاسات"، وحاول اقناع سيدة أمامه "ابنك مقاسي كدا يا مدام ولا أتخن شوية؟ خدي المقاس دا وعلى ضمانتي".
حاولت السيدة اقناعه بتخفيض السعر قائلة "بتلاتين كويس للطقم"، ليجيبها "والله ما ينفع.. كدا واقف عليا بخسارة".
قال البائع "المفروض إني ببيع الطقم على بعضه.. بس فيه زباين بيشتروا بناطيل بس.. فا بضطر أبيع بالقطعة مش بالطقم"، مضيفا "الصوف بيدفي وهو أكثر حاجة مطلوبة في الشتا".
فيديو قد يعجبك: